الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

500 شركة من 57 دولة تتقدم لمسرّع الشارقة لتقنيات الصناعة المتقدمة

500 شركة من 57 دولة تتقدم لمسرّع الشارقة لتقنيات الصناعة المتقدمة
أعلن مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، عن مشاركة أكثر من 500 شركة عالمية من 57 دولة بمسرّع الشارقة الافتراضي العالمي للصناعة المتقدمة «مسرع Industry 4.0)، الذي أطلقه المجمع خلال مارس الماضي، بهدف جذب الشركات الناشئة التي توفر حلولاً تقنية مبتكرة توافق الثورة الصناعية الرابعة، ليجتذب المسرع هذا العدد من الشركات التي تنوعت اختصاصاتها وفي قطاعات مختلفة، منها الصناعات المتقدمة، وتكنولوجيا التصنيع، والمدن الذكية، والتصميم المستدام، وتكنولوجيا الإنشاءات، والمواد الذكية، والطائرات بدون طيار، والروبوتات، والذكاء الاصطناعي، وغير ذلك من التقنيات الصناعية.

ويرمي البرنامج إلى دعم الشركات الناشئة العالمية خلال مراحل نموّها بحيث تتوسّع في نشر تقنياتها على مختلف الأصعدة الإقليمية، فضلاً عن تأهّلها لحصد مجموعة من الجوائز بقيمة 450 ألف دولار.

وسوف يتم في المرحلة التالية من هذا البرنامج العالمي تشكيل لجنة تحكيمية، يمثلها نخبة من ممثلي عدد من الشركات والهيئات الحكومية والخاصة، التي ستقيم الشركات الناشئة المرشحة مع نهاية يوليو الجاري للانضمام إلى برنامج المسرع، ليبدأ حينها ويستمر حتى الرابع من نوفمبر القادم «تدريب الفريق، والإرشاد من قبل أفضل الشركات، ودعم كيفية توسيع الشركة وتنميتها»، وسيتم اختيار الفائز يوم 5 نوفمبر ليتم منحه الجائزة الرئيسية، ويقوم المجمع بتقديم كافة أوجه الدعم للشركات الناشئة لتوسيع نطاقها حتى بعد التسريع ودعمها في مقره الجديد لمدة عام واحد.


ويأتي إطلاق هذه المبادرة المتمثلة في هذا المسرع العالمي ترجمة لجهود المجمع الرامية نحو التعزيز من وضع الشارقة على المؤشرات والتصنيفات العالمية، حيث صنفت الشارقة في مقدمة أفضل 5 بيئات للشركات الناشئة بحسب التقرير العالمي لبيئة الشركات الناشئة.


وفي هذا الصدد، قال الرئيس التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، حسين المحمودي: «تحتل الشارقة مكانة مميزة في عالم الأعمال الناشئة، إذ تعتبر مركزاً عالمياً رائداً في مجال الابتكار والبحوث وريادة الأعمال، وذلك بناء على توجهاتها نحو اقتصاد المعرفة من خلال دعم وتشجيع وتطوير منظومة الابتكار، ودعم الأبحاث العلمية التطبيقية والتكنولوجية للقيام بالأنشطة الاستثمارية ويسهم هذا المسرع في ترسيخ مكانة دولة الإمارات بشكل عام والشارقة بشكل خاص كمركز لريادة الأعمال والمشاريع المبتكرة الناشئة على مستوى المنطقة وتدعم تنافسيتها عالمياً».

وتعكس رؤية الإمارات الاستباقية التي تركز على مخرجات الثورة الصناعية الرابعة في تعزيز جاهزيتها للمستقبل وتطوير حلول مبتكرة للتحديات تواكب متطلبات المرحلة المقبلة، وهذا ما يحفز كافة حاضنات الأعمال على العمل نحو إيجاد مبادرات ومسرعات لترجمة وتحقيق هذه الرؤية.

وينصب تركيز مسرّع الشارقة للصناعة المتقدمة على دعم مختلف المشاريع والشركات الموهوبة بغرض دفع عجلة نموّها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومساعدتها على اقتناص الفرص التجارية الجديدة، وتطوير أعمالها، وتكوين العلاقات مع شرائح المستثمرين المختلفة.

