الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

«كورونا» تدعم الاستثمار في بدائل اللحوم «النباتية والمستزرعة»

تتجه التوقعات لتصاعد حصة «اللحوم المستزرعة في المختبرات» في سوق الغذاء العالمي خلال السنوات القليلة المقبلة، وتأتي صناعة هذه اللحوم من خلال زراعتها في المختبرات باستخدام خلايا مأخوذة من حيوان حي، مع إضافة الدهون والأحماض الأمينية والمعادن والماء، ليتم إنتاجها في صورة لحوم مشابهة للحيوان الأصلي، إذ توقع «سويسكوت بنك» تنامي التوجه إلى الاستثمار في قطاع بدائل اللحوم، حيث تستعد شركات ناشئة حول العالم لإنتاج اللحوم المزروعة في المعامل مثل لحوم البقر والدجاج في المصانع، من أجل غزو الأسواق العالمية بالمنتجات الجديدة.

ويعتقد نائب المدير التنفيذي لـ«سويسكوت بنك» في دبي، شادي كرباج، في حوار خاص مع الرؤية: «نتيجة لتزايد أعداد البشر مع تناقص مستمر في الثروة الحيوانية عن تلبية الطلب، اتجهت شركات عديدة لتوفير بدائل غذائية في مقدمتها اللحوم، وطبقت بعض الشركات فكرة بدائل اللحوم الحيوانية، ودفعت جائحة كورونا المزيد من الشركات للعمل بهذا القطاع نتيجة وقف سلاسل التوريد»، لافتاً إلى أن هناك فرصة جيدة في السنوات المقبلة للاستثمار في قطاع اللحوم البديلة، خاصة في الإمارات سواء من خلال الشركات المحلية الناشئة الجديدة أو من خلال الاستثمار في شركات عالمية وشراء أسهمها أو مؤشراتها، مرجحاً أن يزداد التوجّه إلى اللحوم النباتية بنسبة 5% على أساس سنوي في السوق الإماراتي.

وتالياً تفاصيل الحوار:

- هل يعد قطاع بدائل اللحوم أو اللحوم المستزرعة مخبرياً أحد الخيارات الاستثمارية المستقبلية؟

في الواقع تم تحقيق بعض الاكتشافات العلمية المهمة خلال السنوات الأخيرة في بدائل اللحوم المستزرعة والنباتية، وصناعة اللحوم تعد من أبرز عوامل التغير المناخي، وتنتج الماشية غاز الميثان، وتربيتها تحتاج إلى قطع مساحات شاسعة من الأشجار، و الزراعة الحيوانية مسؤولة عن غازات الاحتباس الحراري بمعدل يضاهي أنظمة النقل في العالم، وتستهلك كميات كبيرة من المياه، وباتت صناعة اللحوم الآن تعد واحداً من أكثر القطاعات غير المستدامة في العالم.

وتعد سنغافورة أول دولة سمحت بترويج اللحم النظيف في العالم، حيث قالت وكالة الغذاء في سنغافورة، إن الخبراء وجدوا اللحوم النظيفة آمنة للاستهلاك بعدما أنتجت الشركة الأمريكية «جست» أول لحم دجاج جرى إنتاجه في المختبر، وذلك بعدما أنتجت الشركة ذاتها بيضاً نباتياً يعتمد على بروتين مستخرج من نبتة الفاصوليا.

وتمّ مؤخراً اتخاذ خطوات لافتة في مجال اللحوم المستزرعة (التي تتمّ زراعتها في المختبرات)، حيث يتمّ إنتاج خلايا اللحوم باستخدام خلايا مأخوذة من حيوان حي مع إضافة الدهون والأحماض الأمينية والمعادن والماء.

-ما هي التوقعات لمستقبل الاستثمار في بدائل اللحوم؟

بلغت قيمة سوق اللحوم العالمية 945 مليار دولار أمريكي في عام 2019، ومن المرجح أن تصل إلى أكثر من 1.1 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2023، ومن المتوقّع أن تشكل بدائل اللحوم النباتية وحدها ثلث إجمالي سوق اللحوم بحلول عام 2050، ومن أهم مؤشرات النمو هو أن شركات اللحوم العالمية مثل شركة «تايسون فودز»، ثاني أكبر مصنّع في العالم للحوم البقر والدجاج، تستثمر بشكل ضخم في هذه البدائل.

وبحلول عام 2040، من المتوقع أن يصبح 60% من اللحوم المستهلكة إما قائمة على مصادر نباتية وإما «مزروعة» في المختبر، ما يمثل تحولاً هائلاً في الصناعة.

كما أن التجار في أسواق السلع مدركون جيداً أن أسعار لحوم الأبقار والدواجن ارتفعت بنسبة 23% و18.8% على التوالي منذ سنة حتى اليوم، وتعود هذه الأرباح اللافتة بشكل كبير إلى التجار الذين يتطلّعون إلى التحوّط من تقلّب العملة والاضرابات في سلاسل التوريد العالمية، ويشير ذلك إلى أن سعر اللحوم لا يعكس حجم الاستهلاك اليومي بل أنّه في الواقع مجرد استثمار تجاري آخر مع إمكانية تحقيق إيرادات جيدة بالنسبة للتجار الذين لا يرغبون في أيّ مجازفة من خلال التعرّض للسوق الحقيقي.

-ما هي التوقعات بالنسبة للسوق الإماراتي؟

من المتوقع أن تبلغ قيمة سوق اللحوم في دولة الإمارات العربية المتحدة 5.5 مليار دولار بحلول عام 2022، بينما من المتوقع أن يرتفع إجمالي الإنفاق على الأطعمة والمشروبات في الإمارات بنسبة 6.9% على أساس سنوي، ليبلغ 37 مليار دولار هذا العام، ومع ازدياد الوعي الصحي والوعي البيئي لدى شريحة سكانية مكونة من 8 ملايين شخص من مختلف الجنسيات والثقافات، من المرجح أن يزداد التوجّه إلى اللحوم النباتية بنسبة 5% على أساس سنوي.

-ماذا عن فرص الاستثمار في بدائل اللحوم في الإمارات؟

نعتقد أن هناك فرصة جيدة في السنوات القادمة للاستثمار في قطاع اللحوم البديلة، وهذا متاح في الإمارات سواءً من خلال الشركات المحلية الناشئة الجديدة أو من خلال الاستثمار في شركات عالمية وشراء أسهمها أو مؤشراتها، والتي يمكن للمستثمرين القيام بذلك من خلال وجودهم في الإمارات.

-ما أثر كورونا على عالم صناعة اللحوم؟

أظهرت أزمة فيروس كورونا للجميع أهمية الاستدامة والاستفادة من الاستثمار بالموارد المحلية، بسبب اضطرابات سلسلة التوريد العالمية وإغلاق الحدود، ولا شك في أن التوقعات العالية لبدائل اللحوم قد باتت راسخة، الأمر الذي دفعنا في سويسكوت إلى توفير منتجات استثمارية تسمح لعملائنا بالاستثمار في السلع المستدامة والصديقة للبيئة التي تقدّم عوائد واعدة في السنوات المقبلة، ونتوقع أن يستمر هذا التوجّه في النمو بشكل كبير في المستقبل القريب.