السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

اقتصاديون: الكيانات الكبرى تدعم مواجهة دبي للتحديات الاقتصادية

اقتصاديون: الكيانات الكبرى تدعم مواجهة دبي للتحديات الاقتصادية
أكد خبراء اقتصاديون أن بناء كيانات اقتصادية كبيرة في مختلف القطاعات أكثر جدوى وفاعلية في خدمة الاقتصاد الوطني وفي خدمة الشركات نفسها، إذ تمنحها القدرة والمرونة في التعامل مع مختلف السيناريوهات الاقتصادية.

وأشاروا إلى أن التجارب التي شهدتها دبي أثبتت ان القطاع الحكومي كان أكثر نضجاً من القطاع الخاص وهو أمر نادر على المستوى العالمي.

ودعوا الشركات الخاصة في مختلف القطاعات إلى البحث عن فرص الاندماج المتاحة والتي تحقق المصلحة العامة والخاصة بنفس الوقت، لافتين إلى أن عمليات الاندماج في السوق المحلي ستفتح أعين باقي الشركات وفي كافة القطاعات على خيار الاندماج.



وتفصيلاً أفاد عضو المجلس الاستشاري في معهد تشارترد للأوراق المالية والاستثمار والمحلل المالي وضاح الطه، أن مسألة ضم ميراس إلى دبي القابضة لم يكن ردة فعل على تداعيات جائحة كورونا، بل هو نتاج توجه على مدار السنوات الماضية، ويمكن القول أن تداعيات الوباء التاجي سرعت في العملية.

وقال " كل حالة اندماج جديدة تؤكد أهمية بناء كيانات كبرى أكثر تنوع من ناحية الأنشطة وأكثر قدرة على التعامل مع مختلف السيناريوهات التي يمكن أن تطرأ، لا سيما في قطاعات لم تعد فيها الشركات الصغيرة قادرة على المنافسة بالصورة الإيجابية والفاعلة والداعمة للاقتصاد".

وبين أن الشركات الصغيرة في بعض المجالات والقطاعات كانت ضرورة حتمية في بعض المراحل، لكنها الآن بحاجة إلى موائمة أوضاعها لتتمكن من البقاء والمنافسة بصورة فاعلة.

وعن أبرز القطاعات التي يراها بحاجة إلى بحث خيارات الاندماج أو الاستحواذ، أشار إلى ثلاثة قطاعات، هي العقارات والبنوك والتأمين.

وتابع "إن تجارب الاندماج سواء في القطاع المصرفي أو العقاري أو غيره كانت في معظمها تابعة للحكومة أو تمتلك الحكومة فيها حصص أغلبية، ما يثب أن القطاع الحكومي في الإمارات أكثر نضجاً من القطاع الخاص، وهو أمر نادر على المستوى العالمي".



وقال رجل الأعمال الإماراتي عيسى الغرير، إن الاندماج يعزز موقف الشركات الإماراتية في السوقين المحلي والإقليمي وحتى السوق العالمي من خلال خفض المصاريف وتحسين الربحية.

وأضاف الغرير، ان الاندماج في السوق العقاري ممكن بين الشركات غير المدرجة في الأسواق المالية بالنظر إلى طبيعة هذه الشركات التي تتداخل فيها عدة أطراف مساهمة زيادة على ان كل شركة لديها حصة في السوق ترفض التنازل عنها للأخرى.

وأوضح الغرير، أن الاندماج يتوقف على من يقرر حصص الملكية أي من يملك القرار ومن يملك أكبر الحصص، مشيراً إلى أن الاندماج في شركات العقارات ممكن في الشركات المساهمة العامة.

وأشار الغرير، إلى أن الاندماج حالياً يخدم بشكل كبير قطاع مواد البناء كمصانع الإسمنت التي تأثرت كثيراً بوضع السوق العقاري، لذلك فالفرص كبيرة للاندماج تحت كيان واحد كبير، متابعاً هذا القطاع بحاجة إلى دفعة قوية لحماية الاقتصاد الوطني.



