الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

عجلة النشاط الاقتصادي في دبي تستأنف الدوران

عمت حالة من التفاؤل في الأوساط التجارية بعد قرار اللجنة العليا لإدارة الأزمات والكوارث في دبي استئناف نشاط الحركة الاقتصادية في الإمارة، مع تمديد فترتها لتصبح من السادسة صباحاً حتى الـ11 ليلاً.

وشمل القرار إعادة افتتاح دور السينما ومعاهد التعليم والتدريب والصالات الرياضية ونشاط التسلية والترفيه بالمراكز التجارية وكافة مرافق البيع بالتجزئة والجملة، وفتح المطارات لإعادة المقيمين في الدولة ولمسافري الترانزيت.

وأكد اقتصاديون وعاملون بقطاع التجزئة أن المرحلة المقبلة ستشهد العودة التدريجية للعملاء والمستهلكين، بعد حالة من الركود والإغلاق الجزئي للاقتصاد ضمن إجراءات الحد من تفشي فيروس كورونا.


وأشاروا إلى أن عودة الأنشطة الترفيهية ستدعم تنشيط الحركة التجارية باعتبار أن ثقافة التسوق في دبي ترتبط بصورة كبيرة بنشاط الترفيه الذي توفره المراكز التجارية في الإمارة، مؤكدين أن عودة النشاط الاقتصادي مع الضوابط المرتبطة به تدعم ثقافة التعايش مع فيروس كورونا لحين الوصول إلى اللقاح المناسب للقضاء عليه.


ويأتي ذلك فيما أعلنت دائرة التنمية الاقتصادية في دبي مراحل وشروط اسئناف العمل بمختلف الأنشطة التجارية والترفيهية وكذلك ضوابط استقبال العملاء من الأطفال وكبار السن، في الوقت الذي أشارت فيه إلى أن تشغيل المطارات ينتظر موافقة الجهات المعنية.

متاجر الذهب واثقة من الطلب

قال مدير متجر العلبي للذهب والمجوهرات محمد العلبي، إن المتجر سيبدأ اليوم فتح أبوابه من العاشرة صباحاً إلى التاسعة مساء، وأبدى تفاؤله بزيادة عدد العملاء خلال الفترة المقبلة مع تمديد فترة الحركة التجارية بصورة تسمح للمتسوقين بزيارة المراكز التجارية بصورة أكبر.

وذكر العلبي أن الطلب على الذهب لا يزال موجوداً باعتباره مخزناً للقيمة والادخار زيادة على استخدامه للزينة.

وقال مدير متجر الرميزان للذهب والمجوهرات أحمد عبدالله إن المتاجر في سوق الذهب كانت تفتح أبوابها خلال رمضان من الساعة العاشرة حتى السادسة والنصف مساء، ولكن منذ اليوم الأربعاء سيتم التمديد إلى العاشرة ليلاً.

وتوقع عبدالله أن تشهد المرحلة الأولى عودة بطيئة وضعيفة للعملاء، كون أغلب العملاء ما زالوا مترددين بالخروج من المنزل ولكن لاحقاً سيتحسن الطلب والمبيعات بشكل تدريجي مع انتشار ثقافة التعايش مع فيروس كورونا وعودة دورة الاقتصاد من جديد.

شكل جديد للتسوق في منافذ التجزئة

قالت سيدة الأعمال سامية زواوي المالكة لمجموعة متاجر التجزئة في مراكز تجارية مثل نخيل مولز ودبي فيستفال مول، إن قرار تمديد ساعات النشاط التجاري واستئناف الأنشطة الترفيهية أشاع حالة من التفاؤل لديها، متوقعة تفاعل المستهلكين مع تلك القرارات وينبئ باقتراب عودة الحياة لطبيعتها مع شكل جديد من التسوق والذي تعكسه الضوابط المرتبطة بتحديد نسبة الزوار للمراكز التجارية واعتماد ثقافة التباعد الاجتماعي للحماية من انتقال العدوى بفيروس كورونا.

