الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

لماذا أصبحت الإمارات البلد المفضل لمعيشة الشباب العربي؟

لماذا أصبحت الإمارات البلد المفضل لمعيشة الشباب العربي؟

«مؤلم أن ترغب نصف ثرواتنا العربية بالهجرة، مؤلم حين لا يجد الشاب العربي وطناً وأمناً وعيشاً في وطنه»، يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في تعليق له الأسبوع الماضي، عن نتائج استطلاع أصداء بي سي دبليو، الذي أظهر أن نحو نصف الشباب العربي يفكر بالهجرة من بلده.

وللعام التاسع على التوالي، بقيت الإمارات العربية المتحدة البلد المفضل الذي يرنو الشباب العربي للعيش فيه، ويريدون لبلدانهم أن تقتدي به، وقال 46% من الشباب المشاركين من 17 دولة عربية، إن الإمارات هي البلد المفضل للعيش فيه، متصدرة على جميع بلدان العالم في تفضيلاتهم، نقلاً عن الاستطلاع.

وعلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في صفحته الرسمية بموقع التواصل- تويتر، على ذلك بقوله: «نحن نقول لهم.. الإمارات بلد الجميع.. وقد حاولنا بناء نموذج ناجح.. وتجربتنا وأبوابنا وكتبنا ستظل مفتوحة للجميع».

ولدى سؤال الشباب وفقاً للاستطلاع، تحديداً عن أكثر الأفكار المرتبطة بدولة الإمارات، ذكر الشباب العربي عدة عوامل حلت في المراتب الخمس الأولى، وهي الأمن والأمان 44%، والباقة الواسعة من فرص العمل 39%، والرواتب المجزية 32% والاقتصاد المتنامي 31%، والوجهة المتميزة لتكوين أسرة 25%.

وذكر الشباب أيضاً سهولة إجراءات بدء الأعمال واحتضان الوافدين بكل رحابة صدر، والمنظومة التعليمية عالية الجودة، واحترام التقاليد الثقافية والإرث الثقافي القوي للدولة.

ونفذت دولة الإمارات العديد من التشريعات والمبادرات التي قادتها لتصبح البلد المفضل للشباب العربي، عبر خطوات مدروسة، في إطار استراتيجية وطنية لتمكين الشباب من أجل تحقيق رؤية الإمارات 2021 جاء فيها: «في ظل اتحاد قوي وآمن، يخطو الإماراتيون بثقة وطموح، متسلحين بالمعرفة والإبداع لبناء اقتصاد تنافسي منيع في مجتمع متلاحم متمسك بهويته، ينعم بأفضل مستويات العيش في بيئة معطاءة مستدامة».

وتنص الاستراتيجية على التزام الدولة التام برعاية الشباب، وتحديد الأولويات والاتجاهات، ومجالات العمل التي تجسد هذا الالتزام، نقلاً عن البوابة الرسمية لحكومة دولة الإمارات.

الدعم في ريادة الأعمال

توفر دولة الإمارات الدعم للشباب في مجال ريادة الأعمال والمشاريع التجارية وذلك من خلال تخصيص عدد من الصناديق المالية والجوائز التي توفر الدعم والمساندة لرواد الأعمال من الشباب في كافة المراحل عبر كافة قطاعات تنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

ونجحت الإمارات في الصدارة إقليمياً وعربياً في ريادة الأعمال، من خلال تنفيذ خطط طموحة تعزز من نشاط ريادة الأعمال، لتصل مساهمة المشاريع الصغيرة والمتوسطة إلى 53% من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للدولة، كما أن 98% من إجمالي المشاريع المسجلة في الدولة تعد مشاريع صغيرة ومتوسطة، نقلاً عن تصريحات للدكتور أحمد بالهول الفلاسي، وزير دولة لريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة.

وخلصت دراسة أعدها مركز الشرق الأوسط للاستشارات السياسية والاستراتيجية (MenaCC)، إلى تفوق الإمارات على بقية الدول العربية في تصنيف «أفضل بلد عربي لأجيال المستقبل» وفقاً لمؤشرات حصيلة التحول الاقتصادي والاجتماعي طيلة العقد الماضي في كل بلد عربي، وكذلك اعتماداً على دراسة مؤشرات أخرى أبرزها مخططات بناء نظام الرفاه لمستقبل الأجيال القادمة وتأثير دور القيادة السياسية في دعم منوال التنمية، وصنفت الإمارات كأفضل بلد عربي ازدهاراً وأماناً في المستقبل على المدى البعيد.

وحلت الإمارات بفضل تحسن مؤشري (الإرادة السياسية وكفاءة الإدارة) كأكثر بلد عربي حقق إنجازات وتحولات اقتصادية واجتماعية لصالح شعبها في العقد الأخير (2010-2020). إلى ذلك صنفت بين أهم وجهات هجرة الكفاءات والأدمغة على مستوى العالم نظراً لتطور بيئة العمل وحياة الرفاه، وهذا ما يمهد لتكون الإمارات بيئة أكثر إيجابية وجذباً للموهوبين العرب وغير العرب في المستقبل.

وتراهن الإمارات على الاستثمار في العلوم والتكنولوجيا في الجامعات والمدارس وأيضاً في المؤسسات العامة والخاصة والمرافق الحيوية والخدمية والبيئية والاقتصادية، وتعول على الذكاء الاصطناعي لبناء بيئة مستقبلية غير تقليدية وصديقة للأجيال القادمة.

ولاستشراف المستقبل دعمت قيادة الإمارات تسهيل إجراءات جذب الموهوبين والمتميزين عبر العالم ومكنتهم من فرصة عادلة لتطوير أنفسهم والمساهمة في ابتكار منتجات أو خدمات أو حلول إبداعية تعود بالنفع على الإمارات وعلى العالم وكذلك على أنفسهم، وفقاً لدراسة المركز.

مركز الشباب العربي

من بين الأسباب الأخرى التي عززت جاذبية الإمارات لهجرة الشباب العربي، الإعلان عن مركز الشباب العربي في القمة العالمية 2017، ويعمل المركز على مبادرات يقودها الشباب العربي، لخلق فضاءات أوسع تتيح لهم الإسهام في الجهود والمساعي الوطنية للتنمية المستدامة، ويعمل المركز على وضع أجندة سنوية لفعاليات الشباب، بالإضافة إلى نشر تقارير ودراسات سنوية حولهم، وتنظيم الملتقيات والفعاليات التي تسلط الضوء على مواضيع تهم الشباب العربي حول العالم.

مبادرة «فرص الشباب العربي»

وفي عام 2018، أطلق الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، المنصة الرقمية «فرص الشباب العربي» لتمثل مرجعية لكافة الفرص النوعية التي تتوفر للشباب العرب عبر أنحاء الوطن العربي من بعثات دراسية، وبرامج تطويرية وتدريبية، وحاضنات، وفعاليات تمكنهم من التفاعل مع المجتمع والاستفادة مما تقدمه لهم.

وتربط المنصة الشباب مع مؤسسات محلية وإقليمية وعالمية تدعم الشباب، وتقدم لهم فرصاً لتحقيق أهدافهم التطويرية.

مبادرة المليون مبرمج عربي

وفي 24 أكتوبر 2017، أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مبادرة «مليون مبرمج عربي»، والتي تعتبر أكبر مشروع يستشرف المستقبل، ويمهد لتطوير الاقتصاد الرقمي في المنطقة العربية.

وتسعى المبادرة إلى تدريب مليون شاب عربي مجاناً على البرمجة وتقنياتها بالتعاون مع أفضل الشركات العالمية.