واليوم، أصبحت علامات النمو والازدهار ظاهرة على بيئة مجمّع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار بفضل قصص النجاح التي تجتمع تحت سقف واحد في محاولة لمواكبة الثورة الصناعية الرابعة؛ حيث ساعد المجمّع على إطلاق شركة «ميت (MEET)» العاملة في مجال الطباعة الثلاثية، بالإضافة إلى مركز "آي تي دي" لتجارب الواقع الافتراضي، إضافة إلى ذلك، يعتزم المجمّع استضافة مختبر الشارقة المفتوح للابتكار، وهو عبارة عن مساحة لاستكشاف النماذج الأولية السريعة التي تهدف إلى بناء القدرات المجتمعية وتطويرها.

كما أن هنالك العديد من الشركات العالمية بدأت بالتوافد على المجمع واتخاذه مقراً لعملياتها الاختبارية والبحثية، إذ يحتضن المجمع واحداً من أكبر المختبرات ومراكز البحث العلمية التطبيقية للمواصلات الذكية على المستوى العالمي، إذ تعمل إحدى كبرى الشركات العالمية المتخصصة في قطاع النقل الذكي وتتخذ من المجمع مقراً لأعمالها على تطوير منظومة من الحلول الابتكارية تعبر عن المفهوم الحديث للتنقل الحضري داخل المدن، حيث تجري عمليات البحث والتطوير والاختبار على تلك التقنيات الحديثة في الشارقة ليتم تسويقها لاحقاً في كبرى العواصم العالمية.

كما يعمل المجمع وبشراكات استراتيجية مع مؤسسات بحث عالمية، منها شركة مارلين، على تطوير طرق مبتكرة للإنتاج الزراعي وتحلية المياه من خلال الطاقة الشمسية، وذلك من خلال تطوير منظومة متكاملة من حلول الاستدامة في الموارد الطبيعية، بالإضافة لذلك تم تدشين مركز للأبحاث والتطوير لمؤسسة الأبحاث الألمانية «فراونهوفر»، ويعمل هذا المقر على فتح المجال أمام الباحثين من الجامعات في مجالات تكنولوجيا المياه وتحلية المياه، والطاقة المتجددة، بالإضافة لفتح الفرص للشركات العاملة في الدولة للاستفادة من الخبرات التقنية والمهارات التي يتمتع بها هذا المركز عالمياً بإنشاء مراكز اختبار التقنيات ومواءمتها لحل المشاكل وتقديم الحلول البيئية في دولة الإمارات والمنطقة.

واستقطب المجمع خلال عام 2019 شركات عالمية متخصصة في إنشاء الأبنية بتقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد، إذ تم بناء أول منزل بهندسة معمارية تراثية على أرض المجمع باستخدام هذه التقنية والتي تعد من أحدث تقنيات الثورة الصناعية الرابعة المتعلقة بالبناء

حول برنامج المسرعات

تصف الثورة الصناعية الرابعة الاتجاه المتزايد نحو الأتمتة وتبادل البيانات في التكنولوجيا والعمليات داخل الصناعة التحويلية، ليركز البرنامج على جذب أعمال مبتكرة في المراحل المبكرة من خلال التركيز على المجالات التالية: «إدارة المنشآت الذكية، والمواد الذكية، والمباني الخضراء، والنمذجة / التصنيع المسبق، ونمذجة معلومات البناء، والتصنيع المضاف، والبنى التحتية المتصلة والنظم البيئية المتصلة».

ومع بداية مارس 2020، تم إطلاق دعوة عالمية للشركات الناشئة التي تعمل على تطوير منتجات أو خدمات تستفيد من التقنيات الرئيسية في الثورة الصناعية الرابعة: «البيانات الضخمة، والطباعة ثلاثية الأبعاد، وإنترنت الأشياء، والروبوتات، والرقمية، والواقع المعزز، والنظم السحابة، وبلوك شين، وغيرها».

