الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

«جمعة التخفيضات» ترفع مبيعات التجزئة 200%

«جمعة التخفيضات» ترفع مبيعات التجزئة 200%

أرشيفية

أكد مختصون ومستهلكون لـ«الرؤية»، أن خصومات فعالية «الجمعة البيضاء» التي انطلقت فعاليتها، الثلاثاء الماضي، وتنتهي نهاية شهر نوفمبر الجاري ستدعم وتنشط مبيعات قطاع التجزئة بدولة الإمارات بشكل ملحوظ، لا سيما المعتمدة بشكل رئيسي على خدمات «أونلاين» اللاتلامسية لتجنب انتشار فيروس كورونا.

وقال المدير الإقليمي لدى شركة كريتيو لتكنولوجيا التسوق بالشرق الأوسط وإفريقيا والتي تتخذ من دبي مقراً لها، أليستير بيرتون، إن مبيعات الجمعة البيضاء في ظل التخفيضات المذهلة التي وصلت إلى 90% بمئات المتاجر بالدولة، خصوصاً بدبي، والتزام المنصات الإلكترونية كـ«أمازون» و«نون» بإجراءات السلامة للمستهلكين من المرجح أن ترفع قطاع التجزئة بنسبة نمو تفوق 200%، مقارنة بالعام الماضي.

وأوضح أن انطلاق فعالية «3 أيام من التخفيضات الكبرى» بالتزامن مع فعالية «الجمعة البيضاء» ستحقق نسبة النمو المتوقعة تقريباً بالقطاع في ظل الإقبال الذي تشهده مراكز التسوق رغم كورونا، مشيراً إلى أن 4 من كل 10 مستهلكين بالإمارات بعد مرحلة الجائحة، ولا سيما خلال فعالية «الجمعة البيضاء» كشفوا عن خططهم لخوض عملية شراء بعض المستلزمات عبر التسوق الإلكتروني لاقتناص فرصة التخفيضات في ظل تقديم بعض مقدمي الخدمة أسعار الشحن إلى المنازل بنسب مخفضة.

وأشار إلى أن توالي مواسم التخفيضات في دبي تحديداً، حيث سينطلق بعد تلك المناسبة مهرجان دبي للتسوق، وذلك بدأ من يوم 17 ديسمبر وحتى 30 يناير 2021 والذي يشمل عروضاً ترويجية تستهدف تنشيط الأسواق التجارية، تزامناً مع الاستعدادات الخاصة برأس السنة سيكون بمثابة قفزة لقطاع التجزئة الإماراتي تعيد نشاطه الذي فقده في مطلع أزمة الجائحة.

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة «شيبا» لخدمات التوصيل، والتي تتخذ من دبي مقراً لها، برهان بن مينا، إن تلك الفعاليات لا تدعم فقط قطاع التجزئة الإماراتي بل إنها تدعم القطاع ذاته بالمنطقة والذي من المنتظر أن يشهد تضاعفاً في مبيعاته، متوقعاً أن تقود الإمارات ذات بنية تحتية تكنولوجية قوية بالقطاع وهو ما أثبتته أزمة الجائحة مبيعات قطاع التجزئة الخليجي لتحقيق مبيعات تفوق 50 مليار دولار خلال الثلاث سنوات القادمة بعد أن حقق نحو 24 مليار دولار في ظل الاعتماد الإجراءات الاحترازية والقيود المتعلقة بالوباء والتي بدورها نقلت اهتمام المتسوق إلى التسوق على الإنترنت.

وأكد أن الفعاليات الكبرى التي تستهدف قطاع التجزئة وتقوم بتنظيمه الجهات المختصة بالقطاع تلعب دوراً محورياً في تحسين المؤشرات الاقتصادية بقطاعات كبرى كالتسوق والسياحة والشحن والنقل وزيادة الاعتماد على التحول الرقمي ولا سيما بعد الجائحة.

وتوقع الرئيس التنفيذي لمجموعة «إليكسير غروب» التي تتخذ من دبي مقراً لها، وهي شركة تقنية تعمل على تطوير حلول مبتكرة لصناعة التجزئة، علي راو، أن تحدث تلك الفعاليات تحولاً ونشاطاً في المتاجر التي عانت من الجائحة، مرجحاً أن يشهد صفقات بيعية تفوق وزيادة تقدر بنحو أكثر من 200% مقارنة بنسب النمو المحققة لقطاع التجزئة بالدولة خلال شهري سبتمبر وأكتوبر والتي لم تتجاوز 50%.

وأكد علي راو أن فعالية الجمعة البيضاء هذا العام تبدو مختلفة بشكل كبير عمَّا كانت عليه في الماضي تزامناً مع التحول إلى التسوق عبر الإنترنت وفترات البيع الأطول. وأضاف أن تلك الفعاليات وبعد أن جاءت تزامناً مع ارتفاع عدد تجار التجزئة ومقدمي الخدمات عبر الإنترنت تثبت أن الطريق أصبح ممهداً لنمو قياسي لمجال التجارة عبر المنصات الإلكترونية خلال السنوات المقبلة.

من جهته، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة شيخاني، أحمد شيخاني، إن ارتفاع مبيعات التجزئة في التجارة الإلكترونية في السنوات العشر الماضية، انخفض التسوق داخل المتجر في يوم الجمعة البيضاء بشكل كبير بسبب Covid-19. مؤكداً أن مفهوم الجمعة البيضاء كاليوم المفرد قد بدأ بالفعل في التلاشي لعدة سنوات قبل جائحة فيروس كورونا، أدى انتشار التسوق عبر الإنترنت إلى إضعاف طبيعة الاحتفال في ذلك اليوم.

وأشار إلى أنه في هذا العام بدأت متاجر البيع بالتجزئة في الترويج لمبيعات العطلات قبل الموعد بفترة طويلة، وجعلت أسعار تخفيضات «الجمعة البيضاء» متاحة قبل عطلة الأعياد الوطنية بفترة طويلة. كما يبدو أن الوباء أيضاً قد قضى على الممارسة المثيرة للجدل المتمثلة في فتح المتاجر في يوم العيد الوطني نفسه، حيث تلقت معظم سلاسل البيع بالتجزئة الكبرى تقاطعات متقطعة ومسافات اجتماعية تشتت الحشود الصاخبة.

من جانبها، قالت المتخصصة بالتسويق الإلكتروني لدى شركة «دانيل ولنجتون» التي تتخذ من دبي مقراً لها، رنا كمال، إن فعالية «الجمعة البيضاء» هذا العام شهدت إقبال أقل من المعتاد على الرغم من توفير أغلب الماركات عروض مغرية للمتسوقين في مراكز التسوق وعلى المنصات الإلكترونية في مختلف التصنيفات، مشيرة إلى أنه من الواضح أن سلوك العملاء قد تغير بشكل كبير هذا العام لأسباب عديدة من ضمنها رغبة البعض في توفير المال والحفاظ على مدخراتهم في ظل هذه الظروف الغير مستقرة.

وأكدت أنه على الرغم من أن مراكز التسوق وفرت فترات بيع أطول من المعتاد، إلا أن العديد من العملاء يفضلون التسوق عبر الإنترنت.

ومن جانب المستهلكين، قال المقيم بإمارة دبي، حسام الدين حسن، مهندس، «لطالما كانت تخفيضات الجمعة البيضاء فترة انتعاشة لمحبي التسوق واقتناص الفرص الشرائية الفريدة من نوعها لشراء المنتجات المفضلة لديهم. ومن المعروف أن جائحة فيروس كورونا أثرت على الوضع المادي والاقتصادي للعديد من الأشخاص والذي قد يكون قد حد من شهيتهم التسويقية ولكن ليس نهائياً. وقد اتجه العديد من الناس نحو التسوق عبر الإنترنت بدلاً من الذهاب إلى مراكز التسوق وهو ما قد يكون من الاختلافات الجذرية التي سببتها كورونا في حياتنا. وتتنافس الكثير من مواقع التسوق عبر الإنترنت مثل أمازون ونون في العروض والتخفيضات الكبيرة على مختلف السلع والمنتجات المختلفة جذباً منهم للمتسوقين للشراء منهم. وتبقى تخفيضات الجمعة البيضاء من الأوقات المنتظرة خلال العام، ولكنها فقدت بعض بريقها هذا العام بسبب كورونا».

وقال ربيع عدنان صعب - المقيم بإمارة دبي: «تعتبر تخفيضات الجمعة البيضاء مغرية في ظل انتشار فيروس كورونا خاصة أن الناس أصبحوا يفضلون الشراء من المواقع الإلكترونية حفاظاً على التباعد الاجتماعي للحفاظ على الصحة العامة وما زاد الإقبال على التسوق الإلكتروني هو التخفيضات التي تنظمها أسواق التجزئة فقبل التخفيضات شهدت التجارة الإلكترونية نمواً كبيراً بسبب انتشار «كوفيد-19» والتجارة الإلكترونية مزايا عدة أهمها بالنسبة لتوفير الوقت والجهد المستهلك عند الذهاب لمراكز التسوق».

وأضاف يحيى عيسى، المقيم بإمارة دبي: «عروض الجمعة البيضاء دوماً تأتي لتعزز الآمال فلم يحالفنا الحظ ولكن هذا العام حيث وجدنا كمستهلكين فروقات بالأسعار قليلة وهناك خصومات راوحت بين 10 و 15% وأما الحسومات العالية التي وصلت إلى 30 أو ٥٠% فكانت على العلامات التجارية التي هي بالأساس تواجه ركوداً خلال أيام العام. كان على المحلات التجارية أن تقدم المزيد من المغريات والتخفيضات لحشد المزيد من الزخم لهذا الموسم الذي كنّا نتوقعه استثنائياً بسبب جائحة كورونا ».

في المقابل، قال إبراهيم مهدي، المقيم بإمارة دبي،: «لقد جاءت المعروضات لهذا ليس كما المتوقع حيث إننا توقعنا موسماً من المعروضات السخية خاصة أن المحلات خلال العام نفذت فترات إغلاق طويلة أدت إلى انخفاض مبيعاتها بشكل كبير وخاصة المحلات التجارية التي في المولات لذلك كان من المفترض أن يستغل التجار موسم الذروة لزيادة حجم مبيعاتهم وجذب المزيد من العملاء المحليين لتنشيط الاستهلاك الداخلي على أثر انخفاض أعداد السائحين بعد جائحة كورونا وتطبيق التباعد الاجتماعي وغيرها من الإجراءات الأخرى. ولكننا ما زلنا في موسم الذروة حيث العطلات والأعياد على الأبواب أتمنى أن يتم مراجعة الموقف من قبل التجار والبحث عن طرق أكثر فعالية بما يساعدهم بالعودة إلى مستويات النمو ما قبل الأزمة».

وأضاف ناصر إقبال، مقيم في دبي. «بصراحة، سيكون من الخطأ القول إن الجمعة البيضاء أكثر جاذبية بسبب الاحتياطات المتعلقة بفيروس كورونا. ما زلت أنا وعائلتي نرى أن الوقت مناسب للاستفادة من الصفقات الكبيرة وتخزين الضروريات لتوفير الميزانية الشهرية. نعم، إنها حقيقة نحن كبشر نحب الزحام ونحب الاحتفال معاً خلال مواسم الأعياد، مثل مهرجان دبي للتسوق والقرية العالمية والخروج وتناول الطعام في الخارج خلال فصل الشتاء اللطيف، ولكن لا يمكننا أيضاً المساومة على صحتنا وسلامتنا».

وتابع: «لذلك، قررنا الاحتفاظ بكليهما - الاستفادة من خصومات الجمعة البيضاء في وضع عدم الاتصال وعبر الإنترنت واتخاذ الاحتياطات بنسبة 100% وأصبحنا دوماً ننفذ ما فرضته السلطات الإماراتية وهو أننا نخرج ونتسوق للحصول على وقت التسوق الخاص بنا خلال جائحة Covid-19، فقد تم تخفيضه من 5 ساعات إلى ساعة واحدة، وبالتالي تجنب اللقاء الوثيق مع زملائنا المتسوقين في المتجر والمركز التجاري».