الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

أبل تشهد تراجعاً في الطلب.. هل بات المستهلكون أكثر حذراً في إنفاقهم؟

أبل تشهد تراجعاً في الطلب.. هل بات المستهلكون أكثر حذراً في إنفاقهم؟

رويترز.

صرحت عملاق التكنولوجيا شركة أبل الأمريكية بأنها تشهد تضاؤلاً على الطلب على هاتفها الذي أصدرته مؤخراً من فئة آيفون 13، وأشار موقع بلومبيرغ إلى أن التحذير يدل على أن المتسوقين إما باتوا غير مهتمين بالمقتنيات الجديدة كالسابق، أو غير مرتاحين لعمليات الشراء الباهظة في ظل استمرار الغلاء.

التضخم

وأوضح الموقع أن حذر المستهلك يترك الاقتصادات بدعم أقل من الإنفاق على السلع، وسط وباء كورونا الذي لم ينته بعد، وهو انعكاس لما حدث في وقت سابق من الوباء.

وقال كبير الاقتصاديين في شركة UBS Group AG بول دونوفان، إن ما يحصل الآن هو انخفاض على مستويات الطلب غير العادية، في إشارة منه إلى أن الفترة السابقة شهدت مستويات غير عادية من طلب المستهلكين على السلع.

وفي الولايات المتحدة قفز مقياس رئيسي للأسعار إلى 6.2% وهو أعلى مستوى منذ عام 1990، وأظهرت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ارتفاع الأسعار بأسرع وتيرة منذ ربع قرن، بينما يعاني المستهلكون البريطانيون من ضغط إضافي هو الزيادات الضريبية.

وأضاف بلومبيرغ أن جميع هذه الأسباب تؤثر سلباً على الحالة المزاجية بين الأسر، وتجعلهم أكثر إقبالاً للتخلي عن البضائع والتي منها هاتف آيفون الذي يصل سعره إلى 999 دولاراً أمريكياً.

وفي حين أن ارتفاع الأسعار لم يؤثر على مبيعات المتاجر الأمريكية في أكتوبر الماضي، إلا أن ثقة المستهلكين منذ ذلك الحين وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ عقد.

وفي أوروبا هبط مقياس معنويات المستهلكين من أعلى مستوياته في الأشهر الأخيرة، في حين أن البريطانيين قلقون أكثر بشأن مواردهم المالية الخاصة.

وفي الصين، عادت مبيعات التجزئة إلى ما دون معدلات النمو التي كانت سائدة في فترة ما قبل الوباء، حيث أثر التباطؤ العقاري والحذر من الوباء على معنويات المستهلكين، بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار الذي تسبب بتآكل القدرة الشرائية.

وأظهرت البيانات الحديثة أن الأمريكيين أنفقوا أقل في الفترة التي تسبق الجمعة السوداء، وما بين عيد الشكر واثنين الإنترنت انخفضت المبيعات عبر الإنترنت بنسبة 1.4% مقارنة بالعام السابق وفقاً لـAdobe Analytics.

وعلى الرغم من ذلك يشهد سوق العمل الأمريكي نمواً في التوظيف، وتتراجع معدلات البطالة في أوروبا وبريطانيا نحو مستويات ما قبل الوباء.

ويمثل أي تحول هبوطي في الطلب تحدي آخر أمام الشركات التي تكافح من أجل إبقاء الأرفف ممتلئة للمتسوقين أثناء العطلات بسبب أزمة سلاسل التوريد.

ومن جهة أخرى قد يكون تراجع الطلب على هاتف الآيفون الجديد هو اتجاهات الإنفاق بالنسبة للمستهلكين وتجنب الضغط المتزايد لمحاولة شراء أحدث المنتجات.

وأوضح موقع بلومبيرغ أن هناك عاملاً آخر يعود إلى تراجع الطلب على الهاتف، وهو أن حجم الترقية تعتبر متواضعة ولا يوجد العديد من الإضافات عن النسخة السابقة.

وقال جريجوري داكو كبير الاقتصاديين الأمريكيين في أكسفورد إيكونوميكس إن الوقت الحالي يشهد هبوب رياح معاكسة، حيث إن المستهلكين لا ينفقون بحرية وباتوا أكثر حذراً بشأن إنفاقهم، ما يعكس قيود العرض والضغوط التضخمية.

وقالت إستر بارودي العضو المنتدب للنمو الأساسي والأسهم الأساسية في شركة ستيت ستريت جلوبال أدفايزورز، إن التباطؤ في الطلب قد يؤدي إلى منح الاقتصاد العالمي بعض التنفس.

وأضافت أن اتجاهات الإنفاق الأخيرة تعتبر خطوة أخرى نحو التحول من السلع إلى الخدمات كالفنادق والمطاعم التي أعيد فتحها منذ الإغلاق.

وأظهر مقياس الخدمات في أوروبا يوم الجمعة، زيادة في شهر نوفمبر على الرغم من أنها كانت أضعف بشكل ملحوظ من معدلات النمو التي شوهدت في الربعين الثاني والثالث.