الخميس - 13 فبراير 2025
الخميس - 13 فبراير 2025

الصين تسابق أمريكا على صدارة مشهد الاستثمار الأجنبي المباشر في دبي

الصين تسابق أمريكا على صدارة مشهد الاستثمار الأجنبي المباشر في دبي

جبل علي (الرؤية)

أظهرت خارطة مصادر الاستثمارات الأجنبية المباشرة في دبي تغيرات جوهرية خلال السنوات الخمس الماضية، إذ باتت الإمارة تعكس أحد أوجه التنافس التجاري الأمريكي الصيني عالمياً، فقبل 5 سنوات لم تكن الاستثمارات الصينية ترقى إلى حجم نظيرتها من الولايات المتحدة الأمريكية، لتتغير الأرقام خلال السنتين الماضيتين وتصعد الصين إلى المرتبة الثانية.

وبحسب بيانات «مرصد دبي للاستثمار»، التابع لـ"مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار"، تضاعف إجمالي الاستثمارات الصينية المباشرة في دبي نحو 142 مرة خلال 5 سنوات، ليسجل 3.74 مليار دولار (13.7 مليار درهم) في عام 2019 مقارنة بنحو 26.17 مليون دولار (96 مليون درهم) خلال عام 2015، لتحل في المرتبة الثانية بعد أمريكا التي بلغت استثماراتها العام الماضي الذروة بـ 5.91 مليار دولار.

وأجمع الخبراء الاقتصاديون على أن الإمارات عامة ودبي خاصة تمكنت عبر موقعها الاستراتيجي والبنية التحتية والتشريعية المتطورة منن التحول إلى صلة وصل بين الشرق والغرب، متوقعين أن تنمو الاستثمارات الصينية خلال السنوات القليلة القادمة لتحتل المرتبة الأولى متجاوزة الولايات المتحدة الأمريكية.


وتظهر بيانات المرصد أن الولايات المتحدة استحوذت دائماً على المركز الأول في مصادر الاستثمارات الأجنبية المباشرة في دبي، إذ بلغ حجم الاستثمارات في عام 2015 نحو 813.66 مليون دولار (3 مليارات درهم) بواقع 83 مشروعاً و77% منها متوسط وعالي التقنية، لتنمو بنسبة 500% خلال 5 سنوات لتصل في عام 2019 إلى 5.91 مليار درهم.


وفي عام 2016 نمت الاستثمارات الأمريكية بنسبة 23% مقارنة بالعام السابق، لتسجل 1.02 مليار دولار (3.74 مليار درهم) بواقع 75 مشروعاً، محافظة على مركزها الأول بدون وجود للصين في المراكز الخمسة الأولى باستثمارات لم تتجاوز 188 مليون دولار، إذ كانت كل من كندا والمملكة المتحدة وفرنسا وإسبانيا تستحوذ على المشهد.

وتشير بيانات المرصد إلى أن الاستثمارات الأمريكية في دبي نمت في عام 2017 بنسبة 144% مسجلة 2.49 مليار دولار(9.13 مليار درهم) بـ84 مشروعاً، محافظة على المركز الأول، ولم تسجل الصين أي مركز ضمن قائمة المراكز الخمسة الأولى باستثمارات ضئيلة بلغت 124 مليون دولار، فيما تصدرت كل من النمسا وفرنسا والمملكة المتحدة والسعودية القائمة.

وخلال عام 2018 استمرت الاستثمارات الأمريكية في النمو بنسبة 53% مسجلة 3.81 مليار دولار (13.9 مليار درهم) بـ119 مشروعاً، متبوئة المركز الأول، فيما ظهرت لأول مرة الاستثمارات الصينية على الخارطة بشكل واضح محرزة المركز الرابع بـ682.63 مليون دولار (2.5 مليار درهم) بـ24 مشروعاً، إلى جانب كل من إسبانيا والهند وفرنسا.

وأظهرت بيانات المرصد أن عام 2019 يعتبر ذروة الاستثمارات الأمريكية والصينية في دبي، إذ تصدرت أمريكا بـ5.91 مليار دولار تليها الصين في المركز الثاني بـ3.74 مليار دولار.

وتتركز الاستثمارات الأمريكية في دبي غالباُ في قطاعات الخدمات الاقتصادية، والمعلومات والبناء، والنقل والتخزين، والخدمات المهنية والعلمية والتقنية والتعلمية، والصناعية، وتجارة الجملة والتجزئة والاستئجار والتأجير والمال والتأمين والزراعة والآلات وتصنيع المعادن.

من جهته، قال الخبير المالي والاقتصادي ـ مدير قسم المخاطر والاستثمار في شركة غلوبال للأسهم والسندات خلدون جرادات، إن دبي عبر موقعها الاستراتيجي الذي يربط بين القارات الخمس والاستثمار في البنية التحتية وتطور الخدمات اللوجستية ساهم في نمو الاستثمارات الأجنبية وخاصة من الصين، التي وقعت معها الإمارات العديد من الاتفاقيات الثنائية التي تشجع على مزيد من الاستثمار والتعاون.

وأضاف جرادات أن حكومة دبي اتخذت العديد من القرارات التي من شأنها أن تعزز الاستثمارات الصينية وتجذبها إلى الإمارة، مثل المناطق الحرة برسومها المنخفضة، وتسهيلات التراخيص ورسوم الاستيراد المنخفضة والإعفاء من الضرائب.

وذكر جرادات أن الصين تعتبر دولة صناعية على مستوى العالم وتسعى دائماً إلى اقتناص الفرص والبحث عن أسواق جديدة وجهات للتصدير وإعادة التصدير، وبالتالي برزت دبي كوجهة أمثل على طريق الحرير الذي بدأت تتضح وتستقر معالمه، متوقعاً أن تستمر الاستثمارات الصينية في الإمارة بالنمو خلال السنوات القادمة مدفوعة بالبيئة الاقتصادية الملائمة ومناخ الاستثمار المثالي الذي توفره الإمارة.

إلى ذلك، قال عضو مجلس إدارة غرفة صناعة وتجارة أبوظبي والخبير الاقتصادي نجيب الشامسي أن الإمارات ما زالت تحتل المركز الأول في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة على المستوى العربي، لافتاً إلى أن الدولة تمكنت من استغلال موقعها الاستراتيجي الرابط بين دول الشرق والغرب وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية والصين.

وذكر الشامسي أن زيارة الشيخ محمد بن زايد إلى الصين خلال الفترة الماضية وما تلاها من زيارة الرئيس الصيني إلى الدولة، يظهر حجم الاهتمام المتبادل بين البلدين لتطوير وتعزيز العلاقات والتي تمثلت في توقيع العديد من الاتفاقيات الثنائية الحيوية بين الإمارات والصين.

وتوقع الشامسي أن تستمر الاستثمارات الصينية في الصعود أمام الاستثمارات الأمريكية خلال السنوات القادمة لتحتل المركز الأول، مستفيدة بشكل مباشر من مناخ الاستثمار المحلي والبنية التحتية المتطورة مثل الطرق والمطارات والاتصالات والموانئ وتسهيلات الأعمال والاستقرار الذي تتمتع به الدولة.