الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

6 أدوار و9 مهارات أساسية للجيل المقبل من المديرين الماليين

تتسارع وتيرة التغيرات التي يشهدها دور المدير المالي في الشركات، لا سيما بعد انتشار فيروس كورونا، وما رافقه من تداعيات على مختلف قطاعات الأعمال.

وأظهر تقرير لـ«معهد المحاسبين الإداريين» (IMA)، و«جمعية المحاسبين القانونيين المعتمدين» (ACCA)، تحت عنوان «دور المدير المالي في المستقبل»، أن دور المدير المالي يكتسب بالفعل مفهوماً وأبعاداً جديدة، حيث بات من المتوقع للجيل المقبل من المديرين الماليين أن يكونوا من شركاء الأعمال أو المراقبين.

ووفق التقرير الذي أعلن عنه أمس في مؤتمر عبر الإنترنت، أكد أغلب المشاركين في الدراسة، أن دور المدير المالي سيتسع خلال الفترة المقبلة، لا سيما خلال 3 إلى 5 سنوات، ضمن 6 أدوار رئيسية، حيث سيواصل تركيزه الأساسي على إدارة علاقات المساهمين والمستثمرين، بدلاً من إعداد التقارير وحماية الأصول، وسيتولى مسؤولية قيادية في صياغة استراتيجية الأعمال، والتحقق من صحتها، ثم تطبيقها، وسيتحول تركيز دور المدير المالي من ضبط التكاليف إلى دفع عجلة النمو، كما سيشمل الدور قياس جميع جوانب الأهداف الاستراتيجية في المؤسسة، وسيوفر القيمة الأفضل للمؤسسة عبر رؤاه المستقبلية بدلاً من العمل على تقارير بأثر رجعي، إضافة لكونه سيصبح أكثر قرباً من تولي مناصب المدير التنفيذي.

وأشار التقرير إلى أن دور المدير المالي المستقبلي سيتطلب الإلمام بتسع مهارات أساسية، فبالإضافة إلى الخبرة في القطاع المالي، لا بُدَّ له من الإلمام بالاستراتيجيات وفهم تطور الأعمال، وبالمخاطر والسيطرة، والتكنولوجيا والبيانات، والقيادة، كل ذلك إضافة إلى المعرفة بسلاسل التوريد، وإدارة المستثمرين، والاستشارات، والمعاملات.

وقال 65% من المشاركين، إن المؤهلات الخاصة للمديرين الماليين تشهد معدلات مرتفعة من الطلب في منطقة الشرق، وهي نسبة أعلى من أي منطقة أخرى.

وبحسب التقرير، ففي منطقة الشرق الأوسط، يركز 6 من أصل 10 مديرين ماليين فعلياً على إدارة علاقات المساهمين والمستثمرين بصورة أساسية، بدلاً من إعداد التقارير وحماية الأصول، أو يخططون ويتوقعون حدوث هذا التحول في مهامهم، فيما يعتقد أكثر من ثلاثة أرباع المديرين الماليين في المنطقة أنهم يلعبون أو سيلعبون قريباً دوراً محورياً في صياغة استراتيجية الأعمال،والتحقق من صحتها، وتطبيقها بمسؤولية اتجاه الأداء المطلوب.

وأفادت مديرة العمليات في الشرق الأوسط وأفريقيا والهند لدى معهد المحاسبين الإداريين هنادي خليفة، بأن الوقت الراهن يشهد تحولاً حاسماً في دور المديرين الماليين التقليدي من مسؤولية ضبط التكاليف إلى المساهمة في دفع عجلة النمو، حيث أكد 4 من كل 10 أنهم يقومون بذلك بالفعل، وأضاف الخامس أن هذا التحول إما قيد التنفيذ وإما في طريقه للحدوث.

وقالت: «وفقاً للدراسة، يعتقد ثلث المديرين الماليين في المنطقة أنهم يؤدون حالياً دور «مدير الأداء»، ويوفرون القيمة الأفضل لمؤسساتهم عبر الرؤى المستقبلية المباشرة، بدلاً من إعداد التقارير بأثر رجعي، بينما قال 6 من كل 10 إنهم إما يخططون حالياً للانتقال لهذا الدور، وإما أنهم يتوقعون حصول هذا التغيير خلال الأعوام الثلاثة إلى الخمسة المقبلة».

وأشارت إلى أنه وبخلاف بقية أنحاء العالم، فإن المديرين الماليين في منطقة الشرق الأوسط، لديهم توقعات أقل باستلام مناصب المديرين التنفيذين.

وبيّنت أن أكثر من النصف توقع حدوث هذا التحول في الأعوام الخمسة المقبلة، بينما استبعدت نسبة تزيد على الربع حدوثه، فيما قال 20% على الأقل من المشاركين على مستوى العالم، إنهم يتقدمون حالياً للوصول إلى منصب المدير التنفيذي.

وحول دور المديرين الماليين في تجنيب شركاتهم سيناريوهات الإفلاس والمصاعب المالية التي رأيناها في عدة شركات في الوقت الراهن، أكدت أن المدير المالي صاحب دور فاعل، لكنها أوضحت أن بعض التحديات التي يمكن أن تواجه الشركات قد تكون عامة لها علاقة بطبيعة السوق في مرحلة ما، ولا شأن لها بشركة محددة.

ومن جانبه، قال المحاسب الإداري المعتمد، والمحاسب القانوني العام، ونائب رئيس شؤون البحوث والسياسات لدى معهد المحاسبين الإداريين (IMA) رائف لاوسون: «أظهر ت الدراسة أن النظرة الحالية إلى المديرين الماليين لا تقتصر على كونهم قيادات مالية، بل إن مهامهم تشمل أيضاً الحوكمة وإدارة المخاطر والمرونة والتغيير في الأعمال والتطور التقني».