الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

أبرز 10 مجالات في تطور رأس الخيمة خلال العقد الماضي

أبرز 10 مجالات في تطور رأس الخيمة خلال العقد الماضي

يصادف شهر أكتوبر من هذا العام الذكرى العاشرة لتولي صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة مقاليد الحكم في الإمارة، ولمسيرة التنمية فيها، ونستعرض من خلال (10 في 10) المجالات العشرة التي استحوذت على أولويات الإمارة خلال العقد الماضي، وكيفية مساهمتها في تحقيقها لأهدافها، وفي دفع مسيرة التنمية المستدامة في دولة الإمارات.

الاقتصاد

تتبنى حكومة رأس الخيمة نهجاً مالياً يقوم على الحوكمة الرشيدة، وتلتزم باستمرار تحسين مؤشرات سهولة ممارسة الأعمال، وهو ما ساهم في تحقيق الموازنة العامة للإمارة فائضاً مالياً سنوياً منذ عام 2010، وذلك بفضل اعتمادها على اتباع سياسات متحفظة للدين العام مبنية على توجه تنازلي ثابت لإجمالي هذا الدين مقارنة بالناتج المحلي الإجمالي للإمارة.

وساهم هذا النهج التعاوني والمؤسسي لحكومة الإمارة في تكريس مكانة رأس الخيمة وجهةً للشركات الصغيرة والمتوسطة، والشركات الكبرى، إذ يصل عدد الشركات التي تعمل فيها حالياً إلى أكثر 38000 شركة من 100 دولة تمارس أعمالها في 50 قطاعاً مختلفاً مستفيدة من التراخيص التجارية والخدمات التي تقدمها هيئة مناطق رأس الخيمة الاقتصادية «راكز»، وغرفة تجارة وصناعة رأس الخيمة، ودائرة التنمية الاقتصادية في رأس الخيمة.

توسع المناطق الحرة

تتولى هيئة مناطق رأس الخيمة الاقتصادية (راكز) الإشراف على 6 مناطق في قطاعات متعددة، وهي تعتبر اليوم موطناً لأكثر من 15000 شركة من 100 دولة تعمل في أكثر من 50 قطاعاً، وتشتمل هذه الشركات على العديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة، وكذلك 770 من كبرى شركات التصنيع الرائدة على مستوى العالم.

تطور السياحة والضيافة

قطاع السياحة بدوره واحد من القطاعات التي شهدت تقدماً كبيراً في رأس الخيمة على مدار الأعوام العشرة الماضية، فقد أصبحت الإمارة وجهة معروفة ومكاناً مفضلاً للابتعاد عن صخب المدن، وقد أتاح التنوع الجغرافي لرأس الخيمة من الصحارى إلى الشواطئ الجميلة والجبال الشاهقة، تقديم مجموعة مختلفة من الأنشطة في مواقع قريبة من بعضها البعض.

وتلبية للطلب المتزايد والنمو الكبير الذي يشهده القطاع، ظهرت الحاجة إلى تطوير المزيد من الفنادق. ففي عام 1960، لم يكن هناك فنادق على الإطلاق في إمارة رأس الخيمة، ولعقود عديدة، كان هناك فندق واحد أو 2 فقط، إلا أن الأعوام العشرة الماضية كانت شاهداً على طفرة كبيرة في عملية بناء الفنادق، إذ وصل عددها اليوم إلى 45 فندقاً تضم 6433 غرفة، فضلاً عن 17 فندقاً آخر قيد الإنشاء ستوفر بعد استكمال بنائها أكثر من 5000 غرفة إضافية.