وأضافت زواوي أن الأسابيع المقبلة ستشهد عملية تقييم للنشاط التجاري، وخاصة أن شروط وظروف العمل قبل كورونا تختلف عما بعده، مع رهان على وعي المستهلكين في الالتزام بكافة الاحترازات الصحية أثناء زيارة المتاجر أو المرافق الترفيهية في المولات، ما سيحدد ملامح المرحلة المقبلة. وذكرت زواوي أن أغلب المستهلكين حالياً يتجهون إلى الادخار أو البحث عن الاحتياجات الضرورية فقط في ظل الظروف الاقتصادية غير العادية التي واجهت الكثير من الموظفين في المرحلة الماضية، ما تسبب في انخفاض الدخل، وبالتالي قد تشهد المرحلة المقبلة تحفظاً من المستهلكين في الإنفاق ولكن الطلب سيتحسن وستعود دورة الاقتصاد للدوران من جديد بمرور الوقت.

وقالت زواوي إن قرار فتح الاقتصاد يهدف إلى التعايش مع الفيروس مع اتخاذ كافة الاحترازات الصحية المطلوبة.

إلى ذلك، قالت مسؤولة المبيعات في متجر كوست للألبسة أموجينا إسماعيل إن المتجر سيتسمر في اتخاذ كافة التدابير والاحترازات الطبية مثل ارتداء الكمامات والتعقيم اليومي المستمر وكذلك لبس القفازات، والتباعد الاجتماعي بين العملاء.

اقتصاديون: عودة النشاط بداية الخروج من الأزمة

قال اقتصاديون إن استئناف النشاط الاقتصادي يحمي الشركات من الإفلاس والتعثر.

وأكد أستاذ الإدارة المالية في كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية الدكتور عبدالله العوضي أن استئناف الحركة الاقتصادية في إمارة دبي سيكون بداية العودة التدريجية نحو الانتعاش الاقتصادي للخروج من الأزمة.

واعتبر أن العودة الاقتصادية في دبي تعد مؤشراً عالمياً واستراتيجياً، بصفته من أفضل الاقتصادات العالمية، وكونها مدينة قائمة على التنوع الاقتصادي، إذ إن 90% من مشاريعها ضمن الصغيرة والمتوسطة، التي تعتبر عصب الاقتصاد المتنوع الذي يشكل حركة تجارية أساسية وقوية.

بدوره، قال المستشار الاقتصادي، والعضو السابق بمجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، نجيب الشامسي، إن استئناف الحركة الاقتصادية في دبي، ستشهد عودة تدريجية للأعمال التجارية، في ظل الحرص المجتمعي الصحي الذي يتمسك به عامة الناس، وتعزيز مقدار الوعي لديهم في ضرورة الانسجام مع قرارات الالتزام والوقاية الصحية.

وأكد أن استئناف الحركة الاقتصادية في دبي جاء ضمن انفتاح العديد من دول العالم التي نجحت في اتخاذ إجراءات وقائية صارمة في مواجهة انتشار فيروس كورونا، الأمر الذي منحها القدرة على المرونة الاقتصادية، لافتاً إلى أن عودة النشاط التجاري في دبي ستعزز المؤشرات العالمية الإيجابية لعودة الحركة الاقتصادية العالمية، بصفتها مركزاً مالياً عالمياً له تأثير كبير على رؤية الأعمال الدولية.

وقال المدير الاقليمي لـ«لانس» بنك في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نايل الجوابرة، إن استئناف الحركة الاقتصادية في إمارة دبي، هو انتشال للأعمال التجارية من حفرة الإفلاس، نتيجة الإغلاق الاقتصادي الذي تسبب به فيروس كورونا، مشيراً إلى أن عودة دوران العجلة الاقتصادية جاء نتيجة ما حققته دبي من نتائج إيجابية في مواجهة انتشار الفيروس، والتي وضعت الإمارة في قائمة الحكومات المرنة في التعامل من الأزمة الصحية العالمية.

وبيّن أن استئناف الحركة الاقتصادية سيشهد عودة تجارية تدريجية للأسواق، تتطلب من أصحاب المشاريع اتخاذ هيكلة عملية حديثة في أعمالهم، تتناسب مع تدرج الحركة، والتي سترتبط حتماً مع مقدار تخوف الناس وحالتهم النفسية من الوباء العالمي، مؤكداً أن شكل الاقتصاد الآن يختلف عن الفترة التي قبل كورونا. وأضاف أن دبي تعتبر من المراكز التجارية العالمية، وتعتمد على التنوع الاقتصادي في حجم الناتج المحلي، لذلك فإن عودة الحركة الاقتصادية إليها تمنح الاقتصاد العالمي مقداراً كبيراً من الثقة ورؤية واضحة لآلية العودة الاقتصادية، وخاصة للحكومات التي استطاعت التغلب على مبادئ انتشار فيروس كورونا، وتمكنت مع التغلب على تداعياته الصحية لتنتقل فوراً إلى الخروج من أزمة تداعياته الاقتصادية.

