السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي يلتهمون كعكة الإعلانات في الإمارات

مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي يلتهمون كعكة الإعلانات في الإمارات

تمكن مشاهير أو مؤثرو وسائل التواصل الاجتماعي خلال السنوات القليلة الماضية من التهام حصة لا يستهان بها من كعكة الإعلانات في الإمارات، وباتت منافساً حقيقياً لا يستهان به أمام طرق الإعلان التقليدية كالراديو والتلفزيون والصحف والمواقع الإلكترونية والإعلانات الطرقية.

وبحسب مديري وكالات إعلانية ومؤثري وسائل التواصل الاجتماعي، وصلت أسعار إعلانات بعض المشاهير على وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لمنتج أو خدمة معينة إلى مستويات تتجاوز 40 ألف دولار مقابل بوست واحد فقط وبعض الستوريز على إنستغرام.

وبحسب أحدث تقرير «بيزنس إنسايدر»، يتوقع أن تنمو الميزانيات التسويقية عالمياً التي تدفعها الشركات لمشاهير ومؤثري مواقع التواصل الاجتماعي لترويج منتجاتها وخدماتها لتصل إلى 10 مليارات دولار خلال العام الجاري، لتنمو إلى 12 مليار دولار في 2021، وصولاً إلى 15 مليار دولار بحلول 2022.

في الوقت الذي تدور فيه قيمة الإنفاق الإعلاني عبر وسائل التواصل الاجتماعي خلال 2019 حول 50 مليار دولار بما يعني استحواذ المؤثرين على نحو 20% من مجمل الإنفاق الإعلاني عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وتفصيلاً، قال مدير حسابات وسائل التواصل الاجتماعي في شركة ترافيت ميديا ألفيت إبراهيمي إن الوكالة تتعاون مع أكثر من 70 مؤثراً على وسائل التواصل الاجتماعي في الإمارات، ولدى بعضهم حسابات يصل عدد متابعيها إلى 700 ألف متابع.

وذكر إبراهيمي أن نحو 90% من مشاهير ومؤثري وسائل التواصل الاجتماعي يتعاونون مع وكالات إعلانية، مقابل الحصول على نسبة تتراوح بين 20 إلى 30% من قيمة الإعلان، وتتركز خدمات الوكالة في تسهيل عملية التواصل وتنظيم الاجتماعات والتواصل مع المعلنين وتحديد الأسعار وتقييم الشركات المعلنة والمنتجات والخدمات التي ترغب في التسويق لها.

وأضاف إبراهيمي أن جميع الشركات والمنتجات أو الخدمات التي ترغب في الترويج لها تخضع لمعايير معينة وصارمة، مثل ألا تكون مزورة أو مقلدة، أو ممنوعة من التداول في الدولة، وخصولها على التصاريح المطلوبة، وكذلك يتعلق الأمر بعملية التسعير وحجم ونوعية الحملة الإعلانية المرغوبة فيها.

وأوضح إبراهيمي أن أسعار الإعلانات تختلف بحسب الحملة وبحسب المؤثر، وكذلك بحسب تفاعل الجمهور مع الحملة وعدد المشاهدات، مؤكداً أن بعض المؤثرين لدى الوكالة يتقاضون نحو 40 ألف دولار مقابل بوست واحد أو اثنين على إنستغرام وقد يرافقها عدد من الستوريز، ولكن المتوسط السعري هو 15 ألف دولار في سوق إعلانات المؤثرين حالياً.

وتابع إبراهيمي أنه في بعض الحالات لا يتم تحديد السعر إلا بعد نشر الإعلان، إذ يرتفع وينخفض السعر بحسب عدد المشاهدات والتفاعل من قبل الجمهور، كما أن بعض المشاهير يحددون أسعاراً نهائية لا مجال للتفاوض عليها.

وأكد إبراهيمي أن المطاعم والمقاهي وخاصة الجديدة، وكذلك عيادات التجميل والجراحة تعتبر الأكثر طلباً وإقبالاً على خدمات مؤثري وسائل التواصل الاجتماعي، إذ يعتبرون أنها الطريق الأسرع والأمثل للوصول للجمهور المستهدف مباشرة، لافتاً إلى أن سناب شات الأكثر شعبية ولكن تبقى أسعاره متقاربة مع أسعار إنستغرام.

من جهتها، قالت سهى محمد مديرة حسابات وسائل تواصل اجتماعي في وكالة محلية، إن مؤثري وسائل التواصل أكثر صلة بالناس وأقرب لهم مقارنة بطرق الإعلان التقليدية، كما يمكن قياس أثر الإعلانات عبر حساباتهم بطريقة أدق.

وأضافت سهى أنها مسؤولة حالياً عن إدارة أحد الحسابات لأحد المشاهير، ويبلغ عدد متابعيه 700 ألف متابع، مشيرة إلى أن هناك عدداً من المعايير الرئيسة التي تطبقها الوكالة في عملية الإعلان، تتمثل في أن تكون الجهة التي ترغب في الإعلان لديها ترخيص ساري، وفي حالة المنتجات الطبية يجب أن تكون الشركة حاصلة على ترخيص من الجهة المعنية، كما تلتزم الوكالة بعدم الترويج لجهة مجهولة الهوية، فضلاً عن متابعة القوانين المحلية مثل التشريع الخاص بمنتجات العسل والمواصفات الخاصة به، والذي أعلن مؤخراً.

