الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

إنستغرام يرسم مستقبل تجارة الذهب في الإمارات

استطاعت مواقع التواصل الاجتماعي أن تسحب البساط من تحت أقدم الأساليب التقليدية في تسويق المنتجات الاستهلاكية، لتكون داعماً أكبر لقطاع التجارة الإلكترونية، الذي يهدد قطاع نشاط محال التجزئة.

وتحول المستهلكون للاعتماد على شبكات التواصل الاجتماعي في التعرف إلى الجديد في كل المجالات والتي من بينها تصاميم الذهب والمجوهرات، حيث يرى رئيس مجلس إدارة مجموعة دبي للذهب والمجوهرات توحيد عبدالله، أن البيع عبر موقع "إنستغرام" أصبح أكبر تهديد لتجارة الذهب التقليدية، متوقعاً أن يسيطر إنستغرام على تجارة الذهب في الدولة خلال السنوات الخمس المقبلة.

وأضاف عبدالله أن الكثير من رواد الأعمال اتجهوا إلى ترويج وتصميم وبيع الذهب بشكل مباشر عبر موقع إنستغرام نظراً للمزايا التي يوفرها في عملية العرض وسهولة التواصل مع العملاء، لافتاً إلى أن تلك الوسيلة حققت إقبالاً واسعاً عبر عملية تصوير وبيع منتجاتهم بأسلوب سهل، وبتكاليف أقل مقارنة بتجار الذهب التقليديين الذين ينفقون الكثير على متاجرهم وينتظرون العملاء للقدوم إليهم.


وأكد عبدالله أن التسويق الإلكتروني للمنتجات بما فيها الذهب وبيعها على الإنترنت أصبح من أنجح أنواع التسويق، ويبدو أنه كان هناك سوء تقدير من جانب أصحاب متاجر الذهب، الذي قللوا من أهمية المنافسة عبر صفحات مواقع التواصل، والكثير منهم وصل متأخراً وبدأوا الآن بإطلاق صفحات خاصة بهم على إنستغرام.


ونوه عبدالله، إلى أنه ما زال أيضاً الكثير من المتعاملين يفضلون الذهاب إلى الأسواق والمتاجر التقليدية، خاصة أن عملية شراء الذهب تتعلق بالمعاينة المباشرة للقطعة المرغوبة وتفحصها والبحث عن خيارات أوسع في متاجر مختلفة، فضلاً عن السياح الذين يستحوذون على حصة كبيرة من مبيعات الذهب في الدولة ولديهم رغبة في زيارة الأسواق الشعبية.

وتابع عبدالله: ولكن يبقى التسويق عبر صفحات التواصل الاجتماعي تهديداً للطرق التقليدية كما هو الأمر بالنسبة لتجارة الملابس عبر منصات التجارة الإلكترونية والتي أثبتت جدارتها خلال الفترة الماضية.

وبإمكان أي شخص بعملية بحث بسيطة على موقع إنستغرام أن يجد مئات الصفحات التي تروج وتبيع الذهب وفق تصاميم خاصة ومميزة ولديها عشرات آلاف المتابعين، وجزء كبير منها مرخص وحاصل على رخصة تاجر من دبي أو أي رخصة للبيع على وسائل التواصل من الدوائر المحلية في الإمارات الأخرى.

وعلى سبيل المثال، تمتلك صفحة "ذهبنا غير" على إنستغرام أكثر من 46 ألف متابع، وتعرض الصفحة عشرات التصاميم المميزة وتوفر جميع الخيارات المرغوبة من كل العيارات، مثل عقد المهرة العربية بعيار 18 قيراطاً وبسعر 360 درهماً، وكذلك تصميم "خلخال القلوب ذهب" من عيار 21 قيراطاً بسعر 350 درهماً.

وينسحب الأمر، على صحفة "الذهب التراثي" والتي يتابعها نحو 41 ألف متابع، وهي نشاط مرخص من دائرة التنمية الاقتصادية بحكومة الشارقة، وتوفر إمكانية التواصل عبر الواتس أب لعقد الصفقة، وتعرض العديد من التصاميم من مختلف المنتجات وحتى الإكسسوارات المطلية بالذهب.

