الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

قمة الصناعة والتصنيع: «كوفيد-19» يسرع عملية التحول الرقمي في الشركات الصناعية

قمة الصناعة والتصنيع: «كوفيد-19» يسرع عملية التحول الرقمي في الشركات الصناعية

أكد اثنان من كبار الخبراء في قطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي أن الشركات التي شرعت في تبني وتوظيف التقنيات الرقمية في أعمالها منذ سنوات تجني اليوم ثمار استثماراتها ونجحت في التغلب على الاضطراب الذي أحدثه وباء كورونا المستجد في مختلف القطاعات حول العالم.

وأوضح الخبيران، خلال الجلسة الافتراضية الثانية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع 2020، أنه بالرغم من أن فيروس كورونا وضع الكثير من الشركات أمام تحديات صعبة للغاية، إلا أنه في الوقت ذاته ساعدها على إدراك أهمية الاستثمار في التقنيات المتقدمة والذكاء الاصطناعي على وجه الخصوص لترسيخ مستقبل أعمالها، وشددا على ضرورة تعزيز التعاون بين الحكومات والشركات الكبيرة على المستوى العالمي بهدف الحد من اتساع الفجوة الرقمية بين الدول المتقدمة والدول الأقل نمواً، والتي تقف عائقاً بينها وبين الانضمام إلى مسيرة التطور العالمي.

من جانبه، أوضح الدكتور جون أوشيا، الخبير في وحدة الأعمال الذكية والتحول الاستباقي لدى ديل تكنولوجيز، أن شركة ديل تمكنت من التغلب على الآثار السلبية للوباء بفضل تبنيها ثقافة العمل من المنزل منذ حوالي 10 سنوات، وهو ما عزز من قدرة سلاسل التوريد الخاصة بها على الصمود والوفاء بالتزاماتها للعملاء.

وقال أوشيا: «نستخدم الكثير من تقنياتنا للتكيف مع الأوضاع والمعايير الجديدة وهو ما ساهم في دعم عملائنا وتوسيع نطاق أعمالهم بفضل تبنيها لأفضل الممارسات في مجال العمل عن بعد».

وأضاف: «بحكم طبيعة عملنا كشركة مصنعة لأجهزة الكمبيوتر المحمولة وبعض الأجهزة الأخرى التي نوفرها لعملائنا فقد تمكنا من المساهمة بشكل أو بآخر في دعم المجتمعات للقيام بأعمالها على أكمل وجه خاصة وأننا ندعم العديد من الشركات الخاصة والمؤسسات العامة ونوفر لها البنية التحتية الأساسية للحفاظ على أعمالها اليومية».

وسلط الدكتور أوشيا الضوء على الدور الكبير لوسائل الاتصال المتقدمة في تمكين الشركات من الحفاظ على سير عملياتها خلال فترة الوباء، مشيراً إلى أن شبكات الجيل الخامس ستعزز من هذه القدرة وستشكل عاملاً حاسماً في دعم برامج الشركات الخاصة للتحول الرقمي وتوظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في أعمالها.

وشدد على ضرورة استثمار الدول الأقل نمواً في تطوير البنية التحتية الحيوية في عالم ما بعد الوباء، وحذر من مخاطر اتساع الفجوة الرقمية بين الدول، وضرورة قيام الحكومات والمنظمات بالتنسيق مع رجال الأعمال والمبتكرين في الدول الأقل نمواً لتطوير إمكاناتهم ومجتمعاتهم.

وقال أوشيا: «من الضروري امتلاك بنية تحتية ملائمة للشبكات خاصة شبكة الجيل الخامس التي تعتبر ضرورية جداً لتحقيق التقدم، لكن للأسف، فإن حوالي 46% من سكان العالم غير متصلين بشبكة الإنترنت، ولا شك أن الوباء شكل فرصة لنا لإعادة تقييم طريقة ممارسة أعمالنا وأظهر لنا أهمية التضامن مع غيرنا، وأعتقد أننا بحاجة إلى مزيد من التعاون بين حكومات الدول لتقليص الفجوة الرقمية».

من جهته، أكد بيير باولو تاما، النائب الأول لرئيس شركة بيريللي، أن الوباء أظهر أهمية التقنيات الرقمية التي اعتمدتها الشركة في السنوات الأخيرة.

وقال تاما - الذي يشغل أيضاً منصب رئيس العمليات الرقمية في الشركة الإيطالية لصناعة الإطارات: «وفر وباء كورونا لنا فرصة لمراجعة أولوياتنا وبذل جهودنا لخفض التكاليف وتعزيز الأداء وهو الهدف الذي تسعى جميع الشركات لتحقيقه اليوم».

وشدد على أهمية الحفاظ على أمن البيانات، خاصة وأن حجمها الكلي حول العالم يقدر بحوالي 175 تريليون جيجابايت، إضافة إلى وجود ما يزيد عن 20 مليار تطبيق خاص بالهواتف الذكية.

ونوه إلى خطة التحول الرقمي التي تبنتها شركة بيريللي لافتاً إلى أنها ساهمت في تزويد الشركة بالبيانات والرؤى الضرورية لتطوير قدرة مصانعها وتعديل سلاسل التوريد الخاصة بها بما يتلاءم مع توجهات الطلب في المستقبل، قائلاً: «نوظف الذكاء الاصطناعي لتحسين عمليات الإنتاج والتخطيط وتوقع توجهات الأسواق، الأمر الذي يساهم في تعزيز مبيعاتنا».

ولفت تاما إلى أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي نجحت وبشكل كبير في تحقيق نتائج إيجابية، وحث الشركات الصغيرة والمتوسطة على ضرورة الاستثمار في هذه التكنولوجيا، قائلاً: «بفضل الحلول التي توفرها تقنية إنترنت الأشياء يمكننا اليوم ربط جميع الأجهزة والآلات بالإنترنت وبالتالي يمكننا استخلاص البيانات منها وتحليلها بشكل فوري باستخدام تقنية التعلم الآلي.. ويساهم ذلك في رفع جودة وفعالية الإنتاج.. لذا أرى أنه يتوجب على الشركات الاستثمار بشكل أكبر في هذا المجال».

وعقدت الجلسة الافتراضية، التي أدارتها الصحفية لورا باكويل، تحت عنوان «العودة إلى المستقبل: الاسترجاع الرقمي»، وتعتبر الثانية ضمن سلسلة الحوارات الافتراضية التي تقام بشكل أسبوعي تمهيداً لانطلاق المؤتمر الافتراضي للقمة العالمية للصناعة والتصنيع يومي 4 و5 سبتمبر 2020.