الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

موانئ دبي: شحن 255 ألف طن من البضائع في السفن الخشبية بنهاية 2020

موانئ دبي: شحن 255 ألف طن من البضائع في السفن الخشبية بنهاية 2020

توجت مجموعة موانئ دبي العالمية جهودها المتصاعدة لتطوير حركة التجارة بالسفن الخشبية عبر موانئ دبي، بإنجاز نوعي جديد تحقق من خلال نجاح مشروع منصة «ناو» الذكية لحجز عمليات الشحن البحري بالسفن الخشبية والذي أطلقته المجموعة عام 2019 في دعم ازدهار تجارة دبي الخارجية من خلال تنشيط حركة الشحن البحري بالسفن الخشبية، حيث بلغ إجمالي حجم عمليات الشحن التي تم حجزها وتنفيذها عبر منصة «ناو» منذ إطلاقها وحتى نهاية العام 2020 إلى أكثر من 255 ألف طن.

وتمكنت المنصة من استقطاب 1762 سفينة خشبية تم تسجيلها في النظام الإلكتروني الذكي لمنصة «ناو» الذي يتيح للسفن المسجلة فيه استخدام أحدث التطبيقات الذكية لتقنية المعلومات والذكاء الاصطناعي للوصول الفوري الى عملائها من التجار والشركات للتعاقد معهم على شحن بضائعهم دون تأخير وبأعلى مستويات الكفاءة في تنفيذ عمليات الشحن.

وأثمر نجاح منصة «ناو» الذكية في الربط الإلكتروني الذكي بين سفن الشحن الخشبية والتجار والشركات عن زيادة سريعة في عمليات الشحن التي تم تنفيذها عبر المنصة فارتفع عددها في الربع الرابع من عام 2020 من 295 عملية شحن في أكتوبر ليبلغ 394 عملية شحن في نوفمبر ويصل الى 477 عملية شحن في ديسمبر.

ونظراً للدور الكبير لحركة تبادل البضائع باستخدام السفن الخشبية ومساهمتها في تحقيق التنوع في تجارة دبي الخارجية تقدم جمارك دبي أفضل الخدمات والتسهيلات الجمركية للتجارة المنقولة بالسفن الخشبية حيث أطلقت الدائرة «نظام المراصفة الذكي» الذي يسهل رسو السفن التجارية في خور دبي لتفريغ وتحميل البضائع باستخدام أحدث التطبيقات الذكية لتقنية المعلومات والذكاء الاصطناعي.

ويُمكن هذا النظام طواقم السفن التجارية التي تُبحر عبر خور دبي من إنجاز كافة معاملاتها الجمركية إلكترونياً، حيث بلغت قيمة تجارة دبي الخارجية التي تم نقلها عبر خور دبي خلال 10 سنوات منذ عام 2009 وحتى عام 2018 أكثر من 122 مليار درهم وبلغ حجم البضائع في التجارة عبر الخور خلال هذه السنوات نحو 10.564 مليون طن، وتتنوع هذه البضائع لتشمل النسيج والأقمشة، الهواتف، أجهزة التكييف، الأجهزة الكهربائية المنزلية، والمواد الغذائية، وقد دعمت منصة «ناو» كذلك تيسير الخدمات والتسهيلات المقدمة من الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بدبي للسفن الخشبية عند قدومها وخروجها من موانئ الامارة، من خلال قاعدة البيانات التي توفرها المنصة حول حركة السفن الخشبية.

التجارة الخشبية

وقال سلطان أحمد بن سليم رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية رئيس مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة: «تشمل استراتيجيتنا لتطوير قدرات دبي كمركز عالمي وإقليمي رئيسي للتجارة الدولية العمل على تنمية تجارة الإمارة بواسطة السفن الخشبية، وقد كان لهذه التجارة التقليدية دور أساسي في نهضة دبي وتطورها، ولذلك نعمل الآن على أن يكون للتجارة بالسفن الخشبية دور حيوي في توسع تجارة دبي باستمرار لتشمل كافة القطاعات والأسواق ومع مختلف الموانئ الإقليمية والعالمية الصغيرة والمتوسطة بالإضافة إلى الموانئ الكبيرة التي تزدهر تجارتنا معها باستمرار».

