السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

كيف يتجنب الاقتصاد العالمي الوقوع في تضخم مشابه للسبعينيات؟

كيف يتجنب الاقتصاد العالمي الوقوع في تضخم مشابه للسبعينيات؟

قفزت أسعار السلع الأساسية إلى مستويات تاريخية بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، والتي تتزامن مع تضخم مرتفع بالفعل بسبب تداعيات وباء كورونا.

أدى ذلك الارتفاع إلى حث المستثمرين والاقتصاديين على البحث عن أوجه تشابه مع صدمات الطاقة التي حدثت قبل أربعة عقود في سبعينيات القرن الماضي والتباطؤ المطول الذي أعقب ذلك.

ووفق تقرير لوكالة بلومبيرغ الإخبارية، يمكن للاقتصاد العالمي أن يتجنب إعادة الظهور تضخم مشابه لفترة السبعينيات، ولكن ليس بدون بعض الأضرار الاقتصادية.

وأوضح التقرير أن البنوك المركزية تعلمت درس التضخم في السبعينيات وستعمل على إبطائه، مضيفاً أن الاقتصاد العالمي لديه فرصة جيدة للهروب من إعادة التشغيل الكامل للركود التضخمي على غرار سبعينيات القرن الماضي.

وحسب التقرير، كان هناك العديد من مصادر التضخم في سبعينيات القرن الماضي منها الخروج عن معيار الذهب، مما أدى إلى تخفيض قيمة الدولار.

طفرات بأسعار الطاقة

وشهدت السبعينيات طفرات بأسعار الطاقة وكانت مرتبطة بحظر نفط أوبك عام 1973 والثورة الإيرانية بعد ذلك بست سنوات.

شهدت الأسابيع الأخيرة التي أعقبت إصدار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوامر بدخول القوات إلى أوكرانيا تجاوز سعر النفط الخام 130 دولاراً للبرميل.

وجنباً إلى جنب مع نطاق أوسع بكثير من القفزات السعرية، تعد روسيا منتجاً رئيسياً للسلع الأساسية من القمح والأسمدة إلى النيكل، وأثرت العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة على تلك الأسواق.

المستثمرون محقون في القلق

يقول موريس أوبستفيلد، كبير الاقتصاديين السابق في صندوق النقد الدولي: «إن المستثمرين محقون في القلق.. كلما طال أمد هذه الفترة من الصدمات المستمرة زاد احتمال أن تعاني الاقتصادات مثل تجربة السبعينيات».

وتابع أوبستفيلد: «أنه بشكل عام لا يزال من الممكن تجنب هذا المصير، كما يقول معظم الاقتصاديين. لكن أسباب تفكيرهم على هذا النحو ليست مشجعة تماماً للشركات والعاملين».

وأضاف أن ضعف النمو الاقتصادي وربما الركود هو الثمن المدفوع لقهر التضخم، مع ضعف الاقتصادات الناشئة بشكل خاص.

تعلم الدرس

من جهته، قال مارك زاندي، كبير الاقتصاديين في موديز، إن البنوك المركزية -مثل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي- قد تعلمت دروساً من التضخم المطول في السبعينيات، بما يكفي لمنع الانزلاق في هذا «المسار المظلم» مرة أخرى.

ويرى زاندي: «إنهم قد يفضلون دفعنا إلى الركود في وقت مبكر بدلاً من الدخول في سيناريو الركود التضخمي والركود الأسوأ بكثير في وقت لاحق».

وأفاد زاندي بأن السبب الرئيسي الآخر الذي يجعل الاقتصاديين لا يتوقعون سيناريو السبعينيات هو أن العمال لن يكونوا قادرين على المساومة على رواتبهم كما فعلوا في ذلك الوقت.

ووفق التقرير، تقلصت النقابات العمالية في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بشكل كبير، حتى في ألمانيا حيث تلعب النقابات دوراً أكبر، هناك حذر الآن بشأن الضغط من أجل زيادات كبيرة في الأجور.

استهلاك الطاقة

يتمثل أحد الاختلافات في أن الاقتصادات المتقدمة أقل استهلاكاً للطاقة بكثير مما كانت عليه في فترة السبعينيات.

ويقول بول دونوفان، كبير الاقتصاديين العالميين في UBS لإدارة الثروات: «استهلاك النفط كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي أقل بكثير وتحسنت كفاءة الطاقة».

وأوضح دونوفان: «ليست الطاقة فقط إنما نحن أيضاً أقل كثافة في استخدام السلع الأساسية».

ومع ذلك، قد تتغير بعض هذه الأرقام في ظل الأزمة الحالية، وفي أوروبا، التي تحصل على أكبر جزء من النفط والغاز من روسيا، من المرجح أن يكون «عبء تكلفة الطاقة» على الاقتصاد هو الأعلى منذ السبعينيات، وفقاً لأليكس برازير، المسؤول السابق في بنك إنجلترا والذي يشغل الآن منصب العضو المنتدب من معهد بلاك روك للاستثمار.