الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

المزروعي: الإمارات من الدول الرائدة عالمياً في تنويع مصادر الطاقة

المزروعي: الإمارات من الدول الرائدة عالمياً في تنويع مصادر الطاقة

أكد سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية، أن دولة الإمارات من الدول الرائدة عالمياً في تنويع مصادر الطاقة، وتطوير قطاع الطاقة النظيفة، من خلال ابتكار طرق وأساليب حديثة لتعزيز كفاءة القطاع، وإيجاد حلول متنوعة إلى جانب الطاقة التقليدية بما يدعم التنمية المستدامة، والاقتصادات الوطنية، وعبور الدولة لـ50 عاماً مقبلة من الإنجازات، وصولاً لمئوية الإمارات 2071، والتي تستهدف من خلالها تكريس ريادتها عالمياً.

ولفت - في كلمة ألقاها أمام المؤتمر الدولي السادس في علوم الطاقة المتجددة واستخداماتها ICREGA، الذي تنظمه جامعة الإمارات العربية المتحدة عبر تقنية الاتصال المرئي خلال الفترة من 2- 4 فبراير الجاري.. إلى أن دولة الإمارات سباقة في استشراف مستقبل الطاقة المستدامة والمياه، حيث حققت الدولة إنجازاً نوعياً بصياغة أول استراتيجية موحدة للطاقة في الدولة متضمنة الإنتاج والاستهلاك، وأول استراتيجية للأمن المائي ما يعد مؤشراً على قوة ونضوج قطاعي الطاقة والمياه في الإمارات.

وقال المزروعي : «تعد الطاقة النظيفة ركيزة أساسية من ركائز الاستدامة، لذلك حرصت الدولة على إطلاق أول استراتيجية موحدة للطاقة وهي الاستراتيجية الوطنية للطاقة 2050، والتي تستهدف حصول الجميع على طاقة آمنة ومستدامة وبأسعار تنافسية، وأن الدولة تسعى من خلال هذه الاستراتيجية إلى تحسين سلوك الاستهلاك، ورفع كفاءة الاستهلاك الفردي والمؤسسي بنسبة 40% بحلول عام 2050، كما تستهدف تنويع مزيج طاقة المستقبل بحيث يكون الاعتماد على الطاقة النووية بما نسبته 6%، و12% للفحم النظيف، إلى جانب 38% من الغاز، و44% من الطاقة المتجددة بحلول عام 2050، ورفع مساهمة الطاقة النظيفة في إجمالي مزيج الطاقة المنتجة في الدولة إلى 50%، وتحقيق وفر يعادل 700 مليار درهم حتى عام 2050.

وأضاف أن الدولة أطلقت استراتيجية الأمن المائي لدولة الإمارات 2036، الهادفة إلى ضمان استدامة واستمرارية الوصول إلى المياه خلال الظروف الطبيعية وظروف الطوارئ القصوى.

وقال: «تتمثل المستهدفات العليا لاستراتيجية الأمن المائي لدولة الإمارات 2036، في فصل تحلية المياه عن توليد الطاقة الكهربائية وذلك باستخدام تقنية التناضح العكسي RO التي من شأنها خفض الكلفة بواقع 70% وتجنب حرق كميات كبيرة من الغاز في فترة الشتاء لاستخدامه في محطات تحلية المياه الحالية، وبذلك يتم تخفيض ثاني أكسيد الكربون".

وأوضح أن دولة الإمارات تقود الجهود العالمية في استدامة الطاقة النظيفة، والمياه، والمحافظة على البيئة، وقد تبنت من أجل ذلك أحدث الابتكارات الدافعة لمسيرة التنمية المستدامة، وسبل مواجهة آثار تغير المناخ والتخفيف من الاحتباس الحراري اللذين يمثلان هاجساً مستقبلياً للعالم أجمع لتأثيرهما المباشر على البشرية»، وأنه يجب على كل دولة صياغة استراتيجية طاقة تتناسب مع معطياتها المحلية وتخدم توجهاتها المستقبلية.

من جانبه، ألقى زكي أنور نسيبة، وزير دولة الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة، كلمة رحب فيها بالمشاركين في المؤتمر الدولي السادس «علوم الطاقة المتجددة واستخداماتها» الذي تنظمه جامعة الإمارات العربية المتحدة، ويتناول موضوعات ذات أهمية استراتيجية بالغة لا شك بأنها ستسهم في تطوير ونشر المعرفة للتقدم والرفاه الاجتماعي والاقتصادي والبيئي في جميع أنحاء العالم.

وقال :«إنه على الرغم من أن الظروف الراهنة الاستثنائية جراء جائحة «كوفيد-19» أحالت للأسف دون الاجتماع بالحضور الشخصي، إلا أنه حقيقة أن نجتمع افتراضياً له نتيجة إيجابية من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية تماشياً مع القيم والأهداف التي نسعى إلى تحقيقها وإضافة إلى ذلك، تمثل المنصة الرقمية التي نستخدمها للالتقاء إحدى التطورات التكنولوجية التي كان لهذا الوباء دور في تسريع تطورها.. هذا بحد ذاته يوضح أهمية الابتكار والتجارب العلمية في تعزيز قضية الاستدامة. لذلك يسعدني أن هذا المؤتمر سيتناول الابتكار والتجارب العلمية - على سبيل المثال في مناقشة تقنيات الطاقة الخضراء وأنظمة «الطاقة الصفرية» المستدامة».