وسيشارك المتقدمون الناجحون من برنامج مسرعات الثورة الصناعية الرابعة في يوم الاختيار الذي سيقام في مجمع الشارقة للابتكار، إذ ستحصل الشركات الناشئة الثماني المختارة على الدعم الذي تحتاج إليه للتجربة والتطوير للتقنيات التي تعمل عليها وتحويلها إلى واقع، وإقامة علاقات حقيقية مع أفضل الشركات في الإمارات العربية المتحدة من خلال عملية إيجاد حلول مشتركة لتلبية الاحتياجات المحددة للشركاء.

وتشمل المزايا من خلال برنامج المسرعات الذي يمتد على مدى 4 أشهر التدريب والإرشاد عالي التأثير وتطوير الأعمال مع اللاعبين الصناعيين الرئيسيين والعلاقات الحكومية والأكاديمية.

كما سيوفر البرنامج للفرق ما يزيد على 450 ألف دولار أمريكي من المسرعات وخدمات نمو الأعمال الحصرية، بما في ذلك نفقات المعيشة ومكان العمل، علاوة على ذلك سيحصل الفائزون في البرنامج على منحة تمويلية للمشروع، وكيان رسمي في مجمع الشارقة للابتكار، يتضمن مساحة مكتبية، ووصولاً حصرياً إلى شبكة المجمع العالمية.

ويهدف مجمع الشارقة للابتكار من خلال إطلاق النسخة الأولى من برنامج المسرعات إلى تشجيع الأفكار والتقنيات الجديدة، إلى جانب الشركات المبتدئة وقادة الصناعات الإماراتية الرئيسية والجامعات والمؤسسات العامة، والتي بدورها ستساعد الشارقة على تسريع الابتكار، وخلق الوظائف، وتنشيط مواهب في المجتمع وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام.

مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار

تأسس مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار بأمر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، إذ صمم هذا المشروع وفق أفضل الممارسات وأعلى المعايير العالمية المتبعة في بناء مجمعات التكنولوجيا، حيث يركز على محاور عدة، من بينها، تكنولوجيا المياه، وتكنولوجيا البيئة، والطاقة المتجددة، وتكنولوجيا المواصلات، وتكنولوجيا المعلومات، والتصميم الصناعي والعمارة، كما يعمل على دعم الصناعات الوطنية التي تندرج تحت هذه المحاور، وتكمن أهمية المجمع في ترجمته رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة وقادة دولة الإمارات، بتفعيل دور التعليم والجامعات في البحث العلمي.

إذ تم إنجاز البنية التحتية من طرق ومساحات خضراء، بالإضافة إلى اكتمال بناء وتجهيز المقر الرئيسي للإدارة والشركات، حيث من المتوقع اكتماله خلال أغسطس من العام الجاري 2020، إذ تم تجهيزه وفق أعلى المعاير العالمية في بناء مقار وحاضنات الشركات الابتكارية والتطويرية، إذ يضم بالإضافة إلى المساحات المكتبية العصرية لممارسة الأعمال والمختبرات التطبيقية، كما يضم مركز اختبار الشرق الأوسط للتصنيع الذكي أو ما يطلق عليه التصنيع المضاف، Maker Space، والذي أطلق عليه «مختبر الشارقة المفتوح للابتكار SOILAB» كأول حاضنة للشركات الناشئة والأعمال الابتكارية في الشارقة، وما يميز المجمع وجوده في مدينة جامعية متكاملة وشاملة، حيث إن في هذه المدينة الجامعية جامعات عدة، تضم أكثر من 46 ألف طالب وطالبة، وفيها أيضاً ما يزيد على 2000 أكاديمي من حملة درجة الدكتوراه، حيث إن المجمع يتعاون مع هيئات ومؤسسات بحثية عديدة في مجال الابتكار، وقد طبقت الكثير من التجارب مع هيئات ومؤسسات علمية وأكاديمية وبحثية عالمية على صعيد العالم، وبذلك سيصبح المجمع الأول في البحث العلمي على مستوى المنطقة خلال السنوات القليلة المقبلة.