الأربعاء - 17 أبريل 2024
الأربعاء - 17 أبريل 2024

بعد شرائها 71 مليون دولار من عملة البتكوين.. السلفادور تتكبد خسائر بالغة

بعد شرائها 71 مليون دولار من عملة البتكوين.. السلفادور تتكبد خسائر بالغة

يعد رئيس السلفادور، نجيب بوكيلي، رئيس الدولة الوحيد في العالم الذي يستخدم الأموال العامة لتداول عملة بتكوين المشفَّرة عبر هاتفه المحمول.

وحتى الآن، يبدو أنَّ «بوكيلي» خسر بعض أموال دافعي الضرائب، غير أنَّ العملية ما زالت محاطة بالسرية، على الرغم من أنَّ الدولة اشترت ما لا يقل عن 1391 عملة «بتكوين»، بحسب ما قاله بوكيلي، البالغ من العمر 40 عاماً، على «تويتر».

ووفقاً لحسابات «بلومبيرغ»، يعتقد أنَّ عملية الشراء التي قال رئيس السلفادور إنَّه قام بها كلفت البلاد نحو 71 مليون دولار على أساس متوسط سعر الشراء البالغ 51.056 دولاراً لكل عملة في تاريخ وتوقيت تغريداته.

لكن على افتراض أنَّ الحكومة احتفظت بالعملة الرقمية؛ كانت قيمتها ستصل الآن لتبلغ 61 مليون دولار بسعرها يوم الأربعاء. وعليه؛ فقد كبّدت عملية الشراء الدولة خسارة تقدّر بـ 14% من الأصول التي جرى تداولها في تلك العملية.

وكانت السلفادور قد بدأت شراء عملات «بتكوين» في سبتمبر بعد أن دفع «بوكيلي» بخطة لجعل بلاده أول من يعتمدها كعملة قانونية. في ذلك الوقت، كان يجري تداول «بتكوين» عند 50 ألف دولار تقريباً، وواصلت السلفادور عمليات الشراء، فيما اقتربت العملة الرقمية من مستوى قياسي بلغ نحو 69 ألف دولار في أوائل نوفمبر. لكنَّها شهدت منذ ذلك الحين خسارة قاربت 40% من قيمتها.

وحتى مع انخفاض قيمة «بتكوين»؛ فإنَّ أي خسائر تداول محتملة تتضاءل أمام الانخفاض الذي شهدته سندات الدولة، ما أدى إلى ارتفاع تكاليف التمويل في السلفادور. فقد سجلت السندات الدولارية الدولية للبلاد أسوأ أداء في العالم خلال عام 2021.

وكان العائد على السندات الدولارية، التي تبلغ قيمتها 800 مليون دولار، والمستحقة في يناير 2023، قد ارتفع إلى 34% يوم الثلاثاء الماضي، من أقل من 9% قبل عام.

وأصبح بوكيلي من المشاهير في مجتمع «بتكوين»، إذ يشتري عند انخفاض الأسعار، ويعد ببناء مدينة «بتكوين» المعفاة من الضرائب على ساحل البلاد. وقالت حكومته، إنَّها ستسرّع إجراءات الحصول على الجنسية للمستثمرين الذين يشترون 100 ألف دولار أو أكثر من سندات الـ«بلوكتشين» المقترحة، التي من المتوقَّع إصدارها هذا العام على شبكة «Liquid Network» التابعة لشركة «بلوك ستريم» (Blockstream Corp).

وبلغ الأمر ذروته، عندما دخل رئيس السلفادور في مشادات مع نقاد «بتكوين» على «تويتر»، فقد وصف الخبير الاقتصادي في جامعة جونز هوبكنز، ستيف هانكي، بالأحمق، بعد أن قال، إنَّ خطة «بوكيلي» لتعدين «بتكوين» بالطاقة الحرارية الأرضية من بركان غير نشط كانت بمثابة «تصرف غريب من رئيس نرجسي كثير الكلام».

وقال وزير المالية، أليخاندرو زيلايا، الأسبوع الماضي، إنَّ الحكومة قد حولت بعض عملات «بتكوين» المشتراة إلى دولارات، لكنَّه لم يدخل في التفاصيل، مضيفاً أنَّ فريقاً من المسؤولين الحكوميين يقرر متى يشتري عند انخفاض الأسعار، وأنَّ إدارة «بوكيلي» تخطط لبناء مستشفى حيوانات عام من أي أرباح ناشئة عن تداول «بتكوين».

كما تقول الحكومة، إنَّ لديها صندوقاً بقيمة 150 مليون دولار في بنك «بانديسال» الحكومي لدعم معاملاتها الرقمية، لكنَّها لا تنشر معلومات عنه.

وقال ريكاردو كاستانيدا، الاقتصادي المقيم في السلفادور لمعهد أمريكا الوسطى للدراسات المالية: «الغموض يحيط بكل ما يتعلق به. لا توجد معلومات رسمية حول كمية عملات «بتكوين» التي اشترتها الحكومة، أو السعر الذي دفعته، أو مقدار الاحتياطي».

وفي سبتمبر، اعتمدت السلفادور العملة المشفَّرة كعملة قانونية إلى جانب الدولار، وقام ملايين الأشخاص بتنزيل تطبيق المحفظة الرقمية للبلاد، الذي يحمل اسم «تشيفو» (Chivo).

وتقدّر ناتالي مارشيك، رئيسة قسم أبحاث السندات السيادية في الأسواق الناشئة في بنك «ستيفل نيكولاوس» في نيويورك، أنَّ الحكومة ستواجه عجزاً في التمويل قدره مليار دولار هذا العام.

وقالت مارشيك: «الحكومة لديها احتياجات تمويلية كبيرة إلى حدٍّ ما. فأي أموال تستخدمها للتداول اليومي لعملة «بتكوين»؟ يمكنني أن أفهم سبب انزعاج دافع الضرائب السلفادوري من هذا الأمر، لا سيما بالنظر إلى الانخفاض الأخير في قيمة العملة الرقمية. من الصعب تبرير تداول الحكومة لمثل هذا الأصل المحفوف بالمخاطر بأموال دافعي الضرائب في مثل هذه الظروف العصيبة».