سعت رائدة الأعمال الإماراتية، علياء بوسمنوه، إلى تأسيس شركتها الخاصة من بوابة المنزل، والتي تختص في صناعة زيوت الشعر والجسم والعطور الطبيعية، وبتمويل ذاتي بنسبة 100%، لتكون مرحلة عبور نحو الأسواق التجارية الدولية.
وطورت مشروعها تدريجياً من مرحلة التصنيع الذاتي في معمل متكامل لتصنيع 5 أنواع من منتجات العطور والزيوت في منزلها بكميات بسيطة لا تتجاوز 150 عبوة شهرياً قبل عام، حتى وصلت اليوم إلى تصنيع 8 أنواع وبكميات كبيرة لتغطية حجم الطلب المتزايد، حتى بدأت اليوم تنظر إلى دخول الأسواق الدولية، عبر توقيع اتفاقية مع مصنع مختص لتصنيع المنتجات بكميات تصل إلى 10 آلاف عبوة شهرياً.
وقالت في حديثها مع «الرؤية»: إن الفكرة تولدت لديها عندما بحثت عن منتجات عطرية ذات كفاءة عالية وطبيعية وخالية من المواد المضافة للاستخدام الشخصي في الأسواق المحلية، إلا أن ارتفاع أسعارها جعلها تبدأ التفكير في تأسيس شركة «بير» لصناعة الزيوت الخاصة بالشعر والجسم والعطور الخالية من المواد المضافة.
ولفتت إلى أنها فوجئت بالكلفة الباهظة لهذه المنتجات مقارنة بالمنتجات الأخرى في الأسواق، حتى أصبحت تطلبها من المملكة المتحدة بسعر منافس، ما أقنعها بضرورة تأسيس شركة لصناعة المنتجات العطرية المميزة، وبجهود شخصية وتمويل ذاتي، معتمدة بذلك على تعزيز معرفتها بأصل المواد المستخدمة في صناعة الزيوت العلاجية والعطور من المواد الطبيعية من خلال مراجع بحثية علمية معتمدة، فضلاً عن تجارب شخصية متكررة في مزج المواد للخروج بمنتج منافس يتفق مع المواصفات والمقاييس الدولية في هذه الصناعة، حتى وصلت إلى مرحلة استصدار شهادة مخبرية لجودة المنتج، ومطابقته لمعايير الصحة العامة.
وأوضحت أن فكرة المشروع جاءت بعد مشروعين لم توفق فيهما، وهما شركة مختصة في التصميم الداخلي بالشراكة مع زميلاتها في الجامعة، إذ إنهن عملن معاً لمدة 6 أعوام، لكنها خرجت من هذه الشراكة لضعف إيرادات المشروع، لتتوجه بعدها للاستثمار في إنشاء مطعم، إلا أنها واجهت تحديات في التمويل.
وعرضت بوسمنوه فكرة مشروع صناعة الزيوت والعطور على أفراد أسرتها الذين يملكون استثمارات شخصية في عدة مجالات، مشيرة إلى أن ثقافة ريادة الأعمال العائلية من أهم العوامل التي شجعتها على إنشاء مشروعها الخاص، حيث أبدوا اهتماماً بفكرة المشروع، ومنحوها الدعم المادي والمعنوي.
وقالت إنها بدأت قبل عام رحلة البحث والدراسة عن متطلبات إنشاء المشروع، والتي دامت 6 أشهر، حتى استصدرت رخصة «اعتماد» المنزلية من دائرة التنمية الاقتصادية في الشارقة، لتستورد كافة المواد الخام من بريطانيا، والأجهزة الخاصة من عدة دول حول العالم، لتنتج أول كمية مكونة من 150 عبوة تتضمن 5 روائح متنوعة خالية من المواد المضافة، ويراوح سعر العبوة بين 250 إلى 350 درهماً.
وأشارت إلى أنها تعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي، والمعارض الوطنية الداعمة لرواد الأعمال للترويج لمنتجاتها، حيث انضمت إلى عضوية مجلس سيدات أعمال الشارقة التي تدعمها في الترويج لمنتجاتها.
وأكدت رائدة الأعمال، أنها تخطط لرفع مبيعاتها بعدما نجحت في الترويج لمنتجاتها، ووصولها إلى منحنى تصاعدي للمبيعات، وذلك باستصدار اعتماد مخبري لجودة المنتجات من الناحية الطبية والصحية، وتصنيع كميات كبيرة بهدف التصدير الدولي، وتأسيس معارض خاصة في المراكز التجارية.
وقالت إن التمويل من أصعب التحديات التي واجهتها لانطلاق مشروعها الخاص، إلا أنها حرصت في الاعتماد على ذاتها في توسعة المشروع، حتى عملت على تمويل مشروعها بجهد شخصي.
ولفتت إلى أن أبرز الصعوبات في البداية تتمحور في الحصول على موردين للمواد الخام يتعاملون مع رواد الأعمال الجدد على أساس حجم مشاريعهم الصغير في البداية، والتي تتطلب كميات محدودة تتناسب مع قدراتهم البسيطة، وليس أسوة مع الاستثمارات الكبيرة في الأسواق، حتى وصلت إلى مراحل توريد المواد الخام بكميات تصنيعية.