الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

كل ما تريد معرفته عن حقل الجافورة للغاز في السعودية

كل ما تريد معرفته عن حقل الجافورة للغاز في السعودية

رويترز.

تخطط شركة أرامكو السعودية أن تكون ضمن أكبر 3 منتجين للغاز الطبيعي في العالم بحلول عام 2030، وأن تصدّره لأول مرة عبر خطة الشركة لمضاعفة إنتاجها للغاز في العقد القادم إلى 23 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم؛ من أجل تلبية الطلب العالمي والمحلي للطاقة في المستقبل.

ويمثل حقل الجافورة في المنطقة الشرقية، أحد المصادر الرئيسية لتلك الخطة، حيث احتفلت أرامكو يوم الاثنين، بإعلانها عن بدء أعمال المرحلة الأولى لتطوير حقل الغاز الضخم وغير التقليدي في الجافورة، أكبر حقل غاز غير مصاحب في السعودية، واحتفلت كذلك بتحقيق الجدوى التجارية في تطوير أعمال الغاز الصخري (غير التقليدي)، وهو حدث يتحقق للمرة الأولى بنطاق كبير خارج الولايات المتحدة الأمريكية.

إنتاج حقل الجافورة

وتقدّر أبعاد حقل الجافورة بطول 170 كيلومتراً، وعرض 100 كيلومتر، وفقاً لبيانات شركة أرامكو السعودية.

وفي ضوء حجم احتياطيات الغاز المتاح في باطن الأرض بحقل الجافورة الذي يقدّر بنحو 200 تريليون قدم مكعبة قياسية، يحتوي حوض الجافورة على أكبر طبقة غاز صخري غنية بالسوائل في الشرق الأوسط على مساحة 17 ألف كيلومتر مربع.

ومن المتوقع أن يُنتج حقل الجافورة 200 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم من الغاز الطبيعي بحلول 2025.

ويتوقع بحلول عام 2030 أن يصل معدل إنتاج الغاز المستدام إلى ملياري قدم مكعبة قياسية في اليوم، بالإضافة إلى كميات ضخمة من الإيثان، الذي يعتبر الذهب الأبيض للتنمية الصناعية.

ويستهدف المشروع إنتاج 418 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم من الإيثان، وكذلك إنتاج كمية ضخمة تبلغ 630 ألف برميل تقريباً في اليوم من سوائل الغاز والمكثفات ذات القيمة العالية، والتي تشكِّل اللقيم الأساسي لقطاع البتروكيميائيات المتنامي، وهذا سيجعل المملكة أحد أكبر منتجي الغاز الطبيعي في العالم.

ويمثل المشروع مقوماً أساسياً في استراتيجية الشركة طويلة الأجل، ومن المتوقع أن يبلغ إجمالي استثمارات مشروع الجافورة الرأسمالية والتشغيلية أكثر من 100 مليار دولار خلال الـ15-20 عاماً المقبلة. ويتوقع أن تصل النفقات الرأسمالية في الجافورة إلى 68 مليار دولار خلال الأعوام العشرة الأولى من التطوير.

وتتوقع أرامكو أن يُثمر برنامج الغاز غير التقليدي في حقول الجافورة، والمنطقة شمال وجنوب الغوار عن توفير أكثر من 200 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.

كما يتوقع أن يُسهم مشروع تطوير حقل الغاز في الجافورة وحده عند بلوغ ذروة إنتاجه، في الاستغناء عن أكثر من 300 ألف برميل من النفط الخام يومياً.

احتياطي السعودية من الغاز

في الوقت نفسه، فإن احتياطي الغاز في السعودية بنهاية 2019، بلغ 237.4 تريليون قدم مكعبة قياسية، وخلال العام نفسه أنتجت مجموعة مكامن أرامكو السعودية التي تبلغ 510 مكامن في 138 حقلاً 9.0 مليار قدم مكعبة قياسية من الغاز الطبيعي.

كما وصلت السعودية في عام 2018 إلى المرتبة السابعة بين الدول الأعلى طلباً على الغاز الطبيعي عالمياً.

