عاد مؤشر الدولار الرئيسي والذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام 6 عملات رئيسية، للارتفاع من جديد خلال الشهرين الماضيين وسط الاتجاه المؤقت للمستثمرين للملاذات الآمنة بعد فرض قيود إغلاق جديدة ببعض الدول الأوروبية بسبب كورونا وتزايد المخاوف بشأن تطورات السباق الرئاسي بالولايات المتحدة الأمريكية.
وعلى مستوى التعاملات، اليومية، ارتفع مؤشر الدولار خلال جلسة الاثنين، بنسبة 0.2%، وبنهاية جلسات الأسبوع الماضي، ارتفع ليصل إلى 94.23 نقطة، وخلال شهرين تقريباً حقق مكاسب تبلغ 2.3% حيث أغلق في نهاية شهر أغسطس الماضي عند مستوى 92.13 نقطة.
وقالت دعاء زيدان، خبيرة أسواق السلع والأسهم لدى شركة تايكون لتداول الأوراق المالية، لـ«الرؤية»، إن الدولار يشهد ارتفاعاً قبيل ساعات من الانتخابات الأمريكية بسبب 5 عوامل في مقدمتها تلاشي الآمال للتوصل إلى حزمة التحفيز الأمريكية قبل إغلاق الرئيس الأمريكي الفائز بالانتخابات التاريخية التي يتابعها القاصي والداني بأسواق العملات والأسهم في العالم وذلك بعد الخلاف الذي دار بهذا الشأن في مجلس النواب الأمريكي بين الجمهوريين والديمقراطيين.
وأوضحت أن من أهم الأسباب التي تدعم صعود الدولار البيانات التي صدرت يوم الخميس الماضي عن مكتب الإحصاء الأمريكي بأن مؤشر القراءة التقديرية للناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة سجل توسعاً بنسبة 33.1% خلال الربع الثالث وهو أعلى من المتوقع وأفضل من الربع الثاني مع ارتفاع طلبات الإعانة الأمريكية، التي سجلت ارتفاعاً ملحوظاً أثر بالإيجاب على حركة الدولار، مشيرة إلى أن من أهم الأسباب أيضاً لارتفاع الدولار، هو ضعف اليورو، بعد إبقاء المركزي الأوروبي على سعر الفائدة.
من جهته، يرى المدير التنفيذي لشركة «بيج إنفست»، الحسن علي بكر، إن الانتخابات الأمريكية تشكل أهمية كبيرة في الأسواق المالية نتيجة التحولات التي يمكن أن تحدث بسبب تغير السياسات مع تغير الرؤساء.
ويعتقد الحسن بكر أن المرحلة الحالية يمكن وصفها بمرحلة من حالة عدم اليقين السياسي وهو ما يشكل مخاطر كبيرة للمستثمرين المتحفظين في الأسواق المالية، وقد تدفعهم للبحث عن ملاذ آمن حتى تمر هذه المرحلة من الانتخابات، وأن تبدأ الصورة بالوضوح من جديد.
وأشار إلى أن رد فعل ترامب على نتيجة الانتخابات إن لم يتمكن من النجاح سيكون عاملاً مهماً ستترقبه الأسواق خلال الفترة المقبلة وهو ما يجعل التخوفات كبيرة من رد فعل غير متوقع قد يدفع بالأسواق أيضاً لتقلبات أقوى ويرفع من حدة المخاطر في الأسواق.
وبدوره، قال محلل اقتصادي أول لدى شركة أوربكس، عاصم منصور، إن الدولار الأمريكي واصل مكاسبه خلال الأيام الأخيرة مدعوماً بزيادة الطلبات على الملاذات الآمنة.
وأوضح أن تزايد الطلب على العملة الخضراء جاء بسبب اتجاه الدول إلى فرض قيود الإغلاق مرة أخرى مع تزايد أعداد الإصابات، ما سيحد من النشاط الاقتصادي وزيادة حالة عدم اليقين والعزوف عن المخاطرة وزيادة الإقبال على الدولار، ما دعم ارتفاعه مثلما حدث خلال شهر مارس الماضي.
ولفت إلى أن من أسباب زيادة الطلب على الدولار في تلك الفترة هو ارتفاع العائد على السندات الأمريكية الآجلة لعشرة أعوام إلى قرابة أعلى مستوى له منذ يونيو الماضي عند 0.87%.
وأشار إلى أن الطلب على العملة الخضراء يأتي بالتزامن مع تزايد الضغوط على البنوك المركزية العالمية لاتخاذ المزيد من الإجراءات التسهيلية خلال الفترة المقبلة لتحفيز التعافي الاقتصادي الذي من المتوقع أن يشهد تباطؤاً قوياً مع إعادة فرض قيود الإغلاق مرة أخرى ولا سيما في المملكة المتحدة ومنطقة اليورو.