السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

10 دروس مالية مستفادة من جائحة كورونا

10 دروس مالية مستفادة من جائحة كورونا

(أرشيفية)

تعتبر جائحة كورونا واحدة من أعمق الأزمات تأثيراً على حياة الناس، لا سيما من الناحية المالية، وخاصة أنها كانت مفاجئة وعميقة.

وعدد اقتصاديون وخبراء 10 دروس مالية يمكن أن نخرج بها كأفراد في الوقت الراهن نتيجة للتداعيات التي أفرزتها الجائحة، حيث تركزت الدروس حول كيفية إدارة الحياة المالية في العموم وإيجاد الخطط البديلة للمستقبل بما يتناسب مع كل فرد.

وأشار الخبراء إلى أن بعض الدروس سترافقنا والبعض الآخر سننساه بعد انتهاء الأزمة، كما أن الاستفادة من تلك الدروس ستختلف من شخص إلى آخر ومن مجتمع إلى آخر.

ومن الدروس المستفادة بحسب الخبراء، أهمية الادخار وتأسيس صندوق طوارئ، وإدارة النفقات والابتعاد عن الاستهلاك غير المبرر، والتعامل بحكمة مع مسألة الاقتراض، بحيث يكون الاقتراض لغرض استثماري أو شراء أصول معينة، إضافة إلى ضرورة البحث عن مصدر دخل ثانٍ في الأوقات الطبيعية تحسباً لأي طارئ يمكن أن يحدث في المستقبل ويمكن أن يهدد أحد مصادر الدخل.

وأشار الخبراء، إلى أن أحد أهم الدروس والعبر هو عدم استبعاد احتمالية حدوث طارئ في المستقبل فالأزمة يمكن أن تحدث في أي وقت.

وأكدوا على أهمية شراء الأصول الآمنة بما يتناسب مع كل عميل كعقار في بلد العميل الأم، وكذلك على أهمية التفكير في الاستثمار بحيث يكون المال المدخر غير جامد.

كما بينوا أهمية الابتعاد عن الاتكالية على أي طرف أو شخص، فمن تتكل عليه في الأوقات الطبيعية قد لا يكون متوافراً في أوقات الأزمات.

وقالوا إن أحد الدروس يكمن في تعلمنا أن أكبر سعادة لا تأتي من كثرة الترفيه والتسوق بل من الاكتفاء وعدم الاستدانة.

وطلبوا من الجميع وضع خطط بديلة في كل ظرف، فالسيناريوهات متغيرة والحلول قد تتطلب سرعة في اتخاذ القرارات، وبالتالي لا بد أن يكون كل شخص قد فكر مسبقاً في خياراته.



وأفاد الرئيس التنفيذي للصكوك الوطنية محمد قاسم العلي، بأن الأزمات على اختلاف أنواعها يمكن أن تحمل في طياتها العديد من الدروس، واليوم بعد الأزمة المالية العالمية التي أفرزتها جائحة كورونا هناك الكثير من الدروس المالية التي يمكن أن يستفيد منها كل فرد.

وأكد العلي، أن جائحة كورنا وما نتج عنها من خسارة بعض الموظفين لأعمالهم تبيّن أهمية تأسيس محفظة شخصية للطوارئ والادخار الذي يمكن الاستفادة منه في هذه الأوقات، لافتاً إلى أن الكثير من الناس لا يفكرون بأنهم قد يفقدون عملهم في أي لحظة وبالتالي لا يفكرون في المستقبل.

وتابع «لا شك أن مبدأ التبذير يجب التخلي عنه، فوجود الدخل المنتظم لا ينفي احتمالية انقطاعه في أي لحظة، وبالتالي يجب على كل شخص وضع ميزانية محددة والالتزام بها والبحث عن مواطن الخلل وضبطها وتتبع النفقات».

وأشار إلى أن بعض العملاء الذين فقدوا عملهم أو انخفضت رواتبهم أو قيمة دخلهم من المقترضين، وبالتالي فهم أكثر الناس الذين يشعرون بالأزمة، وبالتالي لا بد من العلم بأن الاقتراض يجب أن يرتبط بالضرورات أو بالاقتراض من أجل الاستثمار سواء في أصل كالعقار أو في مصدر مدر للدخل وليس الاقتراض بغرض الاستهلاك فقط، مؤكداً أن الاقتراض الاستهلاكي هو أخطر أنواع الاقتراض على العملاء وفي كل الأوقات.

كما أكد العلي أهمية ابتعاد الجميع عن الاتكالية والعمل بجد ففي وقت الأزمات لا يمكن لأحد أن يبقى متكلاً على طرف ثانٍ وبالتالي فالعائد على الدخل المنتظم هو أحد أهم الحلول.

وتحدث عن أهمية وضع خطط مستقبلية بديلة، موضحاً أن الخطط البديلة يجب أن توضع في الأوقات الطبيعية وليس بعد وقوع الأزمة أو فقدان العمل.



ومن جانبه، أفاد المدير العام لمكتب المسار للدراسات والبحوث الاقتصادية، والمحلل الاقتصادي، نجيب الشامسي، بأن الفرص تولد من رحم الأزمات، ولا شك في وجود بعض الإيجابيات التي تنتج في زمن الأزمات على اختلافها، لافتاً إلى أن أزمة كورونا شكلت نوعاً من الوعي بأهمية بناء محافظ مالية للطوارئ بالنسبة لكل شخص فالأزمة يمكن أن تحدث في أي وقت وبالتالي لا بد من التحوط المالي المسبق.

