الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

تسارع وتيرة التحول الرقمي يهدد شركات وساطة التأمين الصغيرة

تسارع وتيرة التحول الرقمي يهدد شركات وساطة التأمين الصغيرة

(أرشيفية)

تضغط تداعيات جائحة كورونا على محافظ وأعمال شركات وساطة التأمين الأمر الذي قد يؤثر على مسيرة الشركات الصغيرة بالإضافة إلى بعض وسطاء الشنطة، نتيجة لعدة عوامل، أولها تراجع الأقساط وامتناع الكثير من العملاء عن تجديد بعض الوثائق، إضافة إلى اتجاه شركات التأمين إلى الرقمنة ما يقلص الحاجة إلى الوسطاء لا سيما في التأمينات الفردية وخاصة الإلزامية منها.

وأكد مسؤولون في شركات وساطة تأمين لـ«الرؤية»، أن اعتماد تقنيات البيع عبر الإنترنت والرقمنة التي تتبناها شركات التأمين قلصت من حصص الوسطاء في بعض التأمينات، لا سيما الفردية كالسيارات والصحي، مشيرين إلى أن أزمة كورونا من شأنها تسريع وتيرة التحول التكنولوجي، ما سيزيد الضغط على حصة وسطاء التأمين في الفترة المقبلة.

وأشار البعض إلى أنهم لمسوا تراجع مستوى الأعمال في العديد من القطاعات، وصل لدى البعض إلى أكثر من 20 أو 30%، لكنهم أكدوا أن الشركات المهنية ستكون أفضل حالاً من غيرها كونها تعتمد على منح العميل قيمة مضافة، ولا تكتفي بكونها نافذة لجمع الأقساط بناء على السعر فقط.

وأفاد الرئيس التنفيذي لشركة «يو أي بي» لوساطة التأمين في مركز دبي المالي العالمي جورج قبان، أن أزمة كورونا أثرت على جميع القطاعات وبالتالي، على قطاع التأمين والوسطاء، لافتاً إلى أن أعمال شركات الوساطة المهنية قد تتأثر لكن صلب عملها القائم على منح قيمة مضافة للعميل وشركات التأمين سيحميها.

وأشار إلى أن شركات الوساطة غير المهنية ووسطاء الشنطة يمكن أن يتأثروا إلى حد أن يختفي البعض نتيجة تراجع أعماله، موضحاً أن البعض يعتمد على بيع التأمينات الفردية كالسيارات بشكل أساسي ولا يقدم قيمة مضافة للسوق، بل يعتمد التسويق على أساس السعر فقط.

وتابع «من يقوم بالاعتماد على هذه التأمينات سيكون أكثر تأثراً بالتداعيات، لا سيما مع تسارع توجه شركات التأمين إلى اعتماد الحلول التكنولوجية التي تمكنها من بيع الكثير من المنتجات الفردية عبر الإنترنت، وبالتالي يخفض أو يلغي الحاجة لوجود الوسيط في هذه المنتجات».

ولفت إلى أن التوجه الرقمي بدأ قبل سنوات لكن فايروس كورونا وتداعياته أسهم في تنامي هذا التوجه.

وأوضح أن عمل الوسيط الفعلي والذي ينطوي على قيمة يظهر في المنتجات الأكثر تعقيداً والتي تحتاج إلى إيضاحات وشروحات وبحث عن حلول تناسب كل عميل، وليس في التأمينات البسيطة شبه الموحدة التي يكون تسويقها في الغالب على أساس السعر.

ومن جهته، أفاد مدير المبيعات في شركة فيدليتي لخدمات التأمين، عدنان الياس، أن شركات الوساطة تأثرت كغيرها جراء تبعات جائحة كورونا، حيث امتنع الكثير من العملاء عن تجديد الوثائق في العديد من المجالات والقطاعات.

وأوضح أن بعض شركات وساطة التأمين الصغيرة أو التي لا تتمتع بملاءة مالية جيدة قد تكون مهددة في الوقت الراهن أو الفترة المقبلة.

وأشار إلى أن تزايد اعتماد شركات التأمين على التكنولوجيا وأساليب البيع الرقمي من شأنه تقليص حصة الوسطاء من الأقساط، لا سيما بالنسبة للتأمينات الفردية التي تكون المفاضلة فيها سعرية في الغالب.

ومن جهته، أفاد الرئيس التنفيذي لشركة الخليج المتحد لوساطة التأمين سعيد المهيري، أن أعمال التأمين تأثرت وتراجعت أعمال شركات الوساطة في الوقت الراهن بما يزيد على 20 أو 30%، لافتاً إلى أن هذا التراجع مع تغير آليات العمل من شأنه الضغط على بعض الوسطاء ودفعهم إلى الخروج من السوق.

وأفاد أن الوسطاء من الشركات الكبيرة وذات الملاءة والمهنية ستتأثر إلا أنها قادرة على الصمود في ظل المتغيرات الراهنة.

وعن مصير ما يسمى بـ«وسطاء الشنطة» أشار المهيري إلى أن أعمالهم ستتأثر لا سيما أنهم يعتمدون في الأساس على التأمينات الفردية وخاصة السيارات والآن تأمينات السيارات تراجعت في ظل انخفاض مبيعات السيارات الجديدة، هذا إضافة إلى أن شركات التأمين باتت أكثر اعتماداً على التكنولوجيا في تسويق هذه الوثائق وبالتالي تراجعت حصة الوسطاء التقليديين منها.