وأضاف الرئيس التنفيذي لشركة الصكوك الوطنية محمد قاسم العلي، أن بحث فرص الاندماج في بعض المراحل يعتبر ضرورة ليس لدعم مراكز الشركات المالية فحسب بل لدعم الاقتصاد الوطني بشكل عام.

وأشار إلى ان التجارب التي شهدها السوق المحلي خلال السنوات الماضية، وجدت كيانات عملاقة في بعض القطاعات أكثر جدوى وفاعلية سواء من ناحية قدرتها على التوسع عالميا او خدمة العملاء أو من ناحية قدرتها على ضبط الإنفاق وتحقيق مداخيل أكبر، لافتاً إلى أن بعض الكيانات الكبرى أضحت ذات ترتيب عالمي.

وقال "إن عملية ضم ميراس تحت مظلة دبي القابضة، ذات أهمية بالغة، الأمر الذي يرتبط بطبيعة القطاع الذي تعملان به، ففي السابق كانت عمليات الاندماج الكبرى محصورة بقطاعات معينة لا سيما القطاع المالي.

القطاع العقاري الأكثر تأهلاً لعمليات الاندماج

وفي إطار ضم شركة ميراس لمظلة "دبي القابضة " يرى مطورن وخبراء أن القطاع العقاري والضيافة، أبرز القطاعات القادرة على خلق كيانات كبرى قادرة على البقاء في ظل التحديات التي يواجهها السوق .

وأوضح متحدثون لـ"الرؤية" أن الكيانات الكثيرة بالسوق العقاري كمثال أدت إلى التنافس بينها واغراق السوق بالآلاف الوحدات العقارية اخلت بقاعدة العرض والطلب، مشيرين إلى أن وجود انضمام تلك الكيانات في كيان أكبر سيضبط وضع السوق.

وقال نائب الرئيس وعضو مجلس إدارة شركة إيه إس جي سي العقارية عبد العزيز الشعفار، ان سوق العقارات المحلي يفرض وجود اندماجات بين الشركات لإنشاء كيانات كبيرة تتمكن من ضبط السوق وإعادة التوازن بين العرض والطلب.

وأضاف الشعفار، الاندماج يعزز الملاءة المالية للشركة من خلال جمع العمليات وتقليل المصاريف التشغيلية ويعزز موقع الشركات في السوق والمرحلة الحالية هي مرحلة الاندماجات ونتوقع المزيد خلال الفترة المقبلة.

وأكد الشعفار على أن ضم ميراس تحت مظلة مجموعة دبي القابضة يشكل كيان اقتصادي أضخم بمحفظة استثمارية متنوعة تعمل في عدة قطاعات أبرزها القطاع العقاري والترفيهي وكذلك الضيافة، ليصب في مصلحة السوق حيث تمتلك كلا الشركتان حضوراً قوياً.

وأوشح الشعفار على أن إي اندماج بين الشركات الوطنية الكبيرة يخدم الاقتصاد الوطني من خلال خلق كيانات كبيرة قادرة على المنافسة في السوقين المحلي والعالمي.

وذكر الشعفار، أن المرحلة الحالية تستدعي وجود كيانات قوية وكبيرة زيادة على ذلك الاندماج يوحد العمليات والمشاريع وبالتالي يضبط السوق أكثر من ناحية المعروض والمشاريع التي تطلق كل سنة.

ورشح الشعفار عدد من الاندماجات المستقبلية في القطاع العقاري بين كل من شركتي نخيل وميدان وبين كل من طيران الإمارات والاتحاد للطيران فضلاً عن الدمج بين السوقين الماليين في كل من أبوظبي ودبي.

من جهته قال الخبير العقاري طه الزعبي، إن كل أزمة تنشأ اندماجات بين كيانات اقتصادية كبيرة بهدف تحفيف من وطأة الأزمة وتشكل شركة كبيرة وعملاقة قادرة على مواجهة الظروف الجديدة، وهو ما نراه حالياً فأزمة كوفيد 19 لها أثار سلبية على الجميع ومن الضروري خلق كيانات اكثر قدرة على الاستقرار والاستمرار.