الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

«قلة المشاريع الجديدة» يدفع قطاع المقاولات لإعادة هيكلة الاستراتيجيات

«قلة المشاريع الجديدة» يدفع قطاع المقاولات لإعادة هيكلة الاستراتيجيات

أرشيفية

أكد مسؤولون أن قطاع المقاولات يواجه مجموعة من التحديات التي قد تتطلب تعديلاً في الاستراتيجيات خلال المرحلة الراهنة والمقبلة، حيث زادت جائحة كورونا من الضغوط التي تواجهها شركات هذا القطاع.

وأوضحوا أن السوق وصل إلى حدود الإشباع والمشاريع الجديدة قليلة، لا سيما من ناحية العقارات السكنية، إضافة إلى وجود صعوبات تتعلق بتحصيل المستحقات في بعض الحالات، والعجز عن الحصول على التمويل عند الحاجة.

وأشاروا إلى أن المنافسة ستزيد من ضغوط التسعير، وبالتالي تقلص من العوائد المرجوة من المشاريع التي تنفذها الشركات مقارنة بالعوائد خلال الفترات السابقة، لافتين إلى أن الشركات الصغيرة لا تعاني كما الشركات الكبيرة، خاصة أن المشاريع الفردية من مساكن وفلل لا تزال مستمرة.

من جهته، أفاد رئيس مجلس إدارة شركة العروبة للمقاولات، علي بن حيدر، بأن قطاع المقاولات يمر بمرحلة مفصلية صعبة، فمتطلبات السوق في الوقت الراهن لم تعد كما كانت، وما وصلنا إليه لم نمر به من قبل.

وأشار إلى أن التحديات التي يواجهها قطاع المقاولات في السوق المحلي سبقت أزمة كورونا، لكن لا شك أن الجائحة فاقمت من حجم التحديات ومن طبيعتها.

وأوضح أن حالة الإشباع في السوق، لا سيما بالنسبة للعقارات السكنية وقلة المشاريع تجعل من الصعب على الكثير من الشركات الاستمرار، وتفرض وجوب إجراء تغيرات جوهرية على سياسات واستراتيجيات بعض الشركات الأخرى.

وقال علي بن حيدر: «تعمل شركات المقاولات في الوقت الراهن على تخفيض المصاريف وتقليص عمالتها»، مؤكداً أن هذا الأمر لا مفر منه.

وأضاف: «بعض الشركات التي كانت تتنافس على المشاريع الكبرى بقيمة 200 مليون أو أكثر أصبحت تدخل المنافسة على المشاريع الأصغر»، مبيناً أن طبيعة السوق تفرض إجراء تغيير في هيكلة الشركات وحجمها.

وأوضح «بن حيدر» أن أزمة الشركات الصغرى أبسط مقارنة بالشركات الكبرى، فلا يزال لدى الشركات الصغيرة القدرة على إيجاد مشاريع بسيطة من فلل ومساكن لم تتوقف، لكن ذلك لا ينفي أنها تعاني من تحديات تتعلق بالسيولة والتمويل وتحصيل المستحقات.

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لـشركة ستراتوم لإدارة جمعيات الملاك، سعيد عبدالكريم الفهيم، إن حجم بعض شركات المقاولات لم يعد متناسباً مع السوق في المرحلة الراهنة، وكذلك فإن عدد الشركات كبير مقارنة بالأعمال الجديدة وبحاجة السوق.

وأشار إلى أن الوضع الراهن الذي يجمع بين تراجع المشاريع الجديدة وضغوط السيولة وتفاقم الوضع بعد جائحة كورونا كان له تأثير كبير على السوق بالإجمال، لكن هذا التأثير يتفاوت بين شركة وأخرى.

وأوضح أن تأثر الوضع الراهن أقل على الشركات الصغيرة التي تعتمد على الأعمال المتفرقة كالفلل والمباني البسيطة أو التي لديها خبرة في أعمال جانبية كالصيانة وبعض أنواع المقاولات الكهربائية والداخلية وغيرها، فالأعمال الصغيرة مستمرة.

وأضاف: «الشركات التي ستصمد وتستمر في العمل لا شك ستقوم بضغط المصاريف إلى الحد الأدنى، وستعيد هيكلة وضعها من ناحية الحجم وطريقة العمل وأعداد العمال بما يتناسب مع احتياجات السوق الجديدة».

وأفاد الفهيم بأن وجود عدد كبير من الشركات في سوق أقل حجماً، مقارنة بالسنوات السابقة سيزيد الضغوط من ناحية عمليات التسعير على الشركات وبالتالي سيخفض من عوائدهم، كما لفت إلى مسألة التمويل التي باتت أكثر صعوبة لهذا القطاع.

وأكد رئيس مجلس إدارة شركة منابع العقارية، عبد الرحمن الشيباني، أن قطاع المقاولات في السوق المحلي يعتبر من القطاعات الريادية، مشيراً إلى أن شركات القطاع ستستمر، فالسوق المحلي حيوي ويشهد دائماً دخول مشاريع جديدة.

وأشار إلى أن استراتيجيات بعض الشركات قد تكون بحاجة إلى التعديل بما يتناسب مع المتطلبات الجديدة في السوق من ناحية الحجم وطبيعة المشاريع، وآليات التسعير والمنافسة التي تتلاءم مع مستجدات السوق.