السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

جاسم الصديقي: بيع أنشطة الأوراق المالية يستهدف التركيز على إدارة الأصول والصيرفة

كشف الرئيس التنفيذي لشركة شعاع كابيتال جاسم الصديقي، أن الشركة ماضية في تنفيذ استراتيجيتها الهادفة لتعزيز مكاتتها الرائدة على مستوى الشرق الأوسط على الرغم من الآثار الضخمة التي خلفتها أزمة كورونا.

وقال في حوار مع «الرؤية»، إن استراتيجية الشركة تتكون من 3 محاور رئيسية وهي (تقوية وتنمية أنشطتها الرئيسية، تنويع قاعدة المنتجات والخدمات، تحسين هيكلية الميزانية العمومية ورقمنة المجموعة). مشيراً إلى أنه في الوقت الراهن برزت أهمية الحلول المالية التي توفرها شعاع، والتي تتيح للشركات الحصول على مصادر جديدة للتمويل بعد أن أدت جائحة «كوفيد-19» إلى سيطرة حالة من الجمود على أسواق الائتمان وتعريض عدد من الشركات إلى صعوبات ومخاطر على مستوى وفرة السيولة والملاءة المالية.

إلى أي مجال تتجه «شعاع» بعد جائحة كورونا؟

تتجه شعاع كابيتال إلى إطلاق صناديق تستهدف الاستثمار في قطاعات متنوعة، وبما يتناسب مع استراتيجية الشركة من ناحية توسيع نطاق الخدمات المصرفية الاستثمارية التي نتولى إدارتها، وتنويع قاعدة المنتجات والخدمات للوصول إلى إيرادات جديدة ومتكررة، ومواصلة توفير قيمة طويلة الأمد لعملائنا ومساهمينا. وسنكشف تباعاً عن تفاصيل جديدة فيما يخص هذه الصناديق عقب الحصول على الموافقات التنظيمية اللازمة.

كيف ترى مستقبل شعاع كابيتال وأداءها التشغيلي؟

تعيد شعاع التأكيد أنه على الرغم من التداعيات الضخمة لجائحة «كوفيد-19»، فإن الشركة مستمرة في تنفيذ استراتيجيتها الهادفة إلى تعزيز مكانتها بوصفها المنصة الأبرز لإدارة الأصول والصيرفة الاستثمارية على مستوى المنطقة. وتتمحور استراتيجية شعاع حول: أولاً، تقوية وتنمية أنشطتها الرئيسية للوصول إلى مصادر إيرادات جديدة من خلال تنمية نشاط إدارة الأصول وتوسيع نطاق خدمات الصيرفة الاستثمارية؛ ثانياً عبر تنويع قاعدة المنتجات والخدمات لزيادة الإيرادات المتكررة من خلال تنمية منصة الدخل الثابت وتنمية المنتجات الرأسمالية الدائمة وهندسة منتجات مبتكرة. ثالثاً، من خلال زيادة حجم المنصة وتحسين الكفاءة التشغيلية لزيادة الربحية وتعزيز عملية الرقابة والضوابط عن طريق زيادة الكفاءة التشغيلية وتحسين هيكلية الميزانية العمومية ورقمنة المجموعة.

أما من ناحية قيام الشركة ببيع أنشطتها في مجال الأوراق المالية، فإن تلك الخطوة تأتي في إطار التوجه الاستراتيجي للشركة بحصر نشاطها الرئيسي في القطاعين الأساسيين لديها أي إدارة الأصول والصيرفة الاستثمارية، وذلك تنفيذاً لخطة المجموعة بالتركيز على الأنشطة ذات الكفاءة العالية وتقليص أعمال إدارة الأصول غير الرئيسية وتقوية ميزانية المجموعة.

بناءً عليه قامت شعاع كابيتال ببيع وحدتها المتخصصة في مجال الوساطة المالية في الإمارات ونشاط صناعة السوق لديها، من خلال صفقتين بلغت قيمتهما قرابة 100 مليون درهم إماراتي. وعبر عمليات التخارج هذه، نجحت الشركة في تقليص أصولها غير الرئيسية بنسبة 38% منذ يوليو 2019 وحتى نهاية النصف الأول من العام الحالي، حيث تمكنت من تحرير أكثر من 128 مليون درهم إماراتي من النقد.

هل تعتزمون تنفيذ مزيد من عمليات التخارج والاستحواذ أو الاندماج؟

نركز عادة على تنمية نشاطنا وحجم أعمالنا لتحقيق التوسع المباشر، بالتوازي نحرص على دراسة أي فرصة مناسبة للتوسع من خلال عمليات الدمج أو الاستحواذ متى ما توفرت العناصر والعوامل المناسبة. فيما يتعلق بالتخارج من بعض الاستثمارات كجزء من استراتيجيتنا لتقليص حجم الأصول غير الرئيسية فقد حددنا مجموعة من الأصول التي نعمل على التخارج منها وهي موزعة بين أصول قديمة أو غير عاملة أو منخفضة الأداء، وفي حين أن الظروف الحالية للسوق قد تؤخر بيع هذه الأصول غير الأساسية، فإننا نستهدف تخفيض حجم هذه المحفظة من الأصول بحلول نهاية عام 2021.

