الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

هل تستطيع أوروبا تعزيز الانتعاش العالمي في وقت تتعثر فيه الولايات المتحدة والصين؟

هل تستطيع أوروبا تعزيز الانتعاش العالمي في وقت تتعثر فيه الولايات المتحدة والصين؟

تناوبت كل من الولايات المتحدة والصين على تعزيز الانتعاش الاقتصادي العالمي من الوباء.. فهل تكون «أوروبا» هي التالية؟

الاقتصاد الأوروبي انتعش بقوة أكبر مما كان متوقعاً بعد أن خففت القيود في وقت سابق من هذا العام، وقد تجنبت بعض المخاطر الكبيرة التي تعوق الآن التوقعات بالنسبة للولايات المتحدة والصين، ورفعت وكالة S&P Global Ratings توقعاتها للنمو الأوروبي لعام 2021 الأسبوع الماضي إلى 5.1% من 4.4%، مستشهدة بالتحسينات السريعة في الناتج الاقتصادي وسوق العمل والمستويات المرتفعة من استثمارات الشركات، وفقاً لـ«CNN Business».

ولدى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وجهة نظر مماثلة، وقالت الأسبوع الماضي إنها تتوقع أن يتوسع اقتصاد منطقة اليورو بنسبة 5.3% هذا العام، وهو ترقية بمقدار نقطة مئوية واحدة عن توقعاتها في مايو.

وتتوقع ستاندرد آند بورز الآن أن تعود أوروبا إلى مستوى الناتج المحلي الإجمالي الذي كانت عليه قبل الأزمة قبل نهاية هذا العام، أي قبل ربع واحد مما كان متوقعاً في السابق، وتم تعزيز الانتعاش الاقتصادي من خلال حملة اللقاحات التي أطلقها الاتحاد الأوروبي، والتي بدأت بداية بطيئة ولكنها الآن واحدة من أنجح حملات اللقاحات في العالم، حيث تم تطعيم أكثر من 72% من البالغين في الاتحاد الأوروبي فوق سن 18 عاماً بشكل كامل، وفقاً للبيانات الرسمية، مقارنة بـ66% من الأمريكيين فوق سن 18 عاماً.

ولعبت الاستجابة الطارئة لفيروس كورونا دوراً رئيسياً أيضاً، فقد استجاب البنك المركزي الأوروبي للأزمة ببرنامج رئيسي لشراء السندات، وأطلقت الحكومات برامج لضمان حصول العمال على رواتبهم. وجمع المستهلكون الأوروبيون أكثر من 300 مليار يورو (350 مليار دولار) من الاحتياطيات النقدية الزائدة خلال الوباء، وفقًا لـS&P، وبدؤوا في الإنفاق، ما يساعد على تغذية انتعاش مستمر في الخدمات.

في الوقت نفسه، بدأت دول الاتحاد الأوروبي في تلقي منح ضخمة وقروض رخيصة من صندوق الإنعاش بقيمة 800 مليار يورو (940 مليار دولار)، ومن المرجح أن يضيف التحفيز 3.9% إلى الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو بحلول عام 2026، وفقاً لـS&P.

وفي سياق متصل، تواجه الولايات المتحدة والصين رياحاً معاكسة كبيرة، فلقد توقف طرح اللقاح في أمريكا، حيث كانت النسبة المئوية للأشخاص الذين تلقوا جرعة واحدة على الأقل هي الأدنى في مجموعة السبع، وخفضت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) توقعاتها لعام 2021 في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي بمقدار 0.9 نقطة مئوية إلى 6%.