كشف الشريك المؤسس لمنظمة «إمبكات جنكي» الرائدة في دعم وإلهام مشاريع رواد الأعمال حول العالم فيليب هاردينغ عن مشروع لتأسيس صندوق استثماري قريباً في الإمارات لدعم رواد الأعمال والمشاريع الخلاقة في المنطقة بقيمة تراوح بين 30 و40 مليون دولار.
وأوضح هاردينغ في حوار مع «الرؤية» أن الصندوق سيركز على دعم مشاريع المرأة والشباب، مشيراً إلى أن «إمبكات جانكي» ستكون موجودة أيضاً عبر التدريب والإرشاد والنصح، ومساعدة رواد الأعمال ليكون لديهم منظور جديد ومختلف بحيث يتمكن المشروع من تحقيق الربح والاستدامة وفي الوقت نفسه تقديم المساعدة والتأثير الإيجابي والمستدام في المجتمع سواء داخل الإمارات أو في أفريقيا.
وأكد هاردينغ أن أبرز التحديات التي تواجه رواد الأعمال في الإمارات تتعلق بالوصول للتمويل، وخاصة فيما يتعلق بالمشاريع غير التقليدية، لافتاً إلى أن «إمباكت جنكي» تعمل على المساعدة في هذا الجانب لخلق حلول لإيجاد التمويل بشكل أوسع.نجري مشاورات مع جهات من القطاعين الحكومي والخاص لإطلاق الصندوق
الشباب الإماراتي يمتلك أفكاراً وقدرات على التوسع بالداخل والخارج.
وتالياً نص الحوار:
ما انطباعك عن رواد الأعمال الذين التقيتهم في دبي؟كان من المثير جداً الاستماع للأفكار والقصص التي يطرحها رواد الأعمال في الإمارات عن المشاريع التي يعملون عليها، وخططهم للتوسع خارج الدولة ونقل مشاريعهم إلى كل العالم، علماً بأنني زرت الإمارات 3 مرات وكان هناك تعاون مع مؤسسة «نعمة» في الشارقة لدعم مشاريع النساء.
وكل مكان نذهب إليه حول العالم نبحث عن رواد أعمال شباب طموحين لديهم أفكار كبيرة لتغيير العالم ولا يرغبون في عيش حياة عادية، ولذلك تعمل منظمة «إمباكت جنكي» والتي تعني «مدمن تأثير»، على حث رواد الأعمال للعمل بجهد أكبر واستغلال ما يتوافر لديهم.
ما هي خطط «إمباكت جنكي» في الإمارات؟
هناك مشروع لتأسيس صندوق استثماري في الإمارات ويدعم كل المنطقة بقيمة تتراوح بين 30 و40 مليون دولار، وفعلاً قمنا بعدد من الاجتماعات مع جهات من القطاعين الحكومي والخاص، ومن المتوقع أن ينطلق المشروع خلال العام القادم فور الوصول لشركاء مناسبين.
ما هي توجهات الصندوق ونوعية المشاريع التي سيدعمها؟
من الأشياء التي نهتم بها بشكل كبير مشاريع المرآة والمشاريع التي يتم قيادتها من قبل الشباب، ولا سيما أن إمبكات جنكي ستكون متواجدة أيضاً عبر التدريب والإرشاد والنصح، وستستمر بالعمل مع الحكومة والقطاع الخاص والجامعات والمسرعات الحكومية، وسنساعد رواد الأعمال ليكون لديهم منظور جديد ومختلف، بحيث يتمكن المشروع من تحقيق الربح والاستدامة وفي الوقت نفسه تقديم المساعدة والتأثير الإيجابي والمستدام في المجتمع سواء داخل الإمارات أو في أفريقيا.
ما أوجه الشبه والاختلاف بين رواد الأعمال في الإمارات وأمريكا؟
هناك الكثير من التشابه فيما يتعلق بالأفكار الخلاقة والأحلام الكبيرة والإبداع، ولكن هناك نوع من الاختلاف فيما يتعلق بالوصول للتمويل، وخاصة فيما يتعلق بالمشاريع غير التقليدية، إذ توجد صعوبة في الحصول على التمويل في الإمارات بالنسبة للمشاريع المبتكرة والخلاقة، وهنا تحاول إمباكت جنكي المساعدة في هذا الجانب لخلق حلول لإيجاد التمويل بشكل أوسع، وبالتالي فإن كل العوامل التي تساعد على الإبداع متوافرة ولكن التغيير المتعلق بالتأثير هذا ما سنسعى إليه.
لماذا اتجهت إلى عالم ريادة الأعمال؟
نشأت في كاليفورنيا، ولطالما كانت ريادة الأعمال جزء من شخصيتي وتركيبتي، ولذلك اجتهدت خلال الدراسة الثانوية ومن ثم التحقت بجامعة هارفرد وحصلت على درجة البكالوريوس والدراسات العليا، في محاولة للوصول إلى ما أؤمن به وهو مساعدة الآخرين وخدمة المجتمع.
هل كانت هناك أي مشاريع قمت بتأسيسها في سن مبكرة؟
نعم، لقد أسست 3 شركات بعمر 18 عاماً في مجال الإعلام الرقمي والتصميم والدفع الإلكتروني، وذلك قبل الالتحاق بهارفرد، وتمكنت تلك الشركات من الاستمرار وتحقيق عوائد منذ البداية.
وماذا عن مرحلة الدراسة في هارفرد؟
كان هناك جزء مني يؤمن بأنني أستطيع التعلم أكثر، وفعلاً التحقت بهارفرد وتفوقت، وأثناء التخرج تم اختياري بالانتخاب من قبل الطلاب لإلقاء خطاب التخرج أمام 30 ألف طالب، تحدثت فيه عن قَدر الإنسان وأنهيته بدعوة لخدمة العالم بشغف، وعلمت لاحقاً بأن هذا الخطاب كان قد حضره الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش، وتجدر الإشارة إلى أنني أول شخص في العائلة حاصل على درجة الماجستير.
وماذا عن عملك في الحكومة الأمريكية والبيت الأبيض والبنتاغون؟
تم اختياري لأكون زميل جامعة هارفرد للعمل مع العديد من الجهات الحكومية في البيت الأبيض والكونغرس والبنتاغون، وقد اعتمدوا علي في إنشاء مراكز تطوير وابتكار على مستوى الدولة، ولا سميا أن الحكومة الفيدرالية كانت تحتاج إلى التفكير الابتكاري لريادة الأعمال للتغلب على بيروقراطية العمل العام، ويذكر أن نائب وزير الدفاع تواصل معي لتأسيس مركز ابتكار في الوزارة.
ما هي أبرز المشاريع التي أنجزتها مع الحكومة الأمريكية؟
كانت هناك ميزانية بقيمة 80 مليار دولار مخصصة للتعامل بشكل مباشر لتحديث ونقل الحكومة الأمريكية إلى عصر الإنترنت والتطور والابتكار، ومن الأشياء المميزة التي عملت عليها برنامج «ذا غريت بيتش» والذي أنجز مشاريع تابعة للحكومة بقيمة 16 مليون دولار.
كيف استفدت من جهودك في مجال ريادة الأعمال أثناء عملك مع الحكومة؟
البعض كان يطلق علي لقب رائد أعمال حكومي، ولذلك أود التأكيد على أن تجربة العمل داخل الحكومة قيمة جداً، ولم يكن لها أي جوانب سياسية أبداً، ولكن كان الهدف جعل الحكومة تعمل بمرونة أكبر وتقليل البيروقراطية، وإلهام الناس نحو الابتكار عبر التدريب المستمر والاستشارة من أجل الصالح العام.
متى أسست «إمباكت جنكي» وما هي القضايا التي دفعتك لذلك؟
قمت بالقفزة الكبرى في عام 2016 لتأسيس منظمة «إمباكت جنكي»، ولكن كان لدي شعور بأنني أستطيع أن أقدم أكثر، وخاصة مع وجود قضايا كبرى مثل الفقر والحصول على التعليم ومشاكل الانتحار ولا سيما أن هناك نحو 120 شخصاً ينتحرون يومياً في الولايات المتحدة.مشعل العباس ـ دبي