الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

هل ينعكس تقنين الطاقة في الصين على صناعة المعادن؟

هل ينعكس تقنين الطاقة في الصين على صناعة المعادن؟

أدى تقنين الطاقة في الصين إلى إثارة مخاوف بشأن المعروض من المعادن، ولكن قد يكون الأمر الأقل وضوحاً هو أن تقنين الطاقة سيؤثر أيضاً سلباً على الطلب إذا تم تقليص النشاط الصناعي.

وتعتقد وكالة كابيتال إيكونوميكس في مذكرة بحثية حديثة أن تأثير العرض سيسود ويدعم الأسعار في الأشهر المقبلة، لكنها تتوقع أن تنخفض الأسعار مرة أخرى في عام 2022 حيث يستمر النشاط الاقتصادي، خاصة البناء، في الصين في التباطؤ.

وأوضحت الوكالة أن نحو 20 مقاطعة بالصين تخضع لشكل من أشكال تقنين الطاقة أي نحو 70% من الإنتاج الصناعي بالصين، في حين وعدت السلطات بإعطاء الأولوية للمنازل في إمدادات الطاقة، وبالتالي فإن الصناعة ستتحمل وطأة انخفاض توليد الطاقة.

زاد هذا من المخاوف بشأن المعروض من المعادن المكررة على المستوى العالمي، بالنظر إلى أن الصين هي -إلى حد بعيد- أكبر مصدر في العالم لإمدادات المعادن المكررة، وفي الواقع وصلت أسعار الألومنيوم إلى أعلى مستوياتها منذ عدة سنوات حيث إن إنتاج الألومنيوم يستهلك طاقة كبيرة بشكل خاص.

وأظهرت بيانات حديثة لشهر سبتمبر الماضي تسجيل إنتاج الألومنيوم الانخفاض الخامس على التوالي شهرياً، كما تراجع بنحو 2.6% على أساس سنوي، ومع ذلك ظل الإنتاج مرتفعاً بنسبة 7.3% على أساس سنوي في الفترة من يناير إلى سبتمبر.

وتتوقع كابيتال إيكونوميكس أن يظل إنتاج الألومنيوم في الصين ضعيفاً في الأشهر المقبلة، الأمر الذي دفعها بدوره إلى رفع توقعاتها للأسعار على المدى القريب، علماً بأن معادن أخرى قد شهدت معوقات في إمدادها بسبب تقنين الطاقة، إذ تعد مقاطعة يونان أيضاً موطناً لنحو 10% من قدرة صهر الزنك في الصين بالإضافة إلى كونها منطقة مهمة لإنتاج القصدير، وشهد كلاهما تخفيضات في الإنتاج لتتماشى مع حدود استخدام الطاقة، كما شهدا ارتفاعاً في الأسعار إلى أعلى مستوياتها في عدة سنوات.

وتم بالفعل وضع قيود على الأسلاك النحاسية والكابلات النحاسية كثيفة الاستهلاك للطاقة في كل من جيانغسو وقوانغدونغ، ويتعرض الزنك والقصدير أيضاً بشكل كبير إلى الانكماش في التصنيع، حتى الطلب على الرصاص يمكن أن يتأثر سلباً لأن مصانع بطاريات الرصاص الحمضية في عدد من المقاطعات قد خفضت بالفعل الإنتاج.

وتعتقد كابيتال إيكونوميكس أن الأسعار ستظل قريبة من المستويات المرتفعة الحالية خلال معظم فصل الشتاء. ومع ذلك تتوقع الوكالة انخفاض أسعار الطاقة في عام 2022، وهو ما سيؤدي، إلى جانب النمو الاقتصادي الضعيف بشكل ملحوظ في الصين، إلى انخفاض أسعار معظم المعادن الصناعية العام المقبل.