الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

مكافحة التضخم تكبد الثروات الأمريكية خسائر بقيمة 5 مليارات دولار

مكافحة التضخم تكبد الثروات الأمريكية خسائر بقيمة 5 مليارات دولار

رويترز.

ارتفع صافي الثروة الجماعية للأمريكيين بأعلى وتيرة خلال العامين الماضيين بحسب تقديرات الفيدرالي الأمريكي، حتى في الوقت الذي كانت فيه العائلات والشركات تكافح تداعيات كوفيد-19 حيث خزنت الأسر الأمريكية 38.5 تريليون دولار إضافية من أوائل عام 2020 حتى نهاية العام الماضي، ما رفع صافي ثروة الأمريكيين الجماعية إلى مستوى قياسي بلغ 142 تريليون دولار.

وفي الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة التعايش مع الوباء، تعود وتيرة الإنفاق مرة أخرى نحو الوضع الطبيعي لما قبل لوباء، إلا أن الثروات الأمريكية تشهد تهديداً مخيفاً.

وقدر مستشارو جي بي مورغان انخفاض معدل الثروات الأمريكية بإجمالي 5 تريليون دولار على الأقل منذ بداية العام الجاري، مع توقعات بأن يصل الرقم إلى 9 تريليونات دولار بنهاية العام الجاري.

وحتى الآن يتحمل الأثرياء الأمريكيون العبء الأكبر، حيث انخفضت ثروات المليارديرات الأمريكيين بنحو 800 مليار دولار منذ ذروتها وسط الخسائر الحادة في الأسهم والعملات المشفرة والأصول المالية الأخرى وفقاً لما ذكرته وكالة بلومبيرغ.

وفي نفس الوقت بدأت أسعار الفائدة المرتفعة بزعزعة سوق الإسكان، حيث تمتلك أسر الطبقة المتوسطة والعاملة في هذا السوق الجزء الأكبر من ثرواتها.

وأشار التقرير، إلى أن رفع أسعار الفائدة من أجل القضاء على أعلى معدل للتضخم في أمريكا منذ عقود قد لا يكون كافياً، حيث يحتاج الاحتياطي الفيدرالي من الأمريكيين أن يكبحوا إنفاقهم، حتى لو تطلب الأمر تباطؤاً اقتصادياً للوصول إلى الهدف.

وقال جون نوريس كبير الاقتصاديين في أوكوورث كابيتال بنك، إنه من المؤلم أن تعود الكتلة المالية إلى طبيعتها بعد أن وصلت إلى مستويات قياسية العام بالماضي.

ومنذ بداية العام انخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 18%، وخسر مؤشر ناسداك بنسبة 27%، وانخفض مؤشر بلومبيرغ للعملات المشفرة بنسبة 48%.

وذكر المستشارون الاقتصاديون في جي بي مورغان في مذكرة نشرت يوم الجمعة أن جميع النتائج السابقة تنذر بصدمة الثروة التي من المقرر أن تؤثر على النمو العام المقبل.

وقال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول وزملاؤه مراراً وتكراراً إن هدفهم حدوث مثل هذا التباطؤ، ما يفيد بأنه من غير المرجح تحرك صانعي السياسية للتصدي لانخفاض الثروة الكبير المتوقع في عام 2022.

وكان نادي المليارديرات الأمريكيين من أكبر الفائزين بازدياد ثرواتهم بين عامَي 2020 و 2021، بينما هم أكثر الفئات الخاسرة في الوقت الحالي.

وانخفض مؤشر بلومبيرغ للمليارديرات -وهو مقياس يومي لثروة أغنى 500 شخص في العالم- بمقدار 1.6 تريليون دولار منذ ذروته في نوفمبر الماضي.

ويتصدر الأغنياء الأمريكيون مؤشر الخسائر، حيث فقدوا 797 مليار دولار، على رأسهم أغنى شخص في العالم، إيلون ماسك. الذي فقد 139.1 مليار دولار، أو 41% من ثروته، منذ نوفمبر عندما تجاوز صافي ثروته لفترة وجيزة 340 مليار دولار بينما فقد مؤسس شركة أمازن جيف بيزوس، ثاني أغنى شخص، 82.7 مليار دولار، أو 39% من ذروة ثروته.

وقالت رينا أغروال مديرة مركز بساروس للأسواق المالية والسياسيات بجامعة جورج تاون، إن هذا التراجع بالثروات سيؤدي إلى تقليل نسبة عدم المساواة قليلاً، ولكن في نفس الوقت الجميع سيعاني.

وقلصت خسائر الثروات تقليل عدم المساواة بنسبة 0.001%.

وأعربت أغروال عن قلقها من هبوط الأسواق التي بدورها ستخلق مشاكل اقتصادية واسعة، وأشارت إلى أن التصحيح مطلوب في الوقت الحالي.

الانكماش في قطاع الإسكان

ويعاني قطاع الإسكان من الانكماش المدفوع برفع معدلات الرهن العقاري إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2009.

وعلى مدى العقد الماضي أضاف سوق العقارات القوي 18 تريليون دولار من القيمة السوقية إلى تقييمات المنازل.

تم رفع الإنفاق في الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة من خلال قيام الملاك بالاستفادة من القيم المعززة لمنازلهم للحصول على المال، ومن المحتمل أن تكون ممارسة استخراج ملكية المنازل قد توقفت هذا العام، وأكثر من 40% من عمليات إعادة التمويل في الربع الأخير من العام الماضي شهدت قيام مالكي المنازل بسحب الأموال من منازلهم.

وسجل الإنفاق الشخصي في أمريكا هذا العام وتيرة أعلى مما كان عليه قبل الوباء حتى بعد توقف الحوافز المالية التي أقرتها الحكومة أثناء الوباء.