الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

هل يستمر الذهب في الصعود إلى نهاية 2020؟

هل يستمر الذهب في الصعود إلى نهاية 2020؟

(أرشيفية)

رجح خبراء لـ«الرؤية» أن تصل المستويات السعرية القياسية للذهب خلال الأشهر المتبقية من عام 2020 إلى مستويات تاريخية لم تكن البنوك أو شركات الاستثمار العالمية تتوقعها، في ظل عدم الوصول إلى لقاح يعالج فيروس كورونا، واحتدام الخلافات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وضعف الأداء العام للدولار الأمريكي على المستوى الأسبوعي والسنوي.

ومع انتهاء الأسبوع الماضي، اقترب سعر أونصة الذهب من مستويات الـ2100 دولار، ولكن عمليات جني أرباح قوية أفقدته في جلسة الجمعة الماضية نحو 41 دولاراً، ليصل إلى مستوى 2028 دولاراً للأونصة، ولكنه استطاع على الرغم من هذا التراجع تسجيل الارتفاع الأسبوعي التاسع على التوالي، ليحقق بذلك مكاسب بأكثر من 23% منذ أوائل يونيو الماضي، وبأكثر من 34% منذ بداية 2020.

وقال رئيس قسم الأبحاث لدى «Equiti Group»، رائد خضر: إن الارتفاع الصاروخي للذهب تدعمه عدة عوامل على رأسها ضعف الدولار الأمريكي، وتراجع العائدات على السندات الأمريكية، وأيضاً خوف وقلق المستثمرين من تقليل قيمة الأصول الأخرى نتيجة برنامج التحفيز الاقتصادي الذي تم إطلاقه لمواجهة تداعيات انتشار وباء كورونا، وهذا ما وضح جلياً على عائدات السندات الأمريكية الآجلة لـ10 سنوات والمعدلة وفقاً للتضخم، حيث انخفضت إلى النطاق السلبي من 0.15% منذ بداية العام.

وأشار إلى أن الذهب يقترب مرة أخرى من أخذ الصدارة كأغلى المعادن الثمينة بعدما اقتنصها البلاديوم في 2019.

وأوضح «أنه مع تجاوز أعداد المصابين بفيروس كورونا حاجز الـ19 مليون حالة، بينهم أكثر من 700 ألف حالة وفاة، وتعافي نحو 12 مليوناً، بدأنا نسمع عن اقتراب موعد طرح لقاح للفيروس ربما يكون جاهزاً بنهاية العام الجاري، وهو ما سيؤثر على اتجاه المعدن الأصفر، وبالتالي الحد من مكاسبه إذا تم هذا الأمر. وكان الرئيس الأمريكي قد أعلن الأسبوع الماضي، أن اللقاح ربما يكون جاهزاً يوم الانتخابات الرئاسية في الثالث من نوفمبر القادم».

يشار إلى أن شركة مودرنا الأمريكية التي سعرت لقاحها التجريبي بين 32 و37 دولاراً، وهو أدنى من السعر الذي حددته شركة فايزر الأمريكية الشهيرة لصناعة الأدوية مقابل لقاحها التي تعاقدت عليه الحكومة الأمريكية الشهر الماضي، لتطعيم 50 مليون شخص، مقابل 40 دولاراً للجرعة.

وقال كارستين مينكي، رئيس أبحاث لدى جوليوس باير، إن الذهب ارتفع فوق 2000 دولار للأونصة للمرة الأولى على الإطلاق، وسط مخاوف من أن تؤدي زيادة طباعة النقود في الولايات المتحدة إلى ارتفاع سريع في التضخم وتراجع الدولار الأمريكي.

وتابع: «على الرغم من أن الارتفاع يمكن أن يستمر أكثر، فمن الواضح بالنسبة لنا أن السوق عند المستويات الحالية مناسب للمتداولين على المدى القصير بدلاً من الباحثين عن الملاذ الآمن».

وقال إيبيك أوزكارديسكايا، كبير المحللين في بنك سويسكوت، إن الذهب مدد ارتفاعه القياسي وحقق ارتفاعاً إلى 2030 دولاراً للأونصة، وسط محادثات التحفيز المالي الأمريكية المطولة، وتزايد التهديدات للاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والصين وانفجار بيروت.

وأضاف: «نرى بناء دعم قوياً عند مستوى 2000 دولار، ما يوفر أساساً جديداً لمزيد من التقدم مع قيام المستثمرين بزيادة التحوطات ضد مخاطر التضخم العالمية المتزايدة وسط المحفزات النقدية والمالية الضخمة، أو التصحيح الهبوطي الحاد إذا حكم المتداولون المضاربون على أنه لا يوجد احتمال كبير لتحقيق المزيد من المكاسب».

وتتناغم توقعات الخبراء مع التوقعات التي أعلن عنها بنك غولدمان ساكس في نهاية يوليو الماضي، والتي رجحت وصول سعر الذهب على مدى 12 شهراً إلى 2300 دولار للأوقية (الأونصة)، وهو ما تدعمه توقعات بمزيد من الانخفاض في أسعار الفائدة الحقيقية الأمريكية ومناخ إيجابي بالنسبة للمعدن الذي يعتبر ملاذاً آمناً، إضافة إلى الذهول الأخير الذي أصاب العالم بعد الانفجار الهائل الذي وقع في بيروت وجعلها تبدو كمنطقة منكوبة.