الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

كورونا وضبابية المشهد الاقتصادي يرفعان الذهب لمستويات قياسية

كورونا وضبابية المشهد الاقتصادي يرفعان الذهب لمستويات قياسية

(أرشيفية)

ارتفعت أسعار الذهب خلال الفترة الماضية إلى مستويات قياسية وتاريخية متجاوزة 2000 دولار للأونصة ومستفيدة من عدة عوامل وعلى رأسها ارتفاع حدة الإصابات بفيروس كورونا والضبابية بشأن المشهد الاقتصادي العالمي ما دفع المستثمرين والأفراد إلى هذا الملاذ الأمن.

وأجمع عدد من تجار الذهب في دبي أن الطلب على الذهب يشهد ارتفاعاً إلى مستويات عالية مقارنة بفترات ماضية رغم حالة الركود التي تشوب الكثير من الأنشطة الاقتصادية، مؤكدين أن السبائك الذهبية عيار 24 قيراطاً تعتبر الخيار المفضل للاستثمار على المدى المتوسط والطويل كونها معفاة من ضريبة القيمة المضافة ولا يوجد عليها مصنعية.

وقال مدير فرع داماس للذهب والمجوهرات في ابن بطوطا مول، أحمد مصطفى، إنه من الطبيعي دائماً أن يرتبط الذهب بالأحداث السياسية والاقتصادية العالمية ولا يستطيع أحد أن يتوقع سعره، فمثلاً خلال الأيام القليلة الماضية كان لتفجير بيروت تأثير بشكل واضح في ارتفاع أسعار الذهب، وما نستطيع أن نؤكده أن صعود الذهب بشكل رئيسي خلال هذه الفترة جاء نتيجة تأثيرات فيروس كورونا والتشويش الذي يحدثه في المشهد الاقتصادي العالمي والذي يدفع الدول والأفراد على حد سواء نحو الملاذ الأكثر أماناً وهو الذهب.

وأضاف أن البعض قد يعتقد أنه من المناسب التوجه الآن نحو بيع الذهب الذي يملكه، لتحقيق نوع من الربح السريع، ولكن ما نشهده في السوق حالياً هو التوجه نحو الشراء بشكل كبير وليس البيع، ولا سيما أن الضبابية التي يمر بها المشهد الاقتصادي يدفع الكثيرين لتفضيل الذهب على الكاش.

وذكر مصطفى أن المفاجئ خلال هذه الفترة مع الركود الذي يصاحب الكثير من القطاعات الاقتصادية تشهد متاجر الذهب ارتفاعاً كبيراً في المبيعات وازدياد في الطلب بشكل استثنائي، ولا سيما السبائك الذهبية عيار 24 قيراطاً والتي تعتبر الخيار الأمثل للاستثمار والتي وصل سعرها اليوم إلى 249 درهماً للغرام الواحد، علماً بأن الذهب عيار 24 قيراطاً معفى من ضريبة القيمة المضافة، وكذلك السبائك لا تحتوي على مصنعية.

ولفت أنه من الصعب توقع مستقبل أسعار الذهب خلال الفترة القادمة ويبدو أن الأخبار المتعلقة بفيروس كورونا لها تأثير كبير على السعر، ولكن ما نراه حالياً هو فترة صعود، ومن الممكن أن يتكرر سيناريو عام 2011 عندما انخفضت الأسعار بشكل مفاجئ بدون أي سبب ووصل سعر الغرام إلى 145 درهماً لعيار 24 قيراطاً.

بالمقابل، قال مدير متاجر روزيلا للذهب والمجوهرات، فداية الله عبد الغفار، إن من يريد أن يستثمر بالذهب يجب أن يكون بحالة مراقبة يومية للأسعار بالساعة والدقيقة، لأنها قد ترتفع أو تنخفض في لحظة، أما إذا كان الشخص استثمر خلال الفترة الماضية فيستطيع الآن تحقيق الأرباح ومن الممكن أن يحقق ربحاً أكثر خلال الفترة القادمة لأن الذهب باتجاه صعودي مستمر، وبالنسبة للمؤشرات التاريخية ممكن أن يشهد السعر تصحيحاً بما يتناسب مع الأحداث العالمية.

وذكر عبد الغفار أن فيروس كورونا هو العامل الرئيسي المؤثر على أسعار الذهب، فإذا حدثت هجمة ثانية للفيروس فسيستمر الذهب بالارتفاع كونه الملاذ الآمن الموثوق بالنسبة للجميع، ولكن في حال جاءت أخبار تتعلق بإيجاد لقاح، ستشهد أسعار الذهب ثباتاً وممكن تتجه نحو التصحيح التدريجي وليس السريع.

وأفاد أن سعر أونصة الذهب وصلت اليوم إلى 2035 دولاراً، وهذا رقم قياسي، وما نشهده في السوق حالياً هو التوجه نحو السبائك الذهبية عيار 24 قيراطاً من قبل العملاء.

وقال: قبل 10 أشهر كان سعر الأونصة يبلغ 1400 دولار تقريباً، بالتالي بإمكان الأفراد الذين استثمروا بالذهب خلال تلك الفترة أن يحققوا أرباحاً تصل إلى 600 دولار في الأونصة الواحدة، ولكن على ما يبدو أن الجميع يتجه نحو الشراء والادخار خلال هذه الفترة.

وأضاف أن ما يدفع الناس نحو البيع هو اضطرارهم لشراء أشياء ضرورية مثل منزل أو الحصول على سيولة سريعة، ولكن المؤشرات تقول إن الأسعار تتجه نحو الارتفاع ولذلك يسعى الجميع نحو مزيد من الاكتناز.

إلى ذلك أكد مدير متاجر ملبار للذهب والمجوهرات رانيت راش، أن الذهب يبقى هو الخيار الأمثل كملاذ آمن على المدى المتوسط والطويل، وهذا ما نلحظه في السوق حالياً والذي يلقى طلباً عالياً نحو شراء الذهب وخاصة السبائك عيار 24 قيراطاً والتي تعتبر الاستثمار الأفضل.

وأضاف راش أن أسعار الذهب قد تشهد تصحيحاً خلال الفترة القادمة ولربما تنخفض إلى 1700 دولار للأونصة ولكن إن حدث ذلك سيكون بشكل تدريجي ومرتبط بالأحداث السياسية والاقتصادية العالمية والتي قد تؤثر على تغيير توجهات الاستثمار، ولكن على المدى الطويل سيبقى الذهب هو الخيار الأمثل بالنسبة للدول والتجار والأفراد.