الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

«أرامكو السعودية» تُرسي عقوداً لتطوير حقل غاز الجافورة بـ10 مليارات دولار

«أرامكو السعودية» تُرسي عقوداً لتطوير حقل غاز الجافورة بـ10 مليارات دولار

الأمير عبدالعزيز بن سلمان

أرست شركة «أرامكو» السعودية، اليوم، مقاولات لتطوير مكونات حقل غاز الجافورة، بقيمة 10 مليارات دولار.

وتوقعت الشركة في بيان لها، أن تصل النفقات الرأسمالية في الجافورة إلى 68 مليار دولار خلال الأعوام العشرة الأولى من التطوير.

وقال وزير الطاقة السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، إن مناقشات مشروع تطوير حقل الجافورة فتحت الأبواب والآفاق لتطوير مفهوم مزيج الطاقة في المملكة، ما أدى إلى إطلاق برنامج شامل لمزيج الطاقة شاركت في إعداده أكثر من 17 جهة.

وأشار إلى التمكين الذي تحظى به الشركات الوطنية مثل أرامكو السعودية، مؤكداً أنه ليس هناك شركة موارد هيدروكربونية في العالم ممكّنة بمثل ما تحظى به الشركة من قِبل الدولة، ومن قِبل وزارة الطاقة بصفتها القائم بمصالح الدولة فيما يتعلق بمنطقة الامتياز.

ويمثّل المشروع علامة فارقة على صعيد التسويق التجاري لموارد الغاز غير التقليدية في المملكة، وعلى صعيد التوسع في محفظة أرامكو السعودية لأعمال الغاز المتكاملة، ما سيوفر القيم الإضافية اللازمة لتحفيز التنمية الصناعية، وتنويع مصادر الدخل، ولمساندة تطور أعمال الكيميائيات عالية القيمة والتكامل داخل أعمال الشركة.

كما يشكّل المشروع عنصراً أساساً في توجُّه الشركة نحو الحياد الصفري وتعزيز الاستدامة بمواصلة التركيز على إنتاج الهيدروجين منخفض الكربون، والمساعدة على تقليل الانبعاثات في قطاع الطاقة المحلي من خلال توفير بديل أنظف للوقود السائل.

وفي ضوء حجم احتياطيات الغاز المتاح في باطن الأرض الذي يقدّر بنحو 200 تريليون قدم مكعبة قياسية، يحتوي حوض الجافورة على أكبر طبقة غاز صخري غنية بالسوائل في الشرق الأوسط على مساحة 17 ألف كيلومتر مربع.

ومن المتوقع أن يُنتج حقل الجافورة 200 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم من الغاز الطبيعي بحلول 2025. ومن المتوقع بحلول عام 2030 أن يصل معدل إنتاج الغاز المستدام إلى ملياري قدم مكعبة قياسية في اليوم، بالإضافة إلى كميات ضخمة من الإيثان، الذي يعتبر الذهب الأبيض للتنمية الصناعية. ويستهدف المشروع إنتاج 418 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم من الإيثان، وكذلك إنتاج كمية ضخمة تبلغ 630 ألف برميل تقريباً في اليوم من سوائل الغاز والمكثفات ذات القيمة العالية، والتي تشكِّل اللقيم الأساسي لقطاع البتروكيميائيات المتنامي، وهذا سيجعل المملكة أحد أكبر منتجي الغاز الطبيعي في العالم.

ويمثِّل المشروع مقوماً أساساً في استراتيجية الشركة طويلة الأجل، ومن المتوقع أن يبلغ إجمالي استثمارات مشروع الجافورة الرأسمالية والتشغيلية أكثر من 100 مليار دولار خلال الـ15-20 عاماً المقبلة.

وتتوقع الشركة أن يُثمر برنامج الغاز غير التقليدي في حقول الجافورة، والمنطقة شمال وجنوب الغوار عن توفير أكثر من 200 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.

وأعلنت أرامكو السعودية، مؤخراً، خطتها التي تستهدف تحقيق الحياد الكربوني في النطاقين (1 و2) للغازات المسبّبة لظاهرة الاحتباس الحراري في جميع المنشآت المملوكة لها بالكامل بحلول عام 2050.

وسيُسهم حقل الجافورة في تحقيق الهدف الذي تسعى إليه المملكة لتلبية نصف طاقة إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، وتلبية النصف الآخر من الغاز الطبيعي في إطار برنامج استبدال حرق الوقود السائل، وتحقيق الحياد الكربوني على مستوى المملكة بحلول عام 2060.

ومن المتوقع أن يُسهم برنامج الغاز غير التقليدي في أرامكو السعودية، عند بلوغ ذروة إنتاجه، في الاستغناء عن نحو نصف مليون برميل من النفط الخام يومياً، كانت ستُستخدم في الاستهلاك المحلي، كما يُتوقع أن يُسهم مشروع تطوير حقل الغاز في الجافورة وحده، عند بلوغ ذروة إنتاجه، في الاستغناء عن أكثر من 300 ألف برميل من النفط الخام يومياً.

وبهذه المناسبة، قال رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين بن حسن الناصر، إن الشركة تستهدف زيادة قدرتها الإنتاجية من الغاز بشكل كبير خلال الأعوام العشرة المقبلة، لتلبية النمو المتزايد في الطلب على الغاز، وكذلك استخدام غاز الجافورة لقيماً لإنتاج الهيدروجين منخفض الكربون والأمونيا.

وأرست أرامكو السعودية 16 مقاولة لتطوير المكونات في باطن الأرض وأعمال الهندسة والتوريد والإنشاء بقيمة 10 مليارات دولار في معمل الغاز ومرافق ضغط الغاز في الجافورة، بالإضافة إلى البنى التحتية والمرافق السطحية المرتبطة بها. وفازت شركات خدمات محلية ودولية بتلك المقاولات التي تغطي العديد من المشاريع الخاصة بتطوير المكونات فوق سطح الأرض وفي باطنها في برنامج الجافورة.

وسيتيح ذلك تسليم الغاز والمكثفات بموثوقية من خلال شبكة مصممة خصيصاً لذلك الغرض، تضم معملاً لمعالجة الغاز، وشبكة لضغطه، وخطوط أنابيب نقل رئيسية، وخطوط تدفق، وخطوط أنابيب لتجميع الغاز يصل طولها إلى 1500 كيلومتر تقريباً. ويشمل البرنامج كذلك إنشاء نقطة إمداد في الجافورة، وخطوط نقل وربط كهربائي بين معمل الغاز في الجافورة ومرافق الإنتاج المزدوج الجديدة.

واحتفلت شركة «أرامكو السعودية» اليوم، وبحضور ومشاركة الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز، وزير الطاقة، بتحقيق الجدوى التجارية في تطوير أعمال الغاز الصخري (غير التقليدي)، وهو حدث يتحقق للمرة الأولى بنطاق كبير خارج الولايات المتحدة الأمريكية.

وتواكب احتفال الشركة بإعلانها مع بدء أعمال المرحلة الأولى لتطوير حقل الغاز الضخم وغير التقليدي في الجافورة، أكبر حقل غاز غير مصاحب في المملكة.