حدد اقتصاديون ومختصون في القطاع التجاري واللوجيستي 6 ممكنات أساسية لتعزيز تجربة إنشاء منطقة تجارة افتراضية عالمية، والتي بدأت إمارة دبي في تطويرها كأحد المبادرات الأساسية في رؤية وثيقة الخمسين، مضيفين بمواكبة المشروع الاستراتيجي وتوقيته المثالي لمتطلبات الاقتصاد وسهولة ممارسة الأعمال عالمياً، في ظل الظروف والقيود التي تفرضها الأزمات الحالية، ولا سيما جائحة كورونا.
وتصدرت تلك المقومات وفق آراء المختصين، المرونة الواضحة في البيئة التشريعية المحلية والتي لا تقتصر فقط على منح الفرصة لأصحاب الأفكار من مختلف أنحاء العالم، لتطوير أفكارهم ومشاريعهم الابتكارية عن طريق البيئة المحلية، بل تكفل أيضاً لشركات التجارة واللوجيستيات، التمتع بحرية انتقال التجارة مقابل العديد من القيود التي تقابلهم في بلدانهم الأصلية.
وتابعوا بالاستناد أيضاً إلى البيئة التكنولوجية المتطورة لإنشاء شبكات التراخيص، وبيئات العمل التي تتخطى الحدود الجغرافية، إضافة إلى الانفتاح التجاري على الأسواق المحيطة، والانتقال اللوجيستي السريع للبضائع، إضافة إلى الدعم الذي حصلت عليه الشركات الناشئة المسجلة بالدولة.
وأوضح المختص في القطاع اللوجيستي المدير العام لشركة شن كير، عامر خليفة، أن نجاح التجربة الرائدة يستند لفكرة محورية السوق المحلي، وعدم اقتصاره فقط على الاحتياجات المحلية كنافذة إقليمية لانسيابية التجارة والسلع والخدمات، ولا سيما من إمارة دبي إلى كافة الأسواق المحيطة، بما يشكل قرية عالمية للتجارة الافتراضية.
فيما يستند ذلك بدوره على المكانة التي وصلت إليها الدولة، سواء في تأسيس المشاريع أو البنية اللوجيستية المتطورة التي جعلت الدولة ملتقى لخطوط التجارة العالمية.
أما مدير مؤسسة تروث للاستشارات الاقتصادية، رضا مسلم، فأشار إلى أن أهم المقومات التي تسهم في نجاح تجربة الإمارات الرائدة، هو ما وصلت إليه الدولة في قطاع التكنولوجيا وبيئة الأعمال الافتراضية، والتي تساعدها على نقل الفكرة من طابعها المحلي نحو تجربة افتراضية عالمية، فيما تساعدها المرونة التشريعية المحلية، ولا سيما في ظل التسهيلات المقدمة التي تتمتع بها حركة التجارة من وإلى الإمارات، والتي تشكل فرصة مثالية للشركات لتخطي قيود انتقال التجارة التي قد تتعرض لها في وجهاتها الأم، وفق تشريعات التراخيص المحلية لها.
وأضاف مسلم أن التوقيت، بدوره، مثالي لتسريع وتيرة اكتمال المشروع، خاصة في ظل ظروف الجائحة، واحتياج بيئات الأعمال الدولية لممكنات وأدوات مرنة لسهولة إطلاق الأعمال والانتقال بين الأسواق بسرعة وانسيابية تتخطى القيود الاحترازية المفروضة، والتي تمثل تحديات واضحة حالياً أمام سهولة ممارسة الأعمال.
فيما تابع المختص في مجال إنشاء المشاريع، طارق برهم، أن ما حققه السوق المحلي من قدرة على دعم واحتضان المشاريع، ولا سيما الناشئة والابتكارية، سيسهم بشكل مباشر في تسريع وتيرة اجتذاب الشركات إلى المشروع الريادي، الذي تتبناه إمارة دبي وفق رؤية الخمسين.
وأضاف أن المجالات التي تستهدفها المنطقة الافتراضية مثل الصناعات الابتكارية وشركات التكنولوجيا، بدورها تتواكب بشكل مباشر مع تطلعات اقتصاد المستقبل، كما أنها تعد بيئة مثالية واضحة لأصحاب الأفكار في تلك المجالات، دون تحمل كلفة الاستثمار وإطلاق المشاريع.