السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

هل تستطيع الاقتصادات الناشئة التخفيف من ارتفاع الأسعار؟

هل تستطيع الاقتصادات الناشئة التخفيف من ارتفاع الأسعار؟

دفعت زيادة أسعار الغذاء في أعقاب تفشي جائجة فيروس كورونا إلى تكثيف المخاوف المتعلقة بالأمن الغذائي العالمي، وبالنسبة للأسواق الناشئة فقد أكد ذلك على أهمية التعاون الإقليمي والحلول المبتكرة للمساعدة في التغلب على التحديات.

وارتفع مؤشر أسعار الغذاء، الذي وضعته منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) لتتبع التغيرات الشهرية في أسعار المواد الغذائية الدولية، للشهر الثامن على التوالي في يناير 2021، نتيجة لفيروس كورونا بشكل أساسي، وبلغ متوسط ​​المؤشر 113.3 نقطة، بزيادة 4.3% عن ديسمبر وأعلى مستوى منذ يوليو 2014.

وشهد مؤشر الفاو لأسعار السكر أكبر ارتفاع بنسبة 8.1%، وخلف ذلك جاء مؤشر أسعار الحبوب بنسبة 7.1%، كما نمت أسعار الذرة 11.2% وهي الآن أعلى بنسبة 42.3% عن مستواها في يناير 2020، ويمكن أن يُعزى ذلك جزئياً إلى ارتفاع الطلب في الصين، التي استوردت مستويات قياسية من المحاصيل العام الماضي.

وفي الوقت نفسه، ارتفع مؤشر أسعار الزيوت النباتية بنسبة 5.8% إلى أعلى مستوى له منذ مايو 2012، وشهدت أسعار الألبان واللحوم أيضاً زيادة بنسبة 1.6% و1% على التوالي.

وعلى نطاق أوسع، أفاد البنك الدولي مؤخرا أن أسعار المواد الغذائية العالمية ارتفعت بنحو 20% خلال العام الماضي 2020، مشيراً إلى أن تضخم أسعار المواد الغذائية قد اقترن بانخفاض الدخل، ما أجبر العديد من الأسر على خفض كمية ونوعية الطعام الذي يستهلكونه.

وبحسب تحليل لمجموعة «أكسفورد» للأعمال، فقد أدت اضطرابات سلسلة التوريد المتعلقة بتفشي الفيروس، وانخفاض الإنتاج إلى التركيز بشدة على مسألة الأمن الغذائي، وأعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة مؤخراً أنه يتوقع مساعدة 138 مليون شخص هذا العام وهو أعلى رقم في 60 عاماً. ويقدر برنامج الأغذية العالمي أنه بحلول نهاية عام 2020 كان هناك 272 مليون شخص يعانون انعدام الأمن الغذائي الحاد في 79 دولة، ارتفاعاً من 149 مليوناً في نهاية عام 2019، وبالتالي فإن أحدث أرقام منظمة الأغذية والزراعة لأسعار المواد الغذائية ستعمل على زيادة الذعر بين العديد من الاقتصادات الناشئة في العالم.

ففي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى هناك مخاوف من أن تؤدي زيادة أسعار الأرز إلى نقص، حيث تستورد المنطقة نحو 40% من إمداداتها من الأرز، وهذا الرقم أعلى في كينيا التي تستورد نحو 600 ألف طن من 700 ألف طن من الأرز المستهلكة في البلاد كل عام. وترتبط الزيادة في كلفة الأرز بارتفاع سعر الذرة بنسبة 25%، والذي يستخدم على نطاق واسع كعلف للحيوانات، وقد تسبب هذا في تحول منتجي الثروة الحيوانية الآسيويين إلى منتجات الأرز منخفضة الجودة كبديل أرخص، ما أدى إلى ارتفاع كلفة هذه المنتجات وتسعير العديد من البلدان الأفريقية - التي كانت تعتمد عليها تقليدياً كمواد غذائية أولية - خارج السوق.

والجدير بالذكر أن الصين أكبر منتج للأرز في العالم استوردت الشهر الماضي الأرز من الهند لأول مرة منذ ثلاثة عقود، وكان هناك عامل آخر وراء الزيادة في أسعار الأرز وهو الجفاف في جنوب شرق آسيا، ما تسبب في انخفاض الشحنات من تايلاند وفيتنام بنحو 25% العام الماضي، مقارنة بعام 2019.

وبالإضافة إلى الحبوب، أعلنت الفاو أيضاً أنها تتوقع استمرار تعطل مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية حتى نهاية عام 2021.