وتعرض كذلك صفحة الشاهين لتصميم المجوهرات وصياغتها خيارات واسعة ومتنوعة لمتابعيها البالغ عددهم نحو 13 ألف متابع، ولا سيما أن الصفحة تتخصص إلى حد كبير بتصميم أسماء العربية للسيدات بطريقة مبتكرة وفريدة مثل "سويرة شما" عيار 18 قيراطاً، و"قلادة جمانة" بيعار ذهب 18 قيراطاً أيضاً.

إلى ذلك، قال عبدالله إن الإمارات تستحوذ وحدها على 14% من إجمالي استهلاك الذهب حول العالم، لافتاً إلى أن هناك 40 دولة حول العالم تستورد الذهب من الإمارات وعلى رأسها الدول الآسيوية.

وأضاف أن هناك ما بين 150 إلى 200 رخصة جديدة سنوياً للعمل في قطاع الذهب في دبي، فيما يصل إجمالي عدد الشركات العاملة في قطاع الذهب بدبي إلى 4086 شركة.

وتابع: نشاط تجارة المجوهرات والمصوغات من الذهب والفضة يضم نحو 2498 رخصة، ونشاط تجارة الذهب والمعادن الثمينة غير المشغولة نحو 1184 رخصة، ونشاط صائغ ذهب ومجوهرات ثمينة قرابة 392 رخصة، ونشاط عمليات سباكة الذهب والمعادن الثمينة 7 رخص، ونشاط تصفية الذهب 5 رخص.

وعن توزيع تلك الرخص وفق الجنسيات، قال عبدالله إن الهند تأتي في المرتبة الأولى، تلتها باكستان وبريطانيا والسعودية وسويسرا وعُمان والأردن وبلجيكا واليمن وكندا، لافتاً إلى أن هناك 62 ألف عامل يعملون في تجارة وتصنيع الذهب في دبي.

وذكر عبدالله أن إجمالي عدد الشاشات اللحظية الإلكترونية التي قامت مجموعة الذهب والمجوهرات بإنجازها بلغ حتى الآن 380 شاشة لتوحيد قوائم أسعار الذهب في عدد من منافذ البيع بأسواق إمارة دبي، وفق مبادرة تم الاتفاق على تنفيذها بالتعاون مع دائرة التنمية الاقتصادية بدبي، لتوحيد أسعار البيع والشراء في منافذ التجزئة، موضحاً أن الإمارات الدولة الوحيدة في العالم التي تنقل السعر العالمي للمستهلك بشكل لحظي.

ونوه عبدالله إلى أن شكاوى المستهلكين على قطاع الذهب كانت الأقل لدى قطاع الرقابة التجارية وحماية المستهلك في اقتصادية دبي، مما يشير إلى الثقة الكبيرة التي يوليها المستهلكون سواء المحليون أو السياح للأسواق المحلية وكذلك مستوى الجهد المبذول من الجهات المعنية في عمليات المراقبة والمتابعة والتنظيم.

وبدورها أشارت مصممة المجوهرات أية الشريف أن وسائل التواصل الاجتماعي هي منصة التعبير عن هوية المصمم خاصة عند عرض المنتجات فتصبح الصفحة ملفاً للأعمال التي يستطيع المتابع التفاعل معها، وفي عالم المجوهرات تحتاج الصفحات إلى مصمم متخصص لتمييز طريقة عرض هذه النوعية الثمينة من المنتجات.

وأضافت الشريف أن الية عمل وسائل التواصل متجددة دائماً لانها تتيح قابلية التسويق بشكل يومي ومتكرر للوصول إلى أكبر عدد ممكن من المشاهدات وكذلك اختيار التوقيت والمنطقة والأعمال المستهدفة لتسويق المنتج.

وكذلك أكدت مصممة المجوهرات زينب كبة أن السوشيال ميديا ساعدها في تقريب البعيد والوصول لمتابعيها بصورة سهلة والتسويق لمنتجاتها التي غالباً ما تستهدف الفئات التي تعتمد على السوشيال ميديا وأضافت أن ظهورها بشكل مباشر على وسائل التواصل الاجتماعي مثل سناب شات أوجد ثقة كبيرة بينها وبين متابعيها مشيرة أن عدد متابعيها على إنستغرام يتجاوز 200 ألف متابع.