الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

اقتصاديون: دبي قادرة أن تكون طريق حرير جديداً بالمنطقة العربية

اقتصاديون: دبي قادرة أن تكون طريق حرير جديداً بالمنطقة العربية
أكد مسؤولون واقتصاديون، أن دبي جزء أساسي من منطقة الشرق الأوسط، تمتلك إدارة ورؤية جيدة وقطاعين حكومي وخاص نشطين، موضحين أنه بإمكانها أن تكون طريق حرير جديداً بالمنطقة العربية بدلاً من أن تكون جزءاً من طريق الحرير الصيني، وذلك انطلاقاً من البند الأول من «وثيقة الخمسين»، التي أعلن عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، مطلع عام 2019، ويتعلق بخط دبي الحرير، للتأكيد على مكانة إمارة دبي بأن تكون محطة رئيسية بين بلدان العالم.

وذكروا لـ«الرؤية»، أن جائحة كورونا فرضت الكثير من المتغيرات على المشهد الاقتصادي العالمي، وبالتالي يجب على دبي التكيّف والتحلي بمزيد من المرونة للتعامل مع الظروف الجديدة، بل وإعادة التخطيط لواقع التجارة الحالي والمستقبلي، واقتناص الفرص المناسبة، وتوسيع شبكة التواصل الإقليمية في المنطقة العربية.

التخطيط للمستقبل

من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة دبي، ماجد سيف الغرير، إن «كوفيد-19» غيّر الكثير من المفاهيم المتعلقة بالتجارة وحركتها عالمياً، وبالتالي يجب دراسة كافة التغيرات المستجدة، وإعادة التخطيط للمستقبل، فيما يتعلق بالفرص المتاحة وطرق التجارة الجديدة والمناطق الأكثر طلباً.



وأضاف أن دبي تمتلك إدارة ورؤية جيدة وقطاعين حكومي وخاص نشطين جداً، وبالتالي يجب التحرك نحو الأمام بعد تجاوز أزمة كورونا، لا سيما مع النمو الكبير في إفريقيا وشرق آسيا، وبالنظر لموقع دبي الاستراتيجي كحلقة وصل أساسية لنقل البضائع والخدمات والتكنولوجيا.

وذكر الغرير أن دبي جزء أساسي من منطقة الشرق الأوسط، وبالتالي يجب أن تستفيد من التطورات المتلاحقة في المنطقة والفرص الحقيقية الموجودة، وبدلاً من أن تكون جزء من طريق الحرير الصيني، بإمكانها أن تكون طريق حرير جديداً بالمنطقة العربية، خاصة مع الأسواق الخليجية والسوق المصري والعراقي والأردني، بحيث يمكن فتح خطوط جديدة والوصول إلى ملايين المستهلكين والمهارات الشابة.

وأكد أن الطرق البرية تعتبر فرصة كبيرة للاستثمار، خاصة شبكة خطوط السكك الحديدية، والتي ستحمل معها الكثير من الفرص لربط أسواق المنطقة ببعضها، على غرار شبكة السكك الحديدة الصينية المتطورة لربط المحافظات والمناطق، وهنا يجب الاستفادة من هذه التجربة وتطويرها والبناء عليها لاختصار المسافات، وخلق مزيد من الفرص والاستثمارات.

هيكلة المؤسسات

بدوره، قال الخبير الاقتصادي صلاح الحليان، إن الظروف الاقتصادية الجديدة التي فرضتها أزمة «كوفيد-19»، ستنعكس بشكل كبير على بيئة الأعمال في الدولة بشقيها الحكومي والخاص.



وذكر أن الحكومة تستعد للتوجه نحو مزيد من الدعم للشركات الصغيرة والمتوسطة، وتشجيع الابتكار وتحقيق متطلبات الاقتصاد الرقمي، كما تستعد لإعادة هيكلة المؤسسات الحكومية، لتكون أكثر مرونة في التعامل مع الظروف الجديدة.

تشجيع الاستثمار

وأفاد بأن دبي تمتلك جميع المقومات التي تجعلها محطة ربط أساسية بين قارات العالم، مثل: البنية التحتية المتطورة، والموانئ والمطارات والخطوط الجوية، والأنظمة والخدمات اللوجيستية، والأنظمة والقوانين والتشريعات الخاصة بتشجيع الاستثمار وجذب الشركات الناشئة الجديدة.



وأشار الحليان إلى أن السوق سيشهد انضمام نوعية أخرى من الشركات مختلفة عن السابق، تستطيع تقديم الخدمات وتطوير المنتجات بكفاءة وجودة عالية، ولكن بتكاليف أقل، وبالتالي أسعار منخفضة على المستهلك، وهذا الأمر سيخلق واقعاً اقتصادياً جديداً أكثر مرونة للتعامل مع الظروف الحالية المرتبطة بأزمة كورونا وانخفاض أسعار النفط.

منافسة مرتقبة

فيما ذهب الأستاذ في كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، عبدالله العوضي، إلى أن الصين هي المؤسس والمنطلق لطريق الحرير من الشرق إلى الغرب، وبالتالي يجب على دبي ترسيخ مكانتها أكثر في الأسواق كحلقة وصل هامة ومركزية بين طرفي العالم، والاستفادة من موقعها الاستراتيجي والإمكانات الكبيرة التي تمتلكها مقارنة بدول ومدن أخرى.



ونوه بأن الصين أثبتت خلال أزمة كورونا أنه لا بديل عنها لنمو واستمرار الاقتصاد العالمي، لا سيما بدورها كمركز رئيسي للتصنيع وتوريد مختلف أنواع البضائع لكل دول العالم، ولا تزال الصين ينمو دورها ومكانتها يوماً بعد يوم في الاقتصاد العالمي على حساب القوى التقليدية.

وتستطيع الإمارات عامة ودبي خاصة عبر علاقاتها القوية مع مختلف بلدان العالم، أن تثبت هذه المكانة على طريق الحرير أكثر فأكثر.