وتابع: «ومن هذا المنطلق تعد منصة «ناو» الذكية التي طورتها وأطلقتها المجموعة من التقنيات الأساسية التي نستخدمها لتمكين التجارة التقليدية من الاستفادة بكفاءة عالية من أحدث التطبيقات الذكية لتقنية المعلومات، لنتمكن عبر هذه المنصة من تنظيم سوق الشحن بالسفن الصغيرة ليعمل بالآليات العالمية الجديدة للأسواق التجارية».

وأضاف، يأتي النجاح الذي حققته المنصة منذ إطلاقها والذي يظهر من خلال أدائها القوي ونتائجها الجيدة ليدعم الازدهار الدائم في تجارة دبي الخارجية، ويعزز خططنا لتطوير دور قطاع التجارة الخارجية وزيادة مساهمته في تنويع الاقتصاد الوطني على طريق التقدم إلى الآفاق الواعدة لنمو اقتصادنا وتطوره في الـ50 سنة القادمة بدعم من مبادرات مئوية الإمارات 2071، تنفيذاً لتوجيهات القيادة الحكيمة ولرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» بالعمل على تحقيق الريادة العالمية في كل المجالات للمشاركة بفعالية في قيادة الثورة الصناعية الرابعة من خلال الإنجازات الفريدة التي يحققها اقتصادنا عبر تطوير قدراته بالإبداع والابتكار المستمر».

وأفاد بأن النجاح الذي حققته منصة «ناو» الذكية سيتيح إمكانية الاستفادة مستقبلاً من فرص النمو في عمليات الشحن البحري بالسفن الخشبية للتوسع في هذه العمليات في دبي وفي الموانئ الصغيرة والمتوسطة في كافة أنحاء العالم، للاستفادة من التطور التقني الحديث لإعادة صياغة أدوات وأساليب التجارة البحرية في المستقبل، فالنقلة النوعية التي حققتها منصة «ناو» تعزز من قدرة ملاك وطواقم السفن الخشبية على الاستفادة القصوى من الطاقة الاستيعابية لسفنهم حيث يمكنهم من خلال التواصل مع التجار والشركات عبر المنصة تحقيق الإشغال الكامل لمساحات وطاقة الشحن المتوفرة لديهم لتنتهي احتمالات اضطرار السفن للإبحار دون استخدام طاقتها الاستيعابية بالكامل؛ ما يؤدي الى ارتفاع كلفتها وينعكس سلباً على عائدها.

التطوير مستمر

بدوره، قال محمد المعلم، المدير التنفيذي ومدير عام موانئ دبي العالمية – إقليم الإمارات: «ما من شك أن التطوير المستمر لمنصة «ناو» الذكية، والمستخدمة في حجز عمليات الشحن البحري المنقول عبر السفن الخشبية يعزز قدرات الموانئ البحرية المخصصة لعمليات الشحن التجاري لقطاع السفن الخشبية، والذي يأتي في إطار الاستراتيجية الشاملة التي نطبقها في موانئ دبي العالمية – إقليم الإمارات، للارتقاء بخدمات وعمليات الموانئ في إمارة دبي باستمرار، من خلال تبني أحدث التقنيات والتطبيقات، التي تضمن المحافظة على ريادتنا الإقليمية والعالمية على صعيد قدرات الموانئ، ودورها الحيوي في خدمة التجارة العالمية».

وأضاف: «سنواصل تطوير الخدمات التي نقدمها لقطاع التجارة المنقولة بواسطة السفن الخشبية، كي نواكب المراحل المقبلة التي تخطط لها دبي في تعزيز التجارة الخارجية، ودعم دورها في تنويع بنية الاقتصاد الوطني، متطلعين إلى جذب المزيد من السفن الخشبية التي تنقل البضائع التجارية من وإلى دبي في السنوات القادمة».

