الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

«5G» تربك حركة الطيران إلى الولايات المتحدة .. مالسبب؟

تشهد حركة الطيران إلى الولايات المتحدة ارتباكاً في التشغيل بعد أن قامت شركات طيران محلية وعالمياً، أمس، بإلغاء رحلاتها إلى بعض الوجهات الأمريكية، بسبب مخاوف تشغيلية مرتبطة بتشغيل خدمات الجيل الخامس 5G بالقرب من المطارات، في ظل مخاوف من تداخل النظام الجديد مع الأجهزة التي تستخدمها الطائرات لقياس الارتفاع.

«الإمارات» تعلق رحلاتها

وأعلنت طيران الإمارات عبر موقعها على شبكة الإنترنت تعليق رحلاتها إلى 9 وجهات أمريكية رئيسية.


وقالت الناقلة إن قرارها يدخل حيز التنفيذ بداية من الأربعاء 19 يناير الجاري، بشكل مؤقت حتى إشعار آخر.


وشملت قائمة المطارات التي أعلنت طيران الإمارات أنها ستعلق رحلاتها إليها: بوسطن (BOS)، وشيكاغو (ORD)، ودالاس/فورت وورث (DFW)، وهيوستن (IAH)، وميامي (MIA)، ونيوارك (EWR)، وأورلاندو (MCO)، وسان فرانسيسكو (SFO)، وسياتل (SEA)، في حين ستواصل الناقلة رحلاتها إلى نيويورك (مطار جون كينيدي) ومطار لوس أنجلوس وواشنطن العاصمة.

وقالت الشركة في بيان لها: «نعمل من كثب مع شركات تصنيع الطائرات والسلطات المعنية للتخفيف من المخاوف التشغيلية، ونأمل أن نستأنف خدماتنا في الولايات المتحدة في أقرب وقت ممكن».

تعطل 1000 رحلة يومية

وبحسب وسائل إعلام عالمية، تقدر شركات الطيران أن هناك نحو 1000 حالة تعطل يومياً لرحلاتها، بسبب التداخل المحتمل مع أجهزة قياس الارتفاع بالرادار التي يستخدمها الطيارون للهبوط في ظروف الرؤية المنخفضة.

وذكرت وسائل الإعلام أن العديد من شركات الطيران ألغت رحلاتها إلى بعض المطارات الأمريكية، على الرغم من تأكيد شركتَي الاتصالات في الولايات المتحدة AT&T وVerizon أنهما ستوقفان إطلاق شبكة 5G بالقرب من المطارات.

ومن الشركات التي ألغت رحلات طيران إلى الولايات المتحدة شركة الخطوط الجوية الهندية التي أعلنت أنها ستخفض رحلاتها من الهند إلى الولايات المتحدة أو تعدلها، اعتباراً من 19 يناير الجاري، فيما قالت شركة النقل الجوي اليابانية «أوول نيبون» إنها قد تُلغي ما يصل إلى 20 رحلة ركاب وشحن إلى الولايات المتحدة هذا الأسبوع.

وتثير الطائرة «بوينغ 777» بشكل خاص القلق في طرح شبكة الجيل الخامس.

وأضافت أوول نيبون «شركة بوينغ أعلنت فرض قيود على جميع شركات الطيران التي تشغل طائرات (بوينغ 777)، ونحن ألغينا وغيرنا مسار رحلات من وإلى الولايات المتحدة بناء على إعلان بوينغ».

فيما قررت الخطوط الجوية اليابانية (JAL) إلغاء 3 رحلات ركاب وخمس رحلات شحن يوم 19 يناير الجاري، وكذا أعلنت كل من لوفتانزا والخطوط الجوية البريطانية عن تغييرات في بعض الرحلات بسبب هذه الإشكالية.

قلق إيرباص وبوينغ

وأعربت شركتا تصنيع الطائرات «إيرباص»، و«بوينغ»، عن «قلقهما»، حيال نشر تقنية الجيل الخامس في أمريكا، وذكرت شركة «إيرباص»، أنها أرسلت رسالة مشتركة، مع «بوينغ»، لوزارة النقل الأمريكية، أعربت الشركتان فيها عن «قلقهما»، بشأن احتمال تعطل أدوات طائراتها بفعل تقنية الجيل الخامس.

كان من المقرر أن يبدأ رائدا قطاع الاتصالات الأمريكي «فريزون» و«أيه تي آند تي»، في استخدام نطاقات التردد 3.7-3.8 غيغاهرتز في 5 ديسمبر الماضي، التي تم تخصيصها لهما في فبراير 2021، بعد تقديم عرض بعشرات المليارات من الدولارات، إلا أنهما وافقا في مطلع نوفمبر الماضي، على تأجيل إطلاق الخدمة إلى يناير، على خلفية مخاوف أعربت عنها وكالة الطيران الأمريكية، بشأن مشكلات التداخل المحتملة مع الأجهزة التي تقيس الارتفاع الراداري في الطائرات.

