السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

موافقة سلوفاكيا على «الغاز بالروبل».. قرار فردي أم تحول لا مفر منه؟

موافقة سلوفاكيا على «الغاز بالروبل».. قرار فردي أم تحول لا مفر منه؟

الغاز مقابل الروبل

سلوفاكيا، واحدة من أفقر الدول في نادي اليورو، والتي فاجأت العالم ودول أوروبا، كأول دولة تقبل قرار روسيا «الدفع بالروبل مقابل الغاز»، خرج، أمس الأحد، وزير الاقتصاد السلوفاكي ريتشارد سوليك، معلناً أن بلاده لا يمكنها الاستغناء عن إمدادات الغاز الروسي في الوقت الراهن، قائلاً: «سندفع مقابل الغاز بالروبل، إن اشترطت موسكو ذلك».

وطالبت روسيا بدفع ثمن الغاز بالروبل، لكن المفوضية الأوروبية، قالت الجمعة الماضي إن الشركات الأوروبية التي تنص عقود توريدها على الدفع باليورو أو بالدولار يجب ألّا تلبي هذا الطلب.

خطط بديلة

تخطط المفوضية الأوروبية إلى خفض هذا الاعتماد عن طريق زيادة واردات الغاز والغاز الطبيعي المسال من دول أخرى والتشغيل التدريجي للغازات البديلة مثل الهيدروجين والميثان الحيوي.

وأكدت وكالة الطاقة الدولية أن أوروبا يمكن أن تخفض وارداتها من الغاز الروسي بأكثر من النصف في غضون عام، لكن القيام بذلك سيتطلب مجموعة من الإجراءات السريعة، أبرزها تبديل غلايات الغاز بمضخات حرارية، إلى جانب زيادة واردات الغاز الطبيعي المسال.

خطوة اضطرارية

قال وزير الاقتصاد السلوفاكي، في حوار تلفزيوني لقناة «آر تي في إس» السلوفاكية، أمس الأحد: «يجب ألّا يتوقف تدفق الغاز، وإذا كان هناك شرط للدفع بالروبل، فإننا ندفع بالروبل».

وسلوفاكيا تعتمد على روسيا في تأمين نحو 85% من احتياجاتها من الغاز الطبيعي، لكن وبحسب ريتشارد سوليك، كشف عن أن شركة الغاز الحكومية «إس بي بي» دفعت فاتورتها في مارس، مقابل الغاز باليورو على النحو المنصوص عليه في عقدها.

وأكد سوليك أن بلاده لا يزال أمامها 6 أسابيع لإيجاد حل قبل موعد سداد دفعة الغاز التالية في 20 مايو، لكن سلوفاكيا لا يمكنها الذهاب بدون شحنات.

أسعار الطاقة

يأتي التهديد بنقص الغاز بعد ذروة الطلب في فصل الشتاء الأوروبي، لكنه يأتي في الوقت الذي تواجه فيه الشركات والأسر الأوروبية بالفعل ارتفاعاً كبيراً في أسعار الطاقة.

وسعت الدول الأوروبية مؤخراً للحصول على إمدادات بديلة للغاز الروسي، واتجهت الأنظار إلى أستراليا والولايات المتحدة، وكذلك إلى الدول العربية.

وتعتمد أوروبا على روسيا في نحو 40% من الغاز الطبيعي الذي يأتيها معظمه عبر خطوط أنابيب يامال-أوروبا الذي يعبر بيلاروسيا وبولندا إلى ألمانيا، ونورد ستريم 1 الذي يذهب مباشرة إلى ألمانيا، أكبر مستهلك للغاز الروسي، مروراً بأوكرانيا.

وتتربع روسيا على رأس قائمة الدول التي تتمتع بأكبر احتياطات من الغاز الطبيعي بالعالم باحتياطات تقدر بـ48.9 تريليون متر مكعب.

موقف سياسي

قررت سلوفاكيا، الأربعاء الماضي، طرد 35 دبلوماسياً روسياً استناداً إلى معلومات استخباراتية بشأنهم أفادت بقيامهم بأنشطة تجسس مكثف تحت غطاء دبلوماسي، بالتزامن جرت عمليات طرد أخرى أيضاً في بلجيكا وهولندا والتشيك وأيرلندا، في إجراء منسق ويندرج ضمن سلسلة طويلة من عمليات الطرد لدبلوماسيين روس من دول الاتحاد الأوروبي ومن الولايات المتحدة في سياق الأزمة الروسية الأوكرانية.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد أعلن مؤخراً أنه سينبغي على الدول «غير الصديقة» بما في ذلك كل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، إنشاء حسابات بالروبل لدفع ثمن الغاز الروسي اعتباراً من الأول من أبريل الجاري.

وبين الإجبار على الخطوة والتحذير من مغباتها على الدول الأوروبية، يتساءل الكثيرون عمّا إذا كانت سلوفاكيا مجرد «أول قطعة دومينو تسقط في هذا التحول الذي لا مفر منه».