وقال أحمد محبوب مصبح المدير العام لجمارك دبي: «نواكب التطور الذي تشهده حركة التجارة بالسفن الخشبية من خلال تطوير الخدمات والتسهيلات الجمركية التي توفرها الدائرة لهذه التجارة، وتتكامل جهودنا في هذا الإطار مع موانئ دبي العالمية وكافة الجهات التابعة لمؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة، كما نحرص على تعزيز التعاون والتنسيق مع الدوائر والمؤسسات الحكومية التي تقدم الخدمات والتسهيلات لحركة التجارة والسفر بالسفن الخشبية».

وأضاف: «ساهمت منصة «ناو» الذكية في دعم التجارة المنقولة بواسطة السفن الخشبية، حيث نحرص في جمارك دبي على تكثيف جهودنا لتطوير خدماتنا المقدمة لهذه التجارة، وقد بلغ عدد السفن الخشبية التي تعامل معها مركزي جمارك الخور ومرفأ ديرة في عام 2019 نحو 18 ألف سفينة تجارية قادمة ومغادرة مقابل 15 ألفاً و603 سفن تعامل معها المركزان في عام 2018، بزيادة سنوية نسبتها أكثر من 15.3%.

وقال محمود البستكي، الرئيس التنفيذي لدبي التجارية: «أظهرت الاستجابة التي تلقيناها من مالكي السفن والتجار على حد سواء حول استخدام منصة «ناو» الذكية نتائج مشجعة للغاية، لا سيما في معالجة طلبات دخول السفن وحجزها. ومما لا شك فيه أن نقل هذه العمليات لتتم عبر الإنترنت يحقق مجموعة من المزايا للتجارة المنقولة بواسطة السفن الخشبية عبر الخور؛ ما يوفر الوقت ويعزز الكفاءة».

وقال محمود أمين المدير التنفيذي لمكتب الوكيل الملاحي في مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة: «تستكمل مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة جهودها لتطوير التجارة بالسفن الخشبية من خلال توفير الخدمات الذكية لملاك هذه السفن وطواقمها وللتجار الذين ينقلون بضائعهم التجارية على متنها، ونحرص على دعم جهود التطوير الدائمة للتجارة بالسفن الخشبية من خلال الدور الحيوي الذي يقوم به مكتب الوكيل الملاحي في الإشراف على السفن الخشبية وتنظيم جميع العمليات المتعلقة بها خلال فترة تواجدها في مياه إمارة دبي».

وأضاف: «تعد الإمارة وجهة للقوارب الخشبية التي تحمل مختلف أنواع البضائع والسلع التجارية لها من دول عديدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ولذلك نعمل على مساعدة ملاك السفن الخشبية لتطوير أعمالهم عبر توحيد الجهة التي يحتاجون إلى التعامل معها لإنجاز معاملاتهم».

وتوفر منصة «ناو» للتجار إمكانية تحديد مسار السفن وسعتها وتمكنهم من الاتصال المباشر بها لتسجيل عمليات شحن البضائع، فضلاً على إمكانية الاستعلام عن توافرها وحجزها، بالإضافة إلى القدرة على إجراء عمليات السداد إلكترونياً، مع وجود نظام تصنيف متبادل يسمح لملاك وطواقم السفن والتجار بتقييم العروض المتبادلة بينهم، وتتبع حركة البضائع الخاصة بهم منذ المغادرة وحتى الوصول.

ويتوافر التطبيق الخاص بمنصة «ناو» بنسخ تتلاءم مع الهواتف والأجهزة الذكية الخاصة بنظامي IOS و Android ويمكن استخدام التطبيق بعدة لغات بما في ذلك اللغة العربية والإنجليزية، وكذلك من خلال الموقع www.nau.dpworld.com، وهناك خاصية التقييم المتبادل بين التجار ومالكي السفن لتعزيز المصداقية.

وتشمل ميزات السوق الرئيسة نظاماً ذكياً لتحديد الأسعار حسب العرض والطلب وتحديد تكاليف التأمين وخدمة العملاء والدفع الإلكتروني الفوري مع التخلص من تحكم الوسطاء والسماسرة وتمكين التجار ومالكي السفن من التعامل بشكل مباشر، كما تقدّم المنصة نظاماً للتقييم يعزز الثقة والشفافية، وتستهدف المنصة حالياً التجار والحمولات التجارية، مع إمكانية التوسع مستقبلاً لتشمل الأفراد والشحنات الشخصية.