عودة أندية اللياقة البدنية

قالت مديرة نادي «سوبر جيم» للياقة البدنية عاليا بوالخراص إن النادي يعيد فتح أبوابه وفق تدابير «ذكية» اتخذتها إدارة النادي تتناسب مع المرحلة، أبرزها إطلاق تطبيق خاص بالحجوزات للقدوم إلى النادي.

وأضافت عاليا أنه بحسب دراسة أجرتها الإدارة، فإن من المتوقع أن يعود 60% من الأعضاء إلى ممارسة الأنشطة الرياضية في النادي، علماً بأن الفترة الصباحية سيسمح فيها بحد أقصى ساعتين، وستتقلص المدة إلى ساعة ونصف فقط خلال الفترة المسائية.

وأشارت إلى أن الأعضاء ملزمون بارتداء الكمامات أثناء التمرين، وسيعمل مدربون متخصصون على تدريبهم على كيفية ممارسة الرياضة مع الكمامة، ويجب على الجميع التكيف مع الاشتراطات الحالية لتمضي الأمور قدماً.

وأكدت عاليا أن الإدارة تدرس حالياً قرار رفع رسوم الانتساب إلى النادي في ظل ارتفاع التكاليف التشغيلية.

من جانبها، قالت مديرة نادي «ترايب فيت» سارة جين، إنها تتوقع عودة 50 إلى 55% من الأعضاء إلى الجيم من جديد بعد استئناف العمل، وذكرت أن النادي سيفتح أبوابه من الساعة السابعة صباحاً حتى العاشرة ليلاً، وفق طاقة استيعابية لا تتجاوز 50%، وتطبيق شروط التباعد الاجتماعي على المتواجدين في الوقت نفسه، علماً بأن عملية الحجز ستتتم عبر التطبيق الإلكتروني فقط.

استئناف مشروط

أعلنت دائرة التنمية الاقتصادية في دبي عن شروط إعادة افتتاح الأنشطة الاقتصادية في الإمارة والتي تسري اعتباراً من اليوم، وقالت الدائرة في بيان حصلت «الرؤية» على نسخة منه، إن الافتتاح سيتم على مرحلتين، وبنسبة 50% لمعظم الأعمال، ومنها معاهد التعليم والتدريب ومراكز تعليم الأطفال ومراكز العلاج، وكذلك الأكاديميات والصالات الداخلية والأندية الرياضية واللياقة البدنية، ودور السينما والأنشطة الترفيهية، على أن تمنع التجمعات فيها، بالإضافة إلى المزادات، وأضاف البيان أن النسبة ترتفع إلى 70% لقطاع تجارة التجزئة والبيع بالجملة.

وقالت الدائرة إن الافتتاح بالنسبة للمطارات بانتظار موافقة السلطات المعنية.

وأضافت الدائرة أن على إدارات مراكز التسوق في حال السماح لكبار السن (60 سنة)، فما فوق والأطفال (12 عاماً وما دون) بالدخول إلى المراكز الصحية والعيادات داخل المركز التجاري بشرط تقديم دليل على الموعد ومرافقتهم لشخص بالغ. ويجب إبلاغ الأمن بهذا الشأن بشكل واضح، وعلى الموظفين داخل مركز التسوق ضمان بذل الجهود للتعامل مع مثل هذه الحالات.

وأضاف البيان أنه تجب مواءمة العمليات وساعات العمل مع توجيهات الحكومة الاتحادية بشأن ساعات برنامج التعقيم الوطني والتأكد من خضوع جميع الموظفين والزوار والضيوف والعملاء والركاب لفحص درجة الحرارة الإلزامي قبل دخول أي منشأة أو الانخراط في أي نشاط، ويجب وضع أجهزة تعقيم اليد في جميع الأماكن المشتركة على أن تكون سعة الاستيعاب بنسبة 50% لبعض الأنشطة، ومسافة التباعد الاجتماعي مترين.

ويجب الالتزام بالمنزل (الحجر المؤسسي) للمقيمين العائدين إلى الدولة والالتزام بالنظافة والحماية الشخصية والالتزام باستخدام المعقمات والأدوات الشخصية ذات الاستخدام الواحد.