الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

توافر فرص العمل ومشاركة السكن يعززان جاذبية دبي أمام الشباب

توافر فرص العمل ومشاركة السكن يعززان جاذبية دبي أمام الشباب

قال محللون اقتصاديون ومقيمون لـ«الرؤية»، إن مكانة دبي تعززت كأبرز الوجهات العالمية أمام الشباب العربي للمعيشة والعمل والدخل الجيد، لا سيما بعد المرونة الكبيرة التي أظهرتها الإمارة على صعيد مشاركة السكن والدعم الكبير للحفاظ على الوظائف خلال جائحة «كوفيد-19».

وتفصيلاً، قال عضو المجلس الاستشاري في معهد «تشارترد للأوراق المالية والاستثمار»، وضاح الطه: إن توفير فرص العمل وحرية مشاركة السكن يعززان فرص عيش الشباب في دبي، لافتاً إلى أن هناك كثيراً من المناطق التي لا يتمكن الشباب من العيش فيها والتي تمنع سكن العزاب بها.

وأشار الطه إلى أن أهمية المشاركة في السكن اتضحت في ظل تداعيات كورونا والتي دفعت كثيراً من الشركات لخفض رواتب موظفيها.

وأضاف أن المشاركة في السكن تخفف من تكاليف المعيشة على الشباب باعتبار أن الإيجار يقتطع جزءاً كبيراً من رواتب الشباب الذين هم في مقتبل حياتهم كما أن أمر الإيجارات يعتبر تحدياً كبيراً أمام المنشآت الصغيرة والمتوسطة في ظل تداعيات كورونا.

توفير وظائف

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة شركات «سامانا جروب»، عمران فاروق، إن الإجراءات المشددة والمتسارعة التي اتخذتها حكومة دبي لمواجهة أزمة «كوفيد-19» وعودة النشاط الاقتصادي دفعت الإمارة أن تكون أكثر جذباً للشباب العربي مع توفير فرص العمل قياساً على معاناة الأسواق المحلية باقتصادات المنطقة.

وأوضح فاروق أن دبي بدأت تشهد إتاحة وظائف على نحو مقبول عقب استئناف الأنشطة الاقتصادية التي توقفت في وقت سابق بسبب الإغلاق المرتبط بالوباء لاحتواء الجائحة.

وتابع: «أيضاً التنوع المالي والتكنولوجي الذي تتمتع به الإمارة يجعلها الوجهة المفضلة لرواد الأعمال العرب».

وأشار إلى أن اتخاذ الشباب المقيمين مساكن مشتركة له عدة فوائد لا سيما في مرحلة ما بعد الجائحة، في مقدمتها معالجة ركود السوق العقاري بالإمارة وتوفير الكلفة لدى تلك الفئة من المجتمع وتوفير أيضاً المرافق ذات الصلة التي تعطي لهم مزايا بالسكن ذاته.

تنوع الأعمال

قال مدير عام التسويق والمبيعات لدى شركة «الرواد للعقارات»، علاء مسعود، إن دبي تنبض بروح الشباب الطامح الذي يرى بالإمارة أفضل فرصاً للعمل والتعليم والدخل الجيد وسط تنوع الأعمال والانفتاح على العالم الخارجي.

وتوقع مسعود تحسن معدل التوظيف خلال الأشهر المقبلة مع التعافي من آثار «كوفيد-19» بعد اكتشاف عقار فعال لعلاجه، بجانب استعدادات الشركات المستثمرة بالحدث الدولي «إكسبو دبي 2020»، والأحداث الترفيه العالمية التي يتم تنظيمها بالإمارة.

وأشار إلى أن الشباب العربي الراغب في الدراسة وفقاً للمعايير الدولية فإنه يتجه إلى دبي تحديداً وأكثرهم يكونون من ذوي الدخل المحدود وهو الأمر الذي دفع المطورين إلى زيادة المشاريع الخاصة بالسكن المشترك بعد تزايد الطلب عليه.

وقال مسعود إن المطورين في إمارة دبي وفروا للشباب وحدات سكنية بأسعار مخفضة في مناطق قريبة للجامعات مثل واحة دبي للسيلكون، ومدينة دبي للإنترنت.

الشباب الخريجون

وأكد المحلل المالي علي حمودي، أن المرونة في مشاركة سكن الشباب فضلاً عن توفير فرص عمل يعززان استقطاب دبي للشباب والخريجين الجدد والأيدي الماهرة.

وذكر حمودي أن توفير مساكن مشتركة بين الشباب والخريجين يقلل كلفة المعيشة لديهم كما أنه يعزز توفير فرص عمل مناسبة في الشركات الناشئة والصغيرة لكي تتمكن من توظيفهم وتوفير رواتب تناسب احتياجاتهم.

ولفت إلى أنه في السابق كان يبعد الشباب عن العيش في دبي والعمل بها لارتفاع تكاليف السكن وضياع غالبية الرواتب في تكاليف السكن الأمر الذي تغير تماماً مع اهتمام الحكومة ورعايتها لهم ومرونة تعامل المستثمرين في القطاع العقاري مع الشباب وتغيير نظرتهم في كيفية استغلال عقاراتهم فضلاً عن زيادة المعروض الأمر الذي يعزز جاذبية دبي أمامهم.

وأشار إلى أهمية توافر فرص العمل ومرونة التعامل مع سكن الشباب خاصة في المرحلة المقبلة ما بعد «كوفيد-19» وحاجة الشركات لخفض التكاليف فضلاً عن أنها تعزز قدرتهم في استقطاب مهارات وقوة تتمكن من العيش في دبي وتحقيق فائض للمعيشة.

بيئة مثالية

يقول السيد سليمان، الموظف بأحد القنوات الإخبارية في دبي، وهو شاب مصري في العقد الثالث من العمر، إن دبي توفر بيئة مجتمعية مثالية للمعيشة والعمل، من دخل مناسب إن لم يكن الأفضل بين دول العالم، مع وجود قوانين وتشريعات متطورة تطبق على الجميع دون استثناء.

ويضيف سليمان أن الدولة توفر كل الظروف لحياة وعمل أفضل، للمواطن والمقيم على السواء، ولم تصبح دبي جاذبة للشباب من فراغ، بل نتاج تخطيط ورؤية مستقبلية وضعت منذ عقود، ويجري تطبيقها بحرفية شديدة.

ويؤكد أنه منذ انتقاله للعمل في الإمارات أصبح نادماً بشدة على فترة عمله خارجها، ويرغب الآن في المعيشة واستكمال مسيرة حياته بها.

أحمد جمال مدرب السباحة بأحد المراكز المتخصصة في دبي، قال إن دبي هي إمارة الأحلام أو أرض الفرص بالنسبة للشباب من كافة الجنسيات نظراً لتوافر عنصر الأمن والسلامة والذي يخلق بيئة تعايش نادرة بين جنسيات العالم.

وأفاد جمال: «يعتبر عامل البنية التحتية عامل جذب حيث تتوافر جميع خيارات السكن أمام الشباب إلى أن أهمية دبي تكمن في حرصها على تقديم تسهيلات خاصة للشباب سواء أصحاب الأفكار والمشروعات المبتكرة أو أصحاب الشركات الصغيرة».

ويقول محمد الخضري، أحد المقيمين ويعمل كفرد أمن، إن توفر السكن المشترك يمثل عاملاً هاماً للعمل والمعيشة في دبي، لأنه يوفر الكثير من الأموال على المقيم، وتعزز العائد من عمله، بينما توجد العديد من العوامل الأخرى التي تشجع على العمل في دبي منها الخدمات والتشريعات والدخل المرتفع.