ترحيب أمريكي

إلى ذلك، رحبت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بهذا التأجيل، حيث قالت في بيان صادر عنها، إن «الاتفاق سيجنب اضطرابات مدمرة من المحتمل أن تصيب رحلات المسافرين وعمليات الشحن الجوي وتعافينا الاقتصادي، في حين تسمح بنشر أكثر من 90% من الأبراج اللاسلكية حسبما هو مجدول».

كما أشادت شركات الطيران الأمريكية أيضاً بهذه الخطوة، إذ قالت «دلتا» في بيان لها: «في حين يمثل هذا تطوراً إيجابياً تجاه منع الاضطرابات واسعة الانتشار لعمليات الرحلات الجوية، لكن قد تبقى بعض القيود على الرحلات».

إشكالات الهواتف النقالة

ووفق موقع New Scientist، فإن استخدام الهواتف المتنقلة على متن الطائرات كان محظوراً في السابق في العديد من الدول بسبب مخاوف من تداخل تلك الأجهزة مع أنظمة الطائرة، ولكن شيئاً فشيئاً تم رفع الحظر مع تحسن التكنولوجيا وإثبات أن استخدام الهواتف آمن.

ونقل الموقع عن جورج هولمز، من شركة «ريسونانت»، التي تصنع أجهزة سلامة لحماية الطائرات من التعرض لتداخل راديوي، فإن الطائرات في الاتحاد الأوروبي أقل عرضة للمشكلات المحتملة مقارنة بالولايات المتحدة، بفضل التخطيط عند نشر الشبكات.

وقال: «صحيح أن احتمالات وقوع مشكلات بسبب شبكات الجيل الخامس ضئيلة جداً، لكن العواقب وخيمة إلى أبعد حد».

خطر واسع الانتشار

وفي تقرير صادر عام 2020 عن مؤسسة غير ربحية في الولايات المتحدة، تدعى RTCA، قالت المؤسسة إن الخطر واسع الانتشار، وهناك احتمال لآثار واسعة النطاق على عمليات الطيران في الولايات المتحدة، بما في ذلك احتمال حدوث أعطال كارثية تؤدي إلى وقوع عدة ضحايا بغياب التدابير المناسبة للحد من الأخطار.

وكانت لدى جهات تنظيم النقل مخاوف في الأصل من شبكات الاتصال بالجيل الخامس، التي كان من المقرر التحول إليها، حيث تمثلت مخاوفها في التداخل مع معدات الطائرات، وأعربت العديد من مجموعات صناعة الطيران عن المخاوف ذاتها أيضاً، رغم التطمينات الآتية من جهات تنظيم الاتصالات الفيدرالية وشركات الاتصالات اللاسلكية.

الطيران الفيدرالي

وأصدرت إدارة الطيران الفيدرالي، ديسمبر الماضي، أمراً عاجلاً يمنع الطيارين من استخدام أجهزة قياس الارتفاع المحتمل تأثرها حول المطارات، إذ تتطلب الظروف المسببة لانخفاض الرؤية استخدامها، ويمكن للقاعدة الجديدة هذه أن تمنع الطائرات من التوجه إلى بعض المطارات في ظروف معينة لأن الطيارين لن يكونوا قادرين على الهبوط من دون أجهزة القياس.

تُعرف أنظمة قياس الارتفاع بأنها أجهزة لقياس الارتفاع، تعمل بالرادار، وتستخدم طوال الرحلة الجوية، وتعد من المعدات المهمة.

وتختلف أجهزة قياس الارتفاع التي تعمل بالرادار عن أجهزة قياس الارتفاع العادية التي تعتمد على قراءات ضغط الهواء، ولا تستخدم إشارات الراديو لقياس الارتفاع.

التأثير في قياس الارتفاع

قال ممثلون عن قطاع الاتصالات الأمريكي إن المخاوف لا أساس لها، طالما لم تُحدث مشكلات في دول أخرى، حيث تم نشر شبكات الجيل الخامس بالفعل.

وقالت مصادر إن فرايزون لن تشغل مؤقتاً نحو 500 برج اتصالات قرب المطارات، وهو ما يقل عن 10% من التشغيل المزمع، في حين تعكف شركات الطيران والإدارة الأمريكية على التوصل إلى حل دائم، حسبما ذكرت مصادر مُطّلعة.