الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

إيكونومست: لا يمكن التنبؤ بمستقبل الاقتصاد العالمي بعد الوباء

إيكونومست: لا يمكن التنبؤ بمستقبل الاقتصاد العالمي بعد الوباء

قال تقرير لمجلة إيكومنست البريطانية، إن أغلب المجتمعات كانت تطمح للعودة للحياة الطبيعية كما قبل الوباء خلال 2021، وذلك بعد الانقلابات التي تسببت بها جائحة كورونا في 2020، إلا أنه مع اقتراب دخول 2022، تقول المجلة إنه حان الوقت للتأقلم مع عدم القدرة على التنبؤ بمستقبل العالم.

وأضافت المجلة أن النمط الذي كان سائداً في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين وهو الروتين السائد المعتاد يجب نسيانه، والاعتياد على نمط الاضطراب والحيرة الذي رسمت ملامحه جائحة كورونا، فهو الوضع الطبيعي الجديد.

وأوضح التقرير أن العالم اليوم لا يمكن التنبؤ بمستقبله بسبب الوباء المستمر منذ ما يقارب عامين، حيث اعتاد الناس على نظام ارتداء الكمامات والفحوصات الدورية وعمليات الإغلاق وحظر السفر وشهادات التطعيم وغيرها، وانتشار متحورات جديدة يعني أن هذه الأنظمة قد تشهد مداً وجزراً من فترة لأخرى.

وعلى صعيد آخر ساعد الوباء في تغيير العالم بشكل لا يمكن التنبؤ به من خلال تسريع التغيير، حيث أظهر كيف يمكن للصناعات أن تنقلب فجأة بسبب التحولات التكنولوجية، فعلى سبيل المثال كان التسوق عن بعد والعمل من المنزل وازدهار تطبيق زووم قد تستغرق جميعها سنوات لتنمو في حين سرع الوباء من ذلك.

وأوضح التقرير أن هذه التحولات التكنولوجية الكبيرة ليست بالشيء الجديد، ولكن بدلاً من أن تستغرق قروناً أو عقوداً لتنتشر في جميع أنحاء العالم، أصبحت أمراً روتينياً في فترة قياسية.

كما أنه من الممكن أن يكون الوباء قد أنهى حقبة من انخفاض التضخم العالمي الذي بدأ في التسعينات، و الضعف الاقتصادي الذي ساد بعد الأزمة المالية التي اندلعت بين عامي 2007-2009، والفشل في تحقيق انتعاش سريع ذلك الوقت، حيث أنفقت الحكومات حوالي 11 تريليون دولار لمواجهة الضرر الناجم عن الوباء.

وبالتالي أدى التحفيز العالي بالإضافة إلى سلاسل التوريد المتعثرة إلى زيادة التضخم العالمي بأكثر من 5%، وقد يؤدي رفع البنوك المركزية لسعر الفائدة إلى صراع بين البنوك والحكومات، وسط موجة من الابتكار حول العملات المشفرة والرقمية التي قد تحقق العديد من النتائج.

وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من حنين البعض للعودة للماضي، إلى أن هناك بعض الفوائد للوقت الحالي، حيث تأقلم العديد من الموظفين مع فكرة العمل من المنزل، وأصبحت الخدمات متاحة عن بعد بنطاق أوسع، كما أن الانتشار السريع للتكنولوجيا قد تنتج عنه تطورات غير متوقعة في مجالات الطب وتخفيف ظاهرة الاحتباس الحراري.