تطور أسلوب الحياة

كانت «قرية الحمرا»، التي افتتحت لأول مرة في عام 2004، أول مشاريع إمارة رأس الخيمة في مجال التطوير العقاري، وقد نمت المنطقة لاحقاً لتصبح مجتمعاً مزدهراً تبلغ مساحته 77 مليون قدم مربع، يضم نحو 10000 ساكن يعيشون في أكثر من 1000 فيلا، وما يقرب من 2500 شقة بكلفة مناسبة ومنافسة لكثير من المجتمعات السكنية المماثلة في أي مكان آخر. وقد تم بناء مشروع «قرية الحمرا» حول ملعب غولف مصمم بشكل جميل يضم 18 حفرة، وقد حققت القرية نجاحاً كبيراً في أوساط السياح والمقيمين على حدٍ سواء، لما تضمه من مرافق منها مرسى ومركز تجاري والعديد من المطاعم والمقاهي وبعض أفضل الفنادق في الإمارة.

وعلى بعد بضعة كيلومترات شمال «قرية الحمرا»، يقع مشروع مجتمع الواجهة البحرية الفاخر «ميناء العرب»، الذي طورته شركة رأس الخيمة العقارية، وتم تسليم المرحلة الأولى منه والمسماة «غرناطة» في عام 2010، ليتبعها افتتاح العديد من المناطق الأخرى، مثل: ماليبو، وبرمودا، وفلامنغو، في الأعوام التي تلت ذلك، ما ساهم في تطور هذا المجتمع والذي نراه اليوم قائماً على أرض الواقع.

الرقمنة

تشهد رأس الخيمة منذ عام 2010، تحولاً رقمياً متسارعاً تماشياً مع استراتيجية دولة الإمارات العربية المتحدة لتحسين الخدمات الحكومية ورقمنتها بالكامل، ويعد التحول من الخدمات الورقية إلى الخدمات الرقمية منذ عقد من الزمان أمراً مذهلاً في رأس الخيمة، حيث تقود هيئة الحكومة الإلكترونية، عملية الرقمنة كوسيلة لمواصلة تحسين وتبسيط الخدمات المقدمة للمتعاملين، واليوم تم تحويل أكثر من 450 خدمة من مختلف دوائر حكومة رأس الخيمة إلى خدمات إلكترونية متاحة عبر شبكة الإنترنت.

بالإضافة إلى ذلك، يقدم تطبيق mRAK الآن، أكثر من 100 خدمة إلكترونية، تضمن كافة معايير الراحة والأمان العالية للشركات والأفراد. كذلك أطلقت هيئة حماية البيئة والتنمية في الإمارة، تطبيق «استدامة» البيئي، الذي يقيس البصمة الكربونية للمستخدم، ويظهر تنوع الخيارات الرقمية المتاحة الآن في رأس الخيمة.

قفزة النقل والمحاجر

منذ أكثر من 40 عاماً عملت كل من شركة أحجار رأس الخيمة - «راك روك» ومؤخراً «ستيفن روك» على استخراج الأحجار، ومواد الحجر الجيري عالية الجودة من سلسلة «جبال الحجر» ليتم نقلها بعد ذلك عن طريق البر أو من ميناء صقر القريب إلى جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي والهند ودول العالم، وإيصالها للمتعاملين بقطاعات البناء والإسمنت والصلب والتعدين والصناعات الكيماوية والزجاجية.

ولقد ساهم قرب ميناء صقر، أكبر ميناء مناولة في منطقة الشرق الأوسط، في نقل المواد على طول 10 كم من أحزمة النقل الصديقة للبيئة عبر الطريق الرئيسي السريع وتعبئتها على السفن للنقل إلى جميع أنحاء المنطقة وخارجها.

وبعيداً عن الجبال، تمتلك رأس الخيمة خيارات نقل أخرى، فإلى جانب الطريقين السريعين (E311 وE611) اللذين يربطان الإمارة ببقية مدن الدولة، هناك «مطار رأس الخيمة الدولي»، الذي دخل العام الماضي في شراكة مع شركة «سبايس جت» الهندية ليصبح أول مركز خارجي لهذه الشركة.

وقد أصبح المطار نقطة رئيسية لعودة المقيمين من الجالية الهندية إلى بلادهم خلال مرحلة وباء «كوفيد-19»، مما سمح لأكثر من 53000 شخص بالعودة إلى ديارهم عبر ما يزيد على 300 رحلة.

