أكد تقرير حديث أصدرته كل من شركة الأبحاث والدراسات العالمية (CBRE) ورولاند بيرغرن، مكانة إمارة دبي العالمية والإقليمية في مجال سوق التجزئة، مشيراً إلى أنها محور رئيسي للتجزئة بدول الخليج، حيث سجلت كثافة عالية بالمقارنة مع أسواق التجزئة الناضجة حول العالم.
وقال التقرير، الذي حصلت «الرؤية» على نسخته، إن دبي لا تزال مركزاً رئيسياً ومجال اهتمام العلامات التجارية العالمية التي تسعى لدخول منطقة الشرق الأوسط، مع ترحيبها مؤخراً بمجموعة متنوعة من المستأجرين الجدد متعددي الجنسيات بما في ذلك متاجر «ليفتيز» وعلامة «أوف وايت» ومتاجر «إيربان أوت فيترز» ومتاجر «غولدن جوس»، وذلك من بين علامات شهيرة أخرى.
وأوضح التقرير أنه اعتباراً من نهاية عام 2019، بلغ إجمالي مخزون مساحات التجزئة المنظمة بدبي نحو 5 ملايين متر مربع من إجمالي المساحة القابلة للتأجير، والتي تمثل زيادة بنسبة 11% عن السنة الماضية. متوقعاً أن تتزايد منطقة البيع بالتجزئة في المدينة بنسبة 40% تقريباً إلى 6.9 مليون متر مربع بحلول عام 2023.
وبالنسبة للعاصمة الإماراتية إمارة أبوظبي، كشف التقرير نمو المعروض من مساحات سوق التجزئة على مدى السنوات الخمس الماضية خلال الفترة (2015-2019) بمتوسط 1.8%.
وذكر التقرير أن الإمارة سجلت في عام 2019 نحو 2.8 مليون متر مربع من إجمالي المساحة القابلة للتأجير، متوقعاً أن تشهد العاصمة تسليم 800 ألف متر مربع إضافية مما يمثل نسبة نمو 28% بحلول عام 2023.
وأشار التقرير إلى أن الاقتصاد العالمي يشهد تأثيراً غير مسبوق وسط اندلاع أزمة كوفيد-19، وصناعة البيع بالتجزئة معرضة بشكل خاص لآثار من انتشار هذا الوباء في ظل محاولة التجار التكيف مع الأزمة الحالية، وكذلك معرفة مستقبلهم في عالم ما بعد كوفيد، لا سيما بعد الوضع الذي فرضه الفيروس من التعامل بشكل كبير من خلال الخدمات اللاتلامسية «الذكية» التزاماً بقواعد التباعد الاجتماعي.
ويشهد اختراق التجارة الإلكترونية ارتفاعاً مع تحرك المزيد من تجار التجزئة في دول مجلس التعاون الخليجي لإبقاء أعمالهم نشطة عبر الإنترنت طوال الأزمة، ولم يكن هذا التحول إلى الفضاء الإلكتروني حكراً على تجار التجزئة فقط، ولكنه سرعان ما طال الملاك أيضاً، كما هو الحال مع «دبي مول»، وذلك لإتاحة الفرصة لتلك الوجهات للإبقاء على طابعها التجاري، وإفساح المجال للوصول إليها خلال الأزمة الحالية.
وقالت المديرة الاستشارية في CBRE، غابرييلا دي لا توري: «تمكن تجار التجزئة الذين لديهم حضور ناجح عبر الإنترنت من تقليل تأثير الأزمة الراهنة، وبعضهم تمكن من تحقيق أرباح نتيجة لزيادة الاستهلاك عبر الإنترنت».
وأظهر قطاع التجزئة في دول مجلس التعاون الخليجي نمواً قوياً العام الماضي، وكان من المتوقع أن يضيف القطاع 6 مليارات دولار بين 2020 و2023، وأن يصل حجم السوق إلى 16 مليار دولار أمريكي في عام 2023.
وقال الشريك في Roland Berger، الدكتور يوهانس ديسلر: «للمضي قدماً، سيتعين على تجار التجزئة إعادة تصور استراتيجياتهم الحالية ليس فقط لإبقائها وثيقة الصلة بقطاع البيع بالتجزئة اليوم، ولكن أيضاً لتوقع مستقبل الصناعة لضمان النجاح على المدى الطويل».