وذكرت سهى أن الإقبال كبير جداً من قبل الشركات المحلية على مؤثري وسائل التواصل، فمثلاً يبلغ عدد الشركات التي تستفسر عن الأسعار يومياً في المتوسط 30 شركة، وخاصة عندما يكون المؤثر شخصاً مشهوراً وأميناً في التعامل، ولديه أسلوب جذاب للتواصل مع جمهور المتابعين.

وأوضحت سهى أن أغلب مؤثري وسائل التواصل الذين لديهم أعداد كبيرة من المتابعين تتجاوز مثلاً 250 ألف شخص يتعاونون مع الوكالات الإعلانية لإدارة شؤونهم، مقابل حصة تتراوح بين 20 إلى 50% من قيمة الإعلان بحسب المؤثر، ولكن مؤثري وسائل التواصل الجدد والذين ما زالوا في بداية الطريق ولا يمتلكون أعداداً كبيرة من المتابعين يعتمدون على أنفسهم في إدارة شؤونهم والتواصل والترويج لكون المبالغ التي يحصلون عليها مقابل الإعلانات ليست كبيرة.

وعن الخدمات التي تقدمها الوكالة للمؤثر، قالت سهى إن أغلب المؤثرين يعتمدون على تقديم هدايا عينية أو كوبونات وجوائز لمتابعيهم لتحفيزهم، وهنا تقوم الوكالة غالباً بشراء هذه الهدايا للمؤثر، فضلاً عن تقديم الاستشارة والنصيحة ومناقشة الخيارات، والتواصل مع المعلنين واختيار المناسب، وكذلك الرد على اتصالاته وتنظيم وقته واجتماعاته أي بمثابة مدير أعمال خاص بالمؤثر.

وذكرت سهى أنه لا توجد طريقة معينة للترويح لمنتج أو خدمة معينة، ولكن الأسعار عامة تتراوح بين 15 و70 ألف درهم بحسب النشاط ومدة الدعاية وعدد مرات النشر، فمثلاً بعض المشاريع العقارية تتطلب الذهاب إلى موقع المشروع والدخول للأبنية الجديدة والترويج بشكل مباشر للمشروع، ولكن بعض الشركات العقارية قد تطلب من المؤثر شرح مخطط ونموذج المشروع وهنا يبرز الاختلاف في الأسعار بحسب الجهد والمدة.

وأكدت سهى أن سناب شات يعتبر الموقع الأكثر شعبية وتأثيراً في الإمارات يليه إنستغرام، نظراً لسهولة استعماله ومرونته في التواصل مع الجمهور ولأنه يتمتع بقدرة أكبر وأسرع على توصيل المعلومة للمتابعين.

ونوهت سهى بأن عيادات التجميل والمطاعم والمشاريع العقارية الجديدة والمستشفيات تعتبر القطاعات الأكثر طلباً من قبل الشركات على خدمات مؤثري وسائل التواصل الاجتماعي.

إلى ذلك، قالت إحدى المشاهير والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تمتلك نحو 559 ألف متابع على إنستغرام فقط، مشاعل الشحي، إنها لا تروج أبداً لأي منتجات لا تعجبها أو لا تحبها حتى لو عرض عليها مبلغ من المال بالمقابل، كما أنها لا تقوم بأي إعلانات لمنتجات غير مصرح بها وغير موثوقة، كما أنها تشترط أخذ رأي زوجها في أي إعلان عرض عليها لتقوم بالترويج له، معتبرة أن مشورته أمر أساسي في قبول منتج أو رفضه.

وذكرت الشحي أنها مثل أغلب مؤثري وسائل التواصل تتعامل مع وكالة إعلانية لإدارة شؤونها مثل الرد على الرسائل والاتصالات وعرض شروطها الخاصة للإعلان، مثل رفضها للترويج لمنتجات تبيض البشرة لكونها تترافق مع تأثيرات جانبية مضرة في أغلب الأحيان بحسب رأيها.

وأضافت أن الوكالات الإعلانية غالباً ما تحصل على نسبة تتراوح بين 20 و30% من قيمة الإعلان بحسب المؤثر، مشيرة إلى أن أكبر سعر حصلت عليه هو 50 ألف درهم مقابل إعلان لمنتج معين، ولكنها تحاول دائماً دعم المشاريع والشركات الوطنية ورواد الأعمال، وتقدم لهم أسعاراً أرخص مقارنة بالشركات العالمية.

وذكرت الشحي أن عيادات التجميل والمطاعم ومنتجات المكياج والتجميل تعتبر الأكثر إقبالاً في الإعلان والترويج لمنتجاتها وخدماتها، لافتة إلى أن سناب شات يعتبر الطريقة الأسرع والأفضل للتواصل مع الجمهور لكونه يعطي حرية أكبر في الكلام وبالتالي توصيل المعلومة بشكل أسرع، علماً بأن أعداد المتابعين قد لا يكون مقياساً للتفاعل، إذ يختلف الأمر من مؤثر لآخر ومن متابع لآخر.

وأخيراً أكد مشاهير التواصل الاجتماعي أن جميع الإعلانات مهما بلغ سعرها فإنها تخضع لاشتراطات معينة، تتعلق بالصحة العامة وعدم الترويج للمنتجات المقلدة أو المزورة، والالتزام بالحصول على التصاريح القانونية من وزارة الصحة ووقاية المجتمع أو البلدية، فضلاً عن متابعة القوانين والتشريعات الجديدة التي تصدر في الدولة فيما يتعلق بتداول منتجات معينة أو حملات سحبها من الأسواق.