الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

جاذبية إكسبو تفرض "مواجهة الابتكار" بين أمريكا والصين في دبي

يحظى إكسبو دبي 2020 باهتمام عالمي غير مسبوق في تاريخ تنظيم المعرض، في ضوء عدد الدول المشاركة وخططها للتسويق الاستثماري في كافة القطاعات، وفي ظل هذا الشغف العالمي بالمشاركة، كان للموقف الأمريكي وضع خاص، حيث تسعى الولايات المتحدة للتواجد بقوة في هذا المعرض رغم قيود الإنفاق الخارجي على مثل هذه المشاركات، الأمر الذي استدعى طلب وزارة الخارجية الأمريكية من رجال الأعمال الأمريكيين تقديم الدعم اللازم للمساهمة في إنشاء الجناح الذي قدرت كلفته بنحو 60 مليون دولار أمريكي.

وبررت الخارجية أهمية التواجد بضرورة عدم السماح لثاني أكبر اقتصاد في العالم وهو الصين في السيطرة على نصيب الاستثمارات الأجنبية في المنطقة، حيث تسعى الصين للمشاركة بقوة لدعم خطط الاستثمار بالمنطقة خاصة مع الاتفاقيات الاقتصادية التي عقدتها مؤخراً مع العديد من دول الشرق الأوسط.

وفرضت أهمية إكسبو 2020 دبي نفسها على على الولايات المتحدة الحضور بقوة والمشاركة كي لا تترك الساحة للصين، بعد تردد استمر عدة شهور بسبب وجود قانون يمنع تمويل الحكومة الاتحادية لمثل هذه الفعاليات.


وتتخوف الولايات المتحدة الأمريكية من فقدان جزء من هيبتها لصالح منافسها التقليدي، خاصة في قطاع شركات التكنولوجيا الذي يشهد حرب مواقع بين عمالقة المعلوماتية الممثلة في شركة هواوي الصينية والشركات الأمريكية كغوغل وأبل.


وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قد طلب استثناء من الكونغرس الأمريكي بتحمل كلفة المشاركة في إكسبو 2020 دبي حتى لا تستغل الصين الغياب الأمريكي وتُظهر تفوقها وقوتها في قطاع التكنولوجيا المعلوماتية أمام الدول الحاضرة في إكسبو 2020 دبي وزواره المتوقعين في حدود 25 مليون زائر من مختلف دول العالم.

الجناح الصيني

وأعلنت الصين في وقت سابق عن تفاصيل جناحها في إكسبو 2020 دبي الذي سيكون بعنوان التعاون والابتكار ضمن منطقة الاستدامة، على مساحة 4636 متراً مربعاً.

ويمزج الجناح الصيني بين الثقافة الغربية والصينية وكما يعبر الجناح عن المستقبل المشرق، لكن التركيز الأكبر للجناح الصيني سيكون على التراث والثقافة الصينية العريقة التي تمتد لآلاف السنين وتاريخها الطويل والابتكارات التي قدمتها الصين للبشرية في الفترات السابقة كابتكار البارود والبوصلة وصولاً إلى الحاضر وما تحققه الصين من ابتكارات واختراعات ساهمت في تغيير مستقبل البشرية.

الجناح الأمريكي

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد كشفت عن جناحها في نوفمبر من عام 2018 والذي صممه المهندس المعماري الأمريكي الشهير كورتيس دبليو فنترس الزميل في المعهد الأمريكي للمعماريين والعضو في المعهد الملكي للمعماريين.

وسيعرض الجناح الأمريكي طباعة ثلاثية الأبعاد لأطراف صناعية وأعضاء، ورحلة إلى المريخ، ومدينة مستقبلية مثالية بأقل حركة مرور.

.

وأكدت الخارجية الأمريكية أن المعارض تمثل فرصاً مهمة لإظهار الحرية والمثل، والمؤسسات والثقافة، والقيادة العالمية لأمريكا

.

