الأربعاء - 17 أبريل 2024
الأربعاء - 17 أبريل 2024

نسرين الهرمودي.. إماراتية تسعى للعالمية عبر علامة تجارية في مجال الأزياء

نسرين الهرمودي.. إماراتية تسعى للعالمية عبر علامة تجارية في مجال الأزياء

نسرين الهرمودي تتفقد آحد تصاميمها. (الرؤية)

نجحت رائدة الأعمال الإماراتية نسرين الهرمودي بالشراكة مع أخواتها، خلال السنوات القليلة الماضية في تأسيس علامة تجارية بارزة في مجال الأزياء والموضة تحت اسم "EGLANTINE" مستوحية تصاميمها من البيئة الشرقية والعربية، وطامحة بالوصول إلى العالمية عبر علامة تجارية تتبنى الثقافة والأذواق المحلية.

قالت الهرمودي في لقائها مع «الرؤية»، إن الفكرة راودتها منذ عام 2010 حيث عزمت على تأسيس مشروع إماراتي ذي صبغة عالمية، وخاصة بعد تجربتها بالعمل في الجهات الحكومية وما لامسته خلال أسفارها المتعددة أن الأزياء ذات الطابع العربي والإسلامي المحتشم والذي يتناسب مع عادات وتقاليد المنطقة غير متوفرة في الأسواق.

وأضافت أنها قررت تأسيس خط لتصميم وإنتاج الأزياء التي تناسب المرأة في البيئة الشرقية وخاصة في الجوانب التي تتعلق بأن تكون فضفاضة ولا تبدي معالم الجسم وغير شفافة، وأن تكون أيضاً عملية تناسب السفر والأعمال الرسمية، وحتى خيارات الحياة اليومية، على عكس العلامات التجارية العالمية والتي لا تراعي في الكثير من تصاميمها الثقافات والخصوصية المحلية.

وأفادت الهرمودي أن الخطوة الأولى التي قامت بها، هي الالتحاق بكلية لندن للأزياء من عام 2010 وحتى 2015 وحصلت خلالها على المعرفة الأكاديمية والعملية لتأسيس الأعمال الخاصة بالموضة والأزياء، وكل التفاصيل المتعلقة بالتصميم والمشتريات واختيار القماش والإدارة، كما نالت شهادة كمستشار شخصي للأزياء من كلية لندن ومعهد أمريكي مرموق في مجال الأزياء.

وقالت إن عام 2016 كان نقطة الانطلاق في تأسيس المشروع، حيث حصلت على الرخصة التجارية بمساعدة مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، والحصول على التمويل من تجار دبي، ومن ثم تنفيذ وإنجاز المراحل التأسيسية للمشروع من التوظيف وتصميم هيكل الإدارة والتواصل مع الشركاء والموردين وبناء خطوط التصميم والإنتاج، بداية من حاضنة مركز حمدان للإبداع والابتكار لمدة سنة كاملة.

وذكرت الهرمودي أنه في أكتوبر من عام 2018 تم إطلاق أول مجموعة أزياء خاصة بالشركة تتكون من 16 قطعة بألوان مختلفة، وذلك بعد النجاح في الحصول على متجر خاص بالمشروع في مول دار الوصل في دبي، وبعد ذلك بأشهر قليلة تم إطلاق المجموعة الثانية من الأزياء بثماني قطع.

وقالت إن المشروع بدأ بخطة قوية للتسويق والترويج للمنتج عبر قنوات التواصل الاجتماعي والاعتماد على المعارف في المرحلة الأولى، وفعلاً أبدى جميع العملاء رضاهم وإعجابهم بالمنتج ونوعية المواد المختارة في التصميم، مؤكدين أنه يلبي احتياجات المرأة العربية والشرقية المعاصرة، فضلاً عن القبول الذي لاقته المنتجات لدى العديد من الجنسيات الأجنبية وغير المحجبات والطلبات الكثيرة التي تلقتها الشركة من عملاء في دول الخليج، وخاصة من الكويت والسعودية وتم إيصالها إليهم.

وذكرت الهرمودي أن أسعار القطع تتراوح بين 500 إلى 3500 درهم وهذا يتناسب مع التصاميم البارزة والمميزة للقطع فضلاً عن نوعية الأقمشة ذات الجودة العالية وذات الاستمرارية الطويلة والتي تعتمد عليها علامتها التجارية، وتجلبها من مصانع عالمية، علماً بأن علامة إيجلنتين تناسب أعمار النساء من 16 إلى 60 سنة.

ولفتت الهرمودي إلى أن الإيجارات العالية وكلفة الإنتاج الكبيرة استنفدت أغلب الأموال المخصصة للمشروع، لذلك عمدت إلى تخفيض الكلفة عبر التحول إلى ورشة خاصة قادرة على تلبية احتياجات المشروع، مشيرة إلى أن المول الذي افتتح فيه المتجر لا يلقى إقبالاً واسعاً، كما أن المؤجرين اكتفوا بتأجيل الإيجار خلال فترة الإغلاق نتيجة أزمة كورونا ما أثر بشكل ملحوظ على أداء الأعمال.

وأوضحت الهرمودي أن الشركة تعمل على البحث عن خيارات بديلة، إذ حاولت منذ سنة الانضمام إلى عدد من المحلات الكبرى والتي تعرض وتسوق وتبيع منتجات لعلامات تجارية متنوعة ولكنها لم تحصل على أي تجاوب حتى اليوم بحجج تتعلق بأنهم لا يملكون مساحات متاحة ولا يتعاملون مع مشاريع جديدة.

وتابعت أن الشركة تعتمد الآن على الخيارات الرقمية عبر التسويق والبيع من خلال الإنستغرام والواتساب، فيما تدرس الشركة حالياً تبني مزيد من الحلول الرقمية بما يتناسب مع التحول نحو الأونلاين خلال الفترة القادمة.

ونصحت الهرمودي رواد الأعمال أن الخسائر في التجارة تعتبر بمثابة درس حقيقي يجب التعلم منه والبناء عليه، لأن النجاحات الحقيقية تبنى عبر التجارب العملية وخوض غمار السوق والمنافسة والمخاطرة.

وأضافت أن على رائد الأعمال أن يتحلى بروح الإيجابية والشغف والعزيمة رغم الظروف الصعبة التي تمر بها أغلب الأعمال خلال الفترة الحالية، واعتبار الصعوبات فرصاً يمكن استغلالها للانطلاق مجدداً بحلول مبتكرة وإبداعات جديدة.