وأشار إلى أن الأغلبية في مجتمعاتنا العربية يعتبرون من أصحاب النزعة الاستهلاكية ويعيشون على مبدأ «اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب»، وهذه فالأزمة أثبتت خطأ هذا المبدأ ولا شك أن الكثير من الناس نادمون على أسلوب حياتهم السابق.

وقال «كورونا غيّر النزعة في الوقت الراهن وجعل الكثير من الناس يعرضون عن بعض عادات البذخ سواء في الترفيه، أو البذخ في الأعراس أو غير ذلك، لكن السؤال هل سيستمرون على عاداتهم الصحية الجديدة؟، وهنا لا بد من القول إن البعض سيستمر، لكن لا بد من الاعتراف بأن الكثير من الناس سيعاودون ممارسة عاداتهم القديمة ولن يتعظوا».

وأكد أن الأزمة علمت كثيراً من الناس أهمية وضع خطط بديلة في حال وقوع الأزمات، وكذلك رسم خطط مستقبلية وفق سيناريوهات تفترض احتمالية وقوع أزمة.

لافتاً إلى أن بعض الأصول كالعقارات التي تتناسب مع كل شخص يمكن أن تكون واحدة من أفضل الضمانات للمستقبل.

ومن جانبه، أشار المخطط المالي لؤي راغب، إلى أن أهمية ادخار جزء من الدخل ربما يكون أول العبر والدروس التي استقيناها من أزمة كورونا، إضافة إلى أننا قادرون على الاستغناء عن الكثير من الأمور الاستهلاكية التي كنا نعتقدها أساسية وضرورية لحياتنا.



وأوضح أن الكثير من الناس لا يبدؤون بالادخار في منطقتنا ليس لكونهم لا يرغبون في ذلك بل لأنهم لا يعرفون من أين يبدؤون وكيف، ولكونهم في الأساس يعتقدون أن الأمر مرتبط فقط بالدخل، فإن كان الشخص ميسوراً اعتقد أنه لا حاجة للادخار وإن كان دخله متواضعاً اعتقد أنه غير قادر على الادخار.

وأوضح أن الادخار في بعض المجتمعات أصبح ثقافة وبديهة لا ترتبط بظرف مادي أو غيره، الأمر الذي يجعل كثيراً من العملاء يتفوقون في معلوماتهم وثقافتهم الادخارية على الاحترافيين في المجال، وهم يتعاملون مع الاستثمار والمخاطر بانفتاح وتقبل.

وأكد أهمية ضبط النفقات والابتعاد عما هو استهلاكي، لافتاً إلى أن السلوك الاستهلاكي قد لا تظهر آثاره العميقة في الظروف الطبيعية بل بعد حدوث أزمة ما كخسارة عمل أو تراجع مستوى الدخل.

وأشار كذلك إلى أن السعادة لا ترتبط بالتسوق كما هو المفهوم الدارج لدى كثيرين بل ترتبط باختفاء الديون، مشيراً إلى أن عمق أزمة الاستدانة يظهر في وقت الأزمات.

وتحدث راغب عن أهمية أن يتعلم الإنسان كيف يجد مصدر دخل ثانياً وكيف يجعل ماله ينتج مالاً من خلال الاستثمار قدر الإمكان. ونوه بضرورة وضع خطط بديلة وقيام الإنسان بشراء أصول، لا سيما العقار، ومن الممكن أن يكون في بلده الأم كخيار يمكن الاستفادة منه عند الأزمات.



ومن جهتها أشارت الخبيرة المصرفية عواطف الهرمودي، إلى وجود العديد من الأبعاد الاجتماعية والإنسانية والمالية لأزمة كورونا، لافتة إلى أن هذه الأزمة وعلى الرغم من عمق أثرها السلبي من الناحية الاقتصادية إلا أنها حملت في طياتها بعض العبر والدروس وحتى بعض العادات المستجدة التي سترافقنا في المستقبل.

وبينت أن جائحة كورونا غيرت من مفهوم الترفيه والعلاقات الاجتماعية ونفقات الزواج وغير ذلك، وبالتالي بدلت من مفهوم الإنفاق والتبذير، ولا شك أنها أظهرت أهمية تبني كل شخص لخطط ادخار وضرورة تأسيس ما يمكن أن نسميه صندوق طوارئ لأوقات الأزمات.

وأكدت أن أزمة كورونا وما أفرزته من تراجع مستويات دخل البعض أو خسارة أعمالهم، تظهر أهمية وضع خطة بديلة من قبل كل شخص، بحيث يتم وضع الخطة في الأوقات الطبيعية، فالتخطيط بعد وقوع الأزمة قد لا يكون ممكناً، مشيرة إلى أهمية البحث الدائم عن مصدر دخل رديف للمصدر الأساسي، مع ضرورة التفكير في الاستثمار قدر الإمكان سواء في مصدر مدر للدخل أو حتى في شراء أصول دائمة تتناسب مع وضع وخطط كل شخص.

وقالت الهرمودي «إن ما شهدناه خلال الأشهر الماضية يؤكد أن حدوث أزمة معينة يمكن أن يكون مفاجئاً، وبالتالي فعلى الجميع التفكير في وضع خطط مستقبلية تتناسب مع احتمالية حدوث أمور طارئة».