أكد خبراء أن هناك 3 عوامل من المتوقع أن تدفع الذهب للصعود الأسبوعي في ظل التصعيد المرتقب بالنسبة للأزمة الروسية الأوكرانية.
وارتفعت أسعار الذهب خلال تعاملات الأسبوع بنسبة تتجاوز 1.1% لتصل الأونصة الواحدة لقرابة مستوى 1951.9 دولار.
وقال رئيس قسم أبحاث السوق لدى «سبائك مصر»، طاهر مرسي، إن هناك 3 عوامل ستعزز ارتفاعات أسعار الذهب، في مقدمتها التصاعد الجديد لحدة التوترات الجيوسياسية بين روسيا والغرب، وتأخر التوصل لاتفاق مرضي للطرفين.
وأوضح أن ذلك العامل يزيد من المخاوف بشأن استمرار وتوسع الحرب، ويدفع للاستثمار في الأصول الأكثر استقراراً والأقل تأثراً بالحروب، وعلى رأسها الذهب.
وأشار إلى أن من تلك العوامل زيادة الضغوط التضخمية على الاقتصاد العالمي، خصوصاً بعد إعلان روسيا وقف التعامل بالدولار واليورو في مدفوعات الطاقة والنفط والغاز الروسي مع الدول التي تصفها روسيا بغير الصديقة، وعلى رأسها الولايات المتحدة وأوروبا، وهو ما دفع لتزايد التوقعات باستمرار ارتفاع الأسعار على المدى الطويل، مع ترشح أزمة الطاقة لمزيد من الاستمرار.
كما استمرار الضغوط التضخمية ناتج أيضاً عن السياسة النقدية الأمريكية المفرطة في التساهل، التي لم تتوقف حتى الآن بالرغم من رفع الفائدة بمقدار ربع نقطة.
وحافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي على استمرار التيسير الكمي، واستمرار ضخ السيولة للأسواق، في خطوة أعطت للأسواق انطباعاً بعدم رغبة الفيدرالي الأمريكي في تشديد السياسة بشكل يضر بالأسواق المالية، وحرصه على استمرار السياسة التيسيرية لفترة أطول، وهو ما يرشح لمزيد من ارتفاع التضخم.
وارتفع مؤشر أسعار مديري المشتريات الصناعيين، إلى 58.5، ارتفاعاً من 57.3. وارتفاع مؤشر مديري المشتريات الخدمي من 56.5 إلى 58.9.
وأشار إلى أن من تلك العوامل الأداء السلبي للمؤشرات الاقتصادية الأمريكية خلال الأسبوع. حيث سجل الاقتصاد الأمريكي تراجعات مستمرة في مبيعات المنازل، والسلع المعمرة، والحساب الجاري. وأوضح أن هذه البيانات السلبية المستمرة تأتي في بيئة مفعمة بالتضخم، ليزيد من ضغط الركود على الاقتصاد الأكبر عالمياً.
وأكد أنه مع استمرار تقلبات الأسواق، وعدم وضوح الرؤية بشأن التوترات الجيوسياسية، واستمرار السياسة المتساهلة إلى حد كبير، فإن أسعار الذهب مرشحة لتحركات قد يدعمها الاستقرار أعلى مستوى 1960 دولاراً للأوقية.
بدوره، قال كريج إيرلام المحلل في أواندا إن أسعار الذهب عادت إلى الارتفاع مرة أُخرى في الأيام الأخيرة، لتصل إلى أعلى مستوى لها في 10 أيام.
وأوضح أن هذا يأتي مع إشارة البنوك المركزية إلى دورة تشديد صارمة هذا العام لمكافحة التضخم المرتفع، وتظل الرغبة في المخاطرة جيدة؛ حيث تواصل أوكرانيا وروسيا الانخراط في المفاوضات.
وأكد أنه لا يزال هناك الكثير من عدم اليقين والقلق في الأسواق وسط الارتفاع الشديد في أسعار السلع الذي لا يزال من الممكن أن يزيد الأمور سوءًا.
وأشار إلى أن تجاوز الذهب عالمياً لمستوى 1960 دولاراً أمريكياً يمكن أن يدفعه للتحرك أعلاه إلى اختبار مستوى 2000 دولار مرة أخرى.