الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

هل يتوقف الارتفاع بأسعار السلع؟

هل يتوقف الارتفاع بأسعار السلع؟

قال رئيس استراتيجية السلع في ساكسو بنك، أولي هانسن، إن تداولات قطاع السلع شهدت انخفاضاً للأسبوع الثاني على التوالي، وكانت السوق مُعرضة بوتيرة مُتزايدة لخطر وقوع تصحيح بعد الارتفاع المُسجّل في شهر أبريل الماضي.

وذكر تقرير للبنك حصلت «الرؤية» على نسخة منه، أن أسعار النفط الخام حاولت الاستقرار يوم الجمعة بعد تكبّده أكبر خسارة أسبوعية منذ شهر مارس الماضي، بعد أنباء حول إحياء الاتفاق النووي الإيراني. وقبل ذلك، نجح خام برنت في بلوغ 70 دولاراً ولكنه أخفق مُجدداً في اختراق ذلك المستوى، بسبب عدم وجود انتعاش عالمي مُتزامن في الطلب، الأمر الذي يُضعف قدرة خام برنت على الارتفاع حالياً.

وعلى الرغم من تعافي الطلب على الوقود بقوة في الولايات المتحدة وأوروبا، إلا أنّ استمرار انتشار كوفيد-19 في آسيا سيواصل فرض تأثيرات سلبية على التوقعات قصيرة المدى، ويُضاف إلى ذلك الطلب الضعيف للغاية على وقود الطائرات، وعدم ظهور أي بوادر في الوقت القريب لرفع القيود المفروضة وتجدد الاهتمام برحلات الطيران العابرة للقارات، وفقاً للتقرير.

وأشار التقرير إلى أن النفط تأثر أيضاً بموجة التصحيح واسعة النطاق في قطاع السلع، بعد أن حذرت الصين من أنها قد تتخذ إجراءات لضبط ارتفاع أسعار المواد الخام. وانخفض الفارق السعري الفوري لخام برنت، ليعكس أدنى تراجع له هذا العام، ما يمثل مؤشراً على تراجع حالة التشديد في السوق.

ومع احتمال عودة إمدادات النفط الإيراني واستمرار أوبك بلس بضخ إمدادات جديدة، رجح التقرير استقرار سعر خام برنت في نطاق يُراوح بين 65 و70 دولاراً، مع تحوّل المخاطر قصيرة الأمد إلى اتجاهٍ هبوطي لحين تحسّن مستويات الطلب المذكورة.

وأوضح التقرير أن قطاع المعادن الصناعية عانى من الخسائر بعد ضغوطات الحكومة الصينية لكبح ارتفاع أسعار السلع عبر الإعلان عن جهودها للحد من التضخم في قطاع السلع.

وذكر التقرير أن تداولات القطاع الزراعي سجلت مستوياتٍ متباينة؛ حيث تراجعت أسعار القمح وفول الصويا بالتوازي مع تحسن الطقس في الولايات المتحدة، فيما ارتفعت أسعار القهوة وسط مخاوف من موجات الجفاف في البرازيل.

وشهدت المعادن الصناعية الأساسية تداولاً منخفضاً، مع حصول النحاس عالي الجودة على فترة راحة مواتية جاءت بعد صعوده في حالة شبه عمودية مؤخراً.

وأشار التقرير إلى أنه رغم أن التوقعات الأساسية لا تزال قوية للغاية خاصة بالنسبة للنحاس في ضوء التركيز على المعادن الخضراء للحد من الانبعاثات الكربونية عالمياً، وحظي بعض المستثمرين بفرصة أخذ الأرباح بينما شعر آخرون بالقلق بشأن تهديدات الصين، التي تُعتبر أكبر مستهلك في العالم، بكبح ارتفاع أسعار السلع الأساسية. وتزامن ذلك مع ورود تعليقات خلال الأسبوع، مفادها بأن السلطات ستُعزز إدارتها للعرض والطلب على السلع للحد من الزيادات غير المنطقية للأسعار.

وانخفض مؤشر بلومبيرغ للسلع بنسبة 1.1%، ما يدعم تراجع التوقعات بشأن التضخم الأمريكي؛ حيث انخفضت عائدات التعادل لأجل 10 سنوات بواقع 10 نقاط أساس إلى 2.45%.