كيف ساعدتم الشركات الصغيرة والمتوسطة في مواجهة الجائحة؟

في إطار مواكبتنا المبادرات والحزم التحفيزية الضخمة التي قدمتها حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، أعلنا عن مبادرة لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة العاملة في القطاع التكنولوجي في الإمارات والمتأثرة بفيروس «كوفيد-19»، عبر تقديم المشورة المالية الخالية من الرسوم وآليات دعم رأس المال، إضافة إلى توفير القروض المعفية من الفوائد عبر جهات شريكة مرخص لها تقديم هذه التسهيلات المالية.

كذلك، نحرص على تعزيز خدماتنا المالية المتخصصة وتقوية نشاطنا في مجال إعادة هيكلة الشركات ومساعدتهم على زيادة رؤوس أموالهم من خلال مجموعة من الأدوات تشمل التمويل المختلط، القروض الثانوية، والقروض الآجلة، والأدوات ذات الدخل الثابت والأسهم الممتازة، وغيرها من الأدوات المالية.

وهنا تبرز أهمية الحلول المالية التي توفرها شعاع والتي تتيح للشركات الحصول على مصادر جديدة للتمويل بعد أن أدت جائحة «كوفيد-19» إلى سيطرة حالة من الجمود على أسواق الائتمان وتعريض عدد من الشركات إلى صعوبات ومخاطر على مستوى وفرة السيولة والملاءة المالية. وفي هذا الإطار من المفيد الإشارة إلى أن شعاع تمتلك خبرة واسعة في مجال إدارة إصدار السندات المخصصة لإطفاء الديون، والتي بموجبها تحصل الشركات على سيولة إضافية تستخدمها لتوفير المواءمة المطلوبة بين آجال السداد ومستوى التدفقات النقدية لديها. وقد قامت الشركة على مر السنوات الماضية بهيكلة أكثر من 4 مليارات دولار أمريكي من صفقات تمويل الدين، بما فيها نحو 1 مليار دولار أمريكي من عمليات التمويل البديل ذات العائد المرتفع.

ما هو واقع ومستقبل قطاع الاستثمار في الإمارات والشرق الأوسط بعد «كوفيد-19»؟

تشير الوقائع والمعطيات الاقتصادية وحركة الأسواق المالية إلى بروز توجه نحو انخفاض تقييمات الأصول في ظل إعادة النظر في معدلات النمو بالإضافة إلى تزايد علاوات المخاطر. تبرز أيضاً أزمة سيولة وقلق من ارتفاع مستوى المخاطر نتيجة حالة عدم اليقين الاقتصادي التي أثرت على نشاط الإقراض الاستهلاكي والاستثماري، ما انعكس على النشاط الاقتصادي العام على المستوى الإقليمي والعالمي. علاوة على ذلك، تعاني الأسواق من نقص في توافر رأس المال وسيكون لذلك أثره على الصفقات الجاري تنفيذها، ويرتبط هذا بازدياد القلق من حجم المخاطر والجنوح نحو الحفاظ على السيولة والأصول السائلة، بالإضافة إلى انخفاض شهية المستثمرين للاستثمار في فرص المخاطرة.

أما من ناحية شعاع، فسيتركز نشاطنا في قطاع الصيرفة الاستثمارية في مجال إدارة صفقات وعمليات التمويل، من خلال مجموعة من الأدوات والمنتجات تشمل المتاجرة بأدوات الدين ذات العائد المرتفع وأنشطة أسواق رأس مال وخدمات المشورة لترتيب وإدارة أعمال التمويل، وهي أعمال تتناسب وفق رؤيتنا مع حركة السوق وحاجات الشركات خلال الفترة اللاحقة لأزمة كورونا.

وفي هذا الصدد، فإننا ننشط على مستوى الصيرفة الاستثمارية في مجال إدارة العديد من العمليات التي تشمل إعادة هيكلة الديون وتقديم الاستشارات وإصدار الصكوك، وهي إحدى المجالات الرئيسية التي نتمتع فيها بالكثير من الخبرة. بالتوازي نحرص على مد عملائنا بمجموعة متكاملة من المنتجات المصرفية الاستثمارية، ونتولى حالياً مهام رئيسية في تنفيذ عدد من التفويضات لإدارة مجموعة من الأنشطة المصرفية الاستثمارية تصل قيمتها إلى نحو 2 مليار دولار، ما يعكس قوة منصتنا ومكانتها على الرغم من الظروف الصعبة للأسواق.