الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

جيل الألفية يقود عملية التحول نحو الاستثمار المستدام

جيل الألفية يقود عملية التحول نحو الاستثمار المستدام

أرشيفية.

برز دور الأجيال الجديدة في تعزيز اهتمام العائلات ذات الملاءة المالية العالية بالاستثمار في حوكمة الشركات والمسؤولية المجتمعية والبيئية، بحسب سلسلة بحثية جديدة أجرتها شركة معلومات السوق العالمية سافانتا.

وأشارت السلسلة الصادرة عن سافانتا لمصلحة بنك باركليز الخاص بعنوان «التعاقب الأذكى: تحديات وفرص نقل الثروة بين الأجيال»، إلى أن دور الأجيال الجديدة أفضى إلى زيادة مخصصات العائلات في الأصول المستدامة، حيث تمثل أرضيةً مشتركةً للأجيال المختلفة في مجال التخطيط المالي، على الرغم من الأولويات التنافسية، وتباين الآراء بشأن المخاطر.

ووفقاً للتقرير، أشار أكثر من نصف (59%) كبار السن من أصحاب الملاءة المالية العالية في منطقة الخليج العربي، إلى أن أبناءهم يقودون توجهات العائلة نحو الاستثمارات المستدامة والمسؤولة، مقارنة بنسبة الثلثين (68%) من أصحاب الملاءة المالية العالية على المستوى العالمي.

ونتيجةً لذلك، يتم تداول مصطلح الاستثمار المستدام لدى المزيد من أصحاب الملاءة المالية العالية على اختلاف أعمارهم وأجيالهم، ما يوحّد العائلات على أهداف مشتركة تتمحور حول الاستثمار المستدام، وتحقيق العوائد المالية.

ويرى واحد من كل عشرة (11%) من جميع الأجيال أن التأثير البيئي الإيجابي يشكل أولويةً شخصيةً بالنسبة له، بينما يوافق 58% في منطقة الشرق الأوسط على أهمية الاستثمار المسؤول بالنسبة لهم، ما يشير إلى إمكانية تحقيق التوافق بين القضايا المرتبطة بالحوكمة والمسؤولية المجتمعية والبيئية مع الأهداف المتعلقة بالثروات عبر الأجيال.

كما عبّر نحو 4 من كل 5 من جميع الفئات العمرية التي شملها التقرير عن أهمية الاستثمار المسؤول بالنسبة لهم، إلى حد ما، ويوافق على ذلك 81% ممن تقل أعمارهم عن 40 عاماً، و77% ممن تراوح أعمارهم بين 41-60 عاماً، و86% ممن تزيد أعمارهم عن 60 عاماً.

وأشار التقرير إلى أن تغيير التوجهات، أدى إلى إحداث تحول كبير في طريقة استثمار العائلات ذات الملاءة المالية العالية، حيث قام أربعة أخماس المشاركين في الاستطلاع على مستوى العالم (78%) وفي منطقة الشرق الأوسط (82%) بالتعبير عن آرائهم فيما يتعلق بالمسؤولية المجتمعية والبيئية في استثماراتهم.

أما بالنسبة للذين لا يستثمرون بهذه الطريقة، فقد أشار 22% من الأجيال الأكبر سناً، إلى رغبتهم في معرفة المزيد حول خياراتهم الاستثمارية المستدامة، وأبدى 19% منهم اهتمامه بفهم المزيد حول الاستثمار في التأثيرات المجتمعية والبيئية الإيجابية على وجه التحديد، ما يشير إلى إمكانية استمرار هذا التوجه بالنمو، وفقاً للتقرير.

ولفت التقرير إلى أنه يمكن للاستثمار المستدام أن يوفر أرضيةً مشتركةً بين الأجيال، حيث تواصل القضايا مثل الرغبة بالمجازفة، التسبب بإحداث اختلاف في وجهات النظر بين الأجيال المختلفة.

وأشار 61% من أفراد العائلات الثرية حول العالم، إلى أن اختلاف الرغبة في المجازفة بين الأجيال تؤثر في التوجه الذي يعتمدونه بشكل جماعي فيما يتعلق بالاستثمارات مقابل 46% من أفراد العائلات الثرية في منطقة الشرق الأوسط. ويبين التقرير وجود اعتقاد سائد بين الأثرياء السعوديين مفاده أن عوامل مثل اختلاف النظرة تجاه الحياة أو القيم تؤدي إلى حدوث خلافات ضمن العائلات فيما يتعلق بالرغبة بالمجازفة. 10ومع ذلك، يبدو هذا الموضوع أقل أهمية في كل من: الإمارات العربية المتحدة وقطر.

وبحسب التقرير، ترى العائلات ذات الملاءة المالية العالية في منطقة الخليج العربي، أن الاختلافات الكبيرة في النظرة إلى قيم الحياة (54%)، وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي، وتباين المؤهلات العلمية تسهم بمجموعها في اختلاف وجهات النظر والأولويات بين الأجيال، والتي تؤثر بدورها في الخطط المالية وخطط التعاقب.

وعلى المستوى العالمي، أشار نصف المشاركين في الاستطلاع (50%) من جيل الألفية إلى أن هذه العوامل تجعلهم يشعرون بأن تطلعاتهم المالية وأهدافهم العامة غير مفهومة بالنسبة لباقي أفراد عائلاتهم.

وتشكل الأعمال الخيرية مجالاً آخر تلعب فيه الأجيال الشابة دوراً في استخدام ثروة العائلة لإحداث تأثير إيجابي في العالم. ولكن بخلاف الاستثمار المستدام، تميل الأجيال الأكبر سناً لقيادة الأعمال الخيرية، ما يشير إلى أن كل فئة عمرية تجد طرقاً مختلفة عن الأخرى في رد الجميل إلى المجتمع.

ويشير التقرير إلى أنه، بالنسبة للأجيال الأكبر سناً في دولة الإمارات، يتولى الأبناء قيادة التبرعات الخاصة بالأعمال الخيرية، ما يؤهلهم لقيادة المنطقة في هذا التوجه، على الرغم من وجود توجه مماثل في المملكة العربية السعودية وقطر.

وعلى الصعيد العالمي، أشار الأفراد الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً (38%) إلى شغفهم بالأعمال الخيرية بالمقارنة مع الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 40 عاماً (20%). ولكن في معظم العائلات (74%)، تتولى الأجيال الأكبر سناً مسؤولية إدارة الأنشطة الخيرية لمصلحة أبنائها.

وفي هذا السياق، قال رحيم دايا، رئيس بنك باركليز الخاص في الشرق الأوسط: «تشير نتائج التقرير إلى أن 76% من جميع المشاركين في الاستطلاع في منطقة الشرق الأوسط، يرون أن الاستثمار المسؤول مهم بالنسبة لعائلاتهم، ما يبين الالتزام الراسخ الذي يبديه قادة الأعمال من جميع الأعمار، بإضافة قيمة للمجتمعات التي يعيشون فيها. وبينما يمكن لوجهات النظر المختلفة تجاه الحياة والقيم، أن تحدد مستويات التفاوت بين الأجيال فيما يتعلق بالرغبة بالمجازفة الاستثمارية، فإنه من المشجع أن نرى أن الاستثمار المؤثر يشكل توجهاً يحظى بإجماع الأفراد من جميع الأعمار».

بدوره، قال داميان بياتاكيس، رئيس شؤون الاستثمارات المستدامة والمؤثرة في بنك باركليز الخاص: «يبين تقريرنا دور الأجيال الأصغر سناً، والتي شاركت لفترة أطول في الاستثمارات المستدامة، في توفير دافع قوي ضمن عائلاتها، لإحداث تغيير في آراء الأجيال الأكبر سناً. كما تركز معظم الفقرات المتعلقة بالاستثمار المستدام في التقرير، على المنافع التي تعود بها المحافظ الاستثمارية على الناس والكوكب عموماً. ويمكننا الآن معرفة فوائدها المحتملة والمتمثلة في تحقيق توافق العائلات على قيم مشتركة، ودعم عملية نقل الثروات بين الأجيال. ونظراً لأن كبار العائلات الثرية يفكرون في خطط التعاقب والاستثمار خلال الفترة التي تعقب وفاتهم، فقد شملت نقاشاتنا دور الاستثمار المستدام في ضمان مستقبل أبنائهم، ومدى استعدادهم لتوريث ثروات عائلاتهم، وإيجاد أرضية مشتركة حول النقاشات العائلية المتعلقة بثروتهم».