وأضاف، أطلقت دولة الإمارات استراتيجيتها الوطنية للابتكار عام 2014 ضمن الأجندة الوطنية 2021 التي وضعت التدابير اللازمة لتعزيز انتقال الإمارات إلى اقتصاد تنافسي ومتنوع قائم على المعرفة والابتكار.

كما تلتزم الإمارات بالانتقال إلى استخدام الطاقات النظيفة، حيث تضع استراتيجية الطاقة 2050 هدفا بنسبة 50% لاستخدام الطاقة النظيفة جنباً إلى جنب مع خفض بنسبة 70% في الانبعاثات الكربونية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وعلى هذا النحو، تبذل الحكومة باستمرار جهودا حثيثة لخلق بيئة داعمة من خلال الشراكات والاستثمارات الاستراتيجية وتناغماً مع هذه الرؤى والاستراتيجيات فإن جامعة الإمارات تسعى لأن تكون مركزاً للابتكار والبحوث التطبيقية ذات الصلة باحتياجات المجتمع والاقتصاد.

وتابع :"باعتبارها جامعة المستقبل، وانطلاقاً من أهمية التعاون بين الجامعات وقطاعات الصناعة، فإن الجامعة تولي البحث العلمي والابتكار في الصناعة أهمية خاصة وتعمل مع شركائها الاستراتيجيين لمعالجة التحديات الحقيقية التي تواجه العالم وتسهم في تطوير المعرفة وتعزز العلاقات بين الأكاديميين والممارسين ورواد الأعمال».

وأفاد بأن تنوع الحضور في هذا المؤتمر - من مختلف التخصصات والمجالات العلمية التخصصية، والأدوار المختلفة في الصناعة والأعمال الحكومية - يعكس أيضاً الحاجة إلى أنواع جديدة من التواصل، ويمكن للشبكات الجديدة أن تقدم إلى المجتمع الدولي فهماً متكاملاً للمبادرات المحلية والأجندات الوطنية المختلفة، كما أنها تسمح بتبادل الآراء والقيم المتنوعة العالمية. هذا الشكل الجديد من الشبكات سيسهم في بناء الأساس والزخم للتغيير المنهجي الضروري لتحقيق الانتقال والتحول المستدامين في الإنتاج العالمي واستخدام الطاقة.

وأكد أن اتفاقية باريس للمناخ بموجب اتفاقية الأمم المتحدة تركز بشكل أساسي على مواجهة مشكلات انبعاثات الغازات الدفينة والتخفيف من حدة ضررها على البيئة والاهتمام بالآثار الناتجة عن التغير المناخي كما أنها تدعو الدول إلى الاستجابة لتغير المناخ من خلال تعزيز الجهود المشتركة للمجتمع المدني والقطاع الخاص والمؤسسات المالية والمدنية والسلطات غير الحكومية والبلدية. وفي هذا الصدد فإن دولة الإمارات تؤكد التزامها التام بالنهوض باتفاقية باريس وتعزز بشكل فاعل التعاون الدولي المنشود.

وقال :: «إننا نتطلع إلى هذا المؤتمر من خلال تواجد نخبة من العلماء والباحثين والمختصين ومشاركة الأفكار والتجارب وتبادل الرؤى والخبرات بأن يسهم في معالجة التحديات وتقديم المبادرات الجديدة لتعزيز التعاون واستشراف المستقبل».

ويعد هذا المؤتمر أحد أهم الفعاليات في مجال الطاقة المتجددة، ويجمع نخبة من الخبراء والأكاديميين والباحثين في هذا القطاع الحيوي المهم من مختلف الجامعات والمؤسسات البحثية العلمية المحلية والدولية، بالإضافة إلى ممثلي المؤسسات الحكومية وغيرها من المؤسسات المهتمة باستغلال الطاقة المتجددة».

كما يستضيف عدداً من الخبراء من الولايات المتحدة وغيرها من الدول مشكلاً منصة علمية وبحثية رائدة في المنطقة تهدف الى مناقشة التقدم العلمي ونتائج الأوراق العلمية المتخصصة في الابتكارات العلمية الحديثة في مجال الطاقة المتجددة واستخداماتها.

ويتضمن المؤتمر عدة جلسات نقاشية تغطي قضايا ذات أهمية استراتيجية لدولة الإمارات ومختلف دول العالم؛ كالتحديات والفرص لنشر تكنولوجيا الطاقة الخضراء، والدور الرئيسي لبطاريات الليثيوم في انتقال الطاقة في المستقبل ودور الشبكة الذكية في تسهيل تكامل الموارد المتجددة.