وبلغ حجم التبادل التجاري بين الولايات المتحدة الأمريكية والإمارات 90 مليار درهم في عام 2018، حيث تعمل في الدولة نحو 1500 شركة أمريكية في مختلف القطاعات وتعد الإمارات أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

إكسبو مصدر تفاؤل العالم

قال عضو المجلس الاستشاري الوطني لمعهد الاستثمارات والأوراق المالية البريطاني في الإمارات وضاح الطه، من المهم جداً مشاركة الدولة التي تحتل المرتبة الأولى عالمياً والدولة الثانية في حدث عالمي يعقد لأول مرة في المنطقة.

وأضاف الطه، الخلاف الصيني الأمريكي يمتد لعشرات السنين وإكسبو يأتي في ظل متغيرات جيوسياسية تعرفها المنطقة، التي تشهد تزايد الدور الإماراتي المتوازن والذي يحتفظ بعلاقات قوية ومتوازنة مع كل القوى العالمية، مضيفاً سياسة الإمارات المتوازنة نجحت في استقطاب كل دول العالم للمشاركة في المعرض الذي سيكون الأكبر في تاريخ إكسبو.

وأوضح الطه، أن الإكسبو سيسهم في تنمية الجانب المتفائل للاقتصاد العالمي من خلال جميع دول العالم في مساحة واحدة لتبادل الخبرات.

وأكد الطه، أن وجود الولايات المتحدة والصين ومن خلالهما وجود كبريات الشركات العالمية في تكنولوجيا المعلومات أمر في صالح الدولة لتوطين قسم من التكنولوجيا الحديثة خصوصاً أن الإمارات تستهدف المستقبل وتهتم بالاقتصاد الرقمي والذكي بعيداً عن التجارة التقليدية العادية، مؤكداً على أن الحضور المختلف خاصة من الصين وأمريكا يتماشى مع سياسة الدولة الهادفة لتشجيع الابتكار والإبداع في كافة المجالات.

صراع الثقافات

وقال الخبير الاقتصادي والمدير العام لشركة ميدياهوب إنترناشونال الدكتور عبدالواحد عبدالرحيم، إن الولايات المتحدة لن تترك هامش الحركة للصين في حدث ضخم يجمع دول العالم كافة لعرض ما لديها من ابتكارات في جميع القطاعات وأولها القطاع التكنولوجي.

وأضاف عبدالرحيم، أي غياب للولايات المتحدة تستغله الصين لنشر ثقافتها وتعريف العالم بابتكاراتها خاصة في التقنية، خاصة أن الجميع على دراية بالحرب التي كانت بين البلدين بسبب الجيل الخامس وشركة هواوي وما نتج عنها، مضيفاً إكسبو دبي على غير بقية المعارض، فهو سيكون الأضخم من نوعه ويقام في منطقة هامة وحساسة لكلا البلدين.

وأوضح عبدالرحيم، أن دبي أثبتت نفسها على أنها مركز إقليمي لكل الشركات العالمية الراغبة في التوسع في المنطقة ولذلك نرى مسارعة الشركات الصينية والأمريكية لفتح مقرات لها في الإمارة للاستفادة من الخدمات والبنية التحتية.

إكسبو منصة ابتكار

قال الخبير الاقتصادي وائل الجوابرة، أن الولايات المتحدة لن تسمح بانفراد صيني في المنطقة، وأي غياب لها عن الحدث العالمي سيكون انتصار للصين فإكسبو ليس منصة للعرض فقط، بل منصة إبداع وابتكار وتعزيز العلاقات بين دول العالم التي ستكون في الحدث.

وأضاف الجوابرة، غياب الولايات المتحدة كان سيتيح الفرصة للشركات الصينية لتحقيق التفوق والتوسع في المنطقة والعالم، لافتاً إلى أن دبي تحديداً كانت المنصة لكبريات الشركات العالمية للانتشار في أفريقيا وآسيا والولايات المتحدة تدرك ذلك وأي غياب لها عن الحدث سيكون في صالح غريمها التقليدي الصين.

وبحسب المتحدث، فإن مشاركة عملاقي الاقتصاد العالمي سيعطي زخماً للمعرض خاصة أن كل طرف سيكون مصحوباً بكبريات الشركات التي لها حضور عالمي، ما يعزز من جاذبية المعرض الذي يستهدف الوصول إلى نحو 25 مليون زائر.