الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

المخاطرة والمغامرة سلوك عملاء السيارات 2021

استمرت ملامح عملاء سوق السيارات في الدولة للعام الثاني على التوالي بين الحذر من جانب المستهلكين