منظومة تعليمية متقدمة

تتمتع إمارة رأس الخيمة بتاريخ حافل وغني بالإنجاز الأكاديمي، حيث كانت الإمارة سباقة في إنشاء نظام تعليمي متطور، وخير مثال على المؤسسات التعليمية هي الجامعة الأمريكية في رأس الخيمة التي تأسست في عام 2009 وتتميز بروابط متعدد مع الجامعات في الولايات المتحدة، ومن الجامعات الأخرى التي تميزت منذ تأسيسها في عام 2006 جامعة رأس الخيمة للطب والعلوم الصحية.

من جانبها لعبت مؤسسة الشيخ سعود بن صقر القاسمي لبحوث السياسة العامة دوراً حيوياً في تطوير قطاع التعليم في رأس الخيمة والدولة بأكملها على مدى العقد الماضي، من خلال بحوثها الثاقبة ومساعدتها التعليمية للمجتمع مما أتاح إدخال العديد من التحسينات النوعية على الصعيدين المحلي والوطني.

عين على التاريخ العريق

تفخر إمارة رأس الخيمة بتاريخ حافل يعود إلى نحو 7000 عام مضت، وهي واحدة من الأماكن القليلة في العالم التي ظلت مأهولة بالسكان طوال تلك المدة.

وفي صميم جهود الإمارة لاكتشاف المزيد عن ماضيها والحفاظ على المواقع والتحف الهامة، يبرز دور دائرة الآثار والمتاحف التي نفذت في الأعوام العشرة الماضية عدداً من المشاريع، وأقامت شبكة من علاقات التعاون مع بعض المؤسسات الدولية وساهمن في الكشف عن العديد من اللقى الأثرية ذات القيمة التاريخية المهمة.

وكانت الاكتشافات الأثرية ذات أهمية كبيرة حيث تمت إضافة 4 مواقع في رأس الخيمة إلى قائمة اليونسكو المؤقتة للتراث العالمي، مما قد يؤدي إلى الاعتراف العالمي بها في وقت قريب.

تقدم البيئة ونمط الحياة

وضعت بلدية رأس الخيمة استراتيجية كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة في عام 2018 لضمان تشييد المباني بطريقة مستدامة ولإبراز حرص الإمارة على بذل كافة الجهود للحد من تأثيرها السلبي على البيئة.

تهدف الاستراتيجية إلى خفض استهلاك الطاقة بنسبة 30%، وتقليل استهلاك المياه بنسبة 20%، ورفع نسبة توليد الكهرباء باستخدام الموارد المتجددة إلى 20% بحلول عام 2040.

وتلعب دائرة الأشغال والخدمات العامة أيضاً دوراً أساسياً في حماية البيئة وتنميتها على مدى العقد الماضي، حيث قامت ببناء أكثر من 13 حديقة وممشى في أحياء مختلفة في جميع أنحاء رأس الخيمة، مما أضاف أكثر من 660 ألف متر مربع من المساحات الخضراء.

بالإضافة إلى ذلك، أطلقت الإدارة مبادرة رأس الخيمة لإعادة التدوير، والتي تتيح للأسر في جميع أنحاء الإمارة إعادة تدوير العبوات في المنزل، مع فتح 5 مراكز لإعادة التدوير في مواقع مختلفة و5 مراكز لمعالجة بقايا الطعام.

ثورة الرعاية الصحية

على مدى الأعوام العشرة الماضية، تطور دور مؤسسات الرعاية الصحية في رأس الخيمة من تقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية للسكان المحليين إلى توفير السياحة العلاجية والترحيب بالراغبين في زيارة الإمارة الاستفادة من خيارات الرعاية الصحية المتقدمة المتاحة على شواطئها.

وبالإضافة إلى مستشفى صقر الحكومي، طورت الإمارة شبكة واسعة من مرافق الرعاية الصحية بما في ذلك مستشفى الشيخ خليفة التخصصي، الذي تم بناؤه من قبل وزارة الصحة ويتولى إدارته مستشفى جامعة سيول الوطنية.