الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

كيف ستؤثر لقاحات «كورونا» على توقعات نمو الأسواق الناشئة؟

كيف ستؤثر لقاحات «كورونا» على توقعات نمو الأسواق الناشئة؟

من المحتمل أن تسهم التطورات الجديدة والمتمثلة في الأنباء الإيجابية عن لقاحات فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19» في السماح للاقتصادات بالعودة إلى وضعها الطبيعي بسرعة أكبر من التوقعات.

وبينت وكالة كابيتال إيكونوميكس، في تحليل حديث، أن الأمر سوف يستغرق وقتاً طويلاً حتى يتعافى الناتج المحلي الإجمالي إلى اتجاهه السابق للأزمة في معظم أنحاء أمريكا اللاتينية، وكذلك جنوب آسيا وإفريقيا.

في هذه المرحلة، لا يزال حجم وتوقيت توزيع اللقاح عبر العالم الناشئ يتميز بدرجة عالية من عدم اليقين، وهناك عدد قليل من الأسواق الناشئة -بما في ذلك تشيلي والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي- لديهم طلبات مسبقة كبيرة من شركات الأدوية، وقد تتمكن روسيا والصين من الاعتماد على لقاحاتها الوطنية، لكن بالنسبة للعديد الآخرين، ستكون تغطية اللقاح خلال السنوات القادمة أقل بكثير.

ومن منظور اقتصادي، سيكون لنشر اللقاحات الفعالة على نطاق واسع تأثير أكبر في تلك البلدان التي يفرض فيها الفيروس عبئاً اقتصادياً أثقل، ونظراً لاختلاف الاقتصادات والإجراءات الاحترازية المتبعة قسمت الوكالة الاقتصادات الناشئة إلى 4 مجموعات. وتضم المجموعة الأولى الأسواق الناشئة التي قمعت الفيروس والتي عادت اقتصاداتها إلى طبيعتها إلى حد كبير مثل الصين وتايوان وكوريا، فوجود لقاح واسع الانتشار لن يغير النظرة المستقبلية حقاً.

أما المجموعة الثانية فتضم الأسواق الناشئة التي لم تقم بقمع الفيروس وحيث سيكون طرح اللقاح بطيئاً بسبب الطلبات المسبقة المحدودة، والتحديات التوزيعية، وهذا يشمل الكثير من أمريكا اللاتينية وإفريقيا وجنوب آسيا، وقد يتم رفع القيود في معظم القطاعات ولكن هذا سيأتي متأخراً ربما أواخر عام 2021 أو أوائل عام 2022 وقد تظل بعض القطاعات خاضعة لمثل هذه الإجراءات.

وتشمل المجموعة الثالثة على البلدان التي لديها احتمالية معقولة لتوزيع لقاح على نطاق واسع، وهذا لم يقمع الفيروس مثل تشيلي، والبلدان الناشئة الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وروسيا، ولكن سيستفيد هؤلاء الاقتصاديون من عودة أسرع إلى الحياة الطبيعية، مع احتمال تخفيف معظم القيود في منتصف عام 2021.

وكشف تحليل كابيتال إيكونوميكس المجموعة الأخيرة والتي تتداخل مع كل ما سبق هي الاقتصادات المعتمدة على السياحة، ومن المرجح أن يتم إعادة فتح قطاعات السياحة، على الرغم من أن هذه العملية من المرجح أن تكون أبطأ في بلدان مثل تايلاند التي قمعت الفيروس وستظل أكثر حذراً بشأن الانفتاح.

وبشكل عام، يجب أن تساعد احتمالية انتشار اللقاحات البلدان في المجموعة الثالثة على العودة إلى مسار الناتج المحلي الإجمالي قبل الأزمة بشكل أسرع من التوقعات، وسوف تستغرق تلك البلدان في المجموعة الثانية وقتاً أطول للقيام بذلك، ومن المرجح أن يظل الناتج المحلي الإجمالي في هذه المجموعة الثانية من البلدان أقل بكثير من مساره قبل الأزمة بحلول نهاية أفق توقعاتنا على المدى القريب (في نهاية عام 2022).