وضمن خطة السعودية لتعزيز مكانتها في قطاع الطاقة عالمياً، حصلت شركة أرامكو السعودية في فبراير 2020، على موافقة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس اللجنة العليا لشؤون المواد الهيدروكربونية، على تطوير حقل الجافورة العملاق في المنطقة الشرقية الذي يُعد أكبر حقل للغاز غير المصاحب غير التقليدي يتم اكتشافه في المملكة حتى الآن.

وقال الأمير عبدالعزيز بن سلمان، وزير الطاقة السعودي، في بيان يوم الاثنين، إن مناقشات مشروع تطوير حقل الجافورة فتحت الأبواب والآفاق لتطوير مفهوم مزيج الطاقة في المملكة، ما أدى إلى إطلاق برنامج شامل لمزيج الطاقة شاركت في إعداده أكثر من 17 جهة، مشيراً إلى التمكين الذي تحظى به الشركات الوطنية مثل أرامكو السعودية.

ويمثّل مشروع حقل الجافورة علامة فارقة على صعيد التسويق التجاري لموارد الغاز غير التقليدية في المملكة، وعلى صعيد التوسع في محفظة أرامكو السعودية لأعمال الغاز المتكاملة، ما سيوفر اللقيم الإضافي اللازم لتحفيز التنمية الصناعية، وتنويع مصادر الدخل، ولمساندة تطور أعمال الكيميائيات عالية القيمة والتكامل داخل أعمال الشركة.

كما يشكّل المشروع عنصراً أساسياً في توجه الشركة نحو الحياد الصفري وتعزيز الاستدامة بمواصلة التركيز على إنتاج الهيدروجين منخفض الكربون، والمساعدة على تقليل الانبعاثات في قطاع الطاقة المحلي من خلال توفير بديل أنظف للوقود السائل.

وأرست أرامكو السعودية 16 مقاولة لتطوير المكونات في باطن الأرض وأعمال الهندسة والتوريد والإنشاء بقيمة 10 مليارات دولار في معمل الغاز ومرافق ضغط الغاز في الجافورة، بالإضافة إلى البنى التحتية والمرافق السطحية المرتبطة بها. وفازت شركات خدمات محلية ودولية بتلك المقاولات التي تغطي العديد من المشاريع الخاصة بتطوير المكونات فوق سطح الأرض وفي باطنها في برنامج الجافورة.

وسيتيح ذلك تسليم الغاز والمكثفات بموثوقية من خلال شبكة مصممة خصيصاً لذلك الغرض، تضم معملاً لمعالجة الغاز، وشبكة لضغطه، وخطوط أنابيب نقل رئيسية، وخطوط تدفق، وخطوط أنابيب لتجميع الغاز يصل طولها إلى 1500 كيلومتر تقريباً. ويشمل البرنامج كذلك إنشاء نقطة إمداد في الجافورة، وخطوط نقل وربط كهربائي بين معمل الغاز في الجافورة ومرافق الإنتاج المزدوج الجديدة.

يشار إلى أن أرامكو السعودية أرست غالبية مقاولات تطوير المكونات في باطن الأرض في الجافورة ومقاولات الهندسة والتوريد والإنشاء على مقاولين يعملون في المملكة بمشاركة مقاولين ومزوّدي خدمات دوليين ذوي سمعة مرموقة.

وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود الشركة لمساندة تطوير قطاع الطاقة المحلي وشركاء سلسلة التوريد المحلية. وسيستفيد برنامج تطوير حقل الجافورة من برنامج تعزيز القيمة المضافة الإجمالية لقطاع التوريد في المملكة «اكتفاء»، وذلك لتشجيع إيجاد القيمة على المنتج المحلي، وتعزيز النمو والتنوع الاقتصادي طويل الأجل إلى أقصى حدّ ممكن. وكانت أرامكو السعودية قد أطلقت برنامج «اكتفاء» في عام 2015 لتطوير قطاع طاقة متنوّع ومستدام، وقادر على المنافسة عالمياً.