السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

رئيس «طاقة أبوظبي»: المستقبل في الاقتصاد الأخضر

رئيس «طاقة أبوظبي»: المستقبل في الاقتصاد الأخضر

قال المهندس عويضة مرشد علي المرر، رئيس دائرة الطاقة في أبوظبي، إن التصدي لظاهرة التغير المناخي ركيزة أساسية لحياة صحية ومستقبل مستدام، مؤكداً خلال كلمته الرئيسية في افتتاح أسبوع أبوظبي للاستدامة 2021، أن اقتصاد المستقبل هو اقتصاد أخضر ومجتمع المستقبل مجتمع أخضر.

وتنعقد فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة 2021 في أبوظبي، خلال الفترة بين 18 إلى 21 يناير، وتشتمل على قمة أسبوع أبوظبي للاستدامة التي ستقام يوم الثلاثاء الموافق 19 يناير 2021، كما تشتمل أيضاً على سلسلة من الأنشطة، والفعاليات الافتراضية رفيعة المستوى التي تجمع خبراء ونخبة من القادة الدوليين، وتركز على استكشاف الفرص المتاحة من أجل تحقيق «التعافي الأخضر» في العالم خلال مرحلة ما بعد جائحة كورونا «كوفيد-19».

وتابع المهندس عويضة المرر كلمته قائلاً: «ونحن نحاول اليوم تجاوز تبعات انتشار فيروس كورونا المستجد، ندرك أكثر من أي وقت مضى ضرورة العمل على إزالة الكربون من بنيتنا التحتية، والعمل على تعزيز أنماط وعمليات الاستهلاك والإنتاج المستدام لمواردنا الأساسية، بما يسهم في تعزيز قدرتنا على التكيف مع ظاهرة تغير المناخ».

وتطرقت الكلمة الرئيسية لمعاليه إلى كيفية استدامة المياه، حيث أشار إلى سببين رئيسيين لتناول هذه القضية، أولهما الفرص التي توفرها كفاءة إنتاج المياه، والبنية التحتية للمياه الخالية من الكربون التي من شأنها المساهمة في الحد من مخاطر تغير المناخ، والتأثير على وفرة المياه وجودتها وكميتها، والثاني الارتباط الوثيق بين المياه والغذاء والطاقة، وكيف يمكن لهذا التكامل بين هذه العناصر الثلاثة تحسين الأمن، ودعم مسيرة التحول للاقتصاد الأخضر، وجعل المياه أولوية وطنية.

وتابع: «وفقاً لتقرير الأمم المتحدة العالمي عن تنمية الموارد المائية لعام 2020، فقد تضاعف الاستهلاك العالمي من المياه 6 مرات القرن الماضي، وهو يزداد بنسبة 1% سنوياً، ومن المتوقع استمرار هذا الارتفاع لعام 2050، وذلك في وقت يعيش فيه أكثر من 2 مليار شخص بدول تعاني (إجهاداً مائياً شديداً)، فيما يعاني نحو 4 مليارات شخص ندرة شديدة بخدمات مياه الشرب المدارة بطريقة مأمونة خلال شهر واحد على الأقل من العام».

وأشار إلى أن ظاهرة تغير المناخ ستؤدي إلى تفاقم الوضع في البلدان التي تشهد «إجهاداً مائياً»، وتثير مشكلات مماثلة في العديد من المناطق الأخرى من العالم التي لا تعاني أي «إجهاد مائي» في الوقت الراهن.

وأضاف: «يمكننا من خلال تحسين إدارة المياه بطريقة أفضل وأكثر كفاءة في إنتاجها دعم الجهود الرامية للتصدي لتغير المناخ، وتعزيز القدرة على توفير إمدادات كافية من المياه الصالحة للشرب على نطاق عالمي».

وتناول المهندس عويضة المرر الوضع المائي في دولة الإمارات العربية المتحدة، ودول الخليج العربية، مؤكداً أن ندرة المياه فيها أمر متوقع بسبب التضاريس الجغرافية والنظم البيئية السائدة فيها، قائلاً: «نعتمد على تحلية المياه مصدراً أساسياً لمياه الشرب وبديلاً رئيسياً لموارد المياه التي نحتاجها لاستدامة الحياة والأنشطة الزراعية والصناعية».

وتابع: «دولة الإمارات هي ثاني أكبر منتج للمياه المحلاة على مستوى العالم بعد المملكة العربية السعودية، حيث تقوم بإنتاج نحو 14% من إجمالي المياه المحلاة في العالم، تمثل تقريباً جميع المياه الصالحة للشرب فيها».

وقال عويضة المرر: «تمتلك أبوظبي 9 محطات لتحلية المياه تصل طاقتها الإنتاجية الإجمالية إلى 960 مليون غالون في اليوم، وفي الوقت الذي نواصل فيه التوسع في البنية التحتية للمياه عبر بناء محطات تحلية جديدة، ندرك تماماً الأثر البيئي لهذه العملية. ومن هذا المنطلق، فإننا نسعى باستمرار للاستفادة من أحدث الابتكارات وتقنيات التحلية، والتقنيات الأخرى المستخدمة في تقليل ملوحة المياه، وذلك بجانب تبني استراتيجيات جديدة ومبتكرة لإدارة الطلب على المياه».

وأضاف: «تستخدم 4 محطات تحلية حالية تقنية التناضح العكسي، وتقوم بإنتاج نحو 15% من المياه المحلاة في الإمارة، ومن المتوقع ارتفاع هذه النسبة لتصل إلى 30% بحلول عام 2022 بالتزامن مع تشغيل محطة الطويلة لتحلية المياه في مجمع الطويلة للطاقة التي وصلت كلفتها إلى 2 مليار درهم».

وأشار إلى أن هذه المشروعات تم دعمها بمجموعة من المبادرات الحكومية الرامية إلى الحد من معدلات استهلاك الفرد من المياه، وترشيد عملية الطلب عبر إعادة استخدام مياه الصرف الصحي، وتقليل الاستهلاك، وتقليص الهدر، وتحسين كفاءة استخدام المياه في شبكات الري العام".

واختتم معاليه كلمته الرئيسية قائلاً: «إن موضوع المياه يشكل مصدر قلق لكثير من دول العالم، ويتطلب اهتماماً عالمياً وعملاً جماعياً موحداً، ونحن بحاجة للعمل على ابتكار استراتيجيات محلية وإقليمية وعالمية من شأنها المساهمة في التغلب على ندرة وشح المياه الصالحة للشرب، وتقليل آثار تغير المناخ على وفرتها للجميع».

وشهد أسبوع أبوظبي للاستدامة منذ انطلاق فعالياته قبل نحو أكثر من عقد من الزمن، تطوراً كبيراً، ليصبح واحداً من أكبر التجمعات المعنية بالاستدامة في العالم من خلال القمم والمؤتمرات والفعاليات التي تقام تحت مظلته، ليغدو منصة عالمية تسهم في تحفيز الجهود الرامية إلى تسريع وتيرة التنمية المستدامة.

وقد استقطبت دورة 2020 من أسبوع أبوظبي للاستدامة ما يزيد على 45 ألف مشارك من أكثر من 170 دولة، كما شهدت أيضاً مشاركة 10 رؤساء دول، بالإضافة إلى 180 وزيراً وحضور أكثر من 500 من ممثلي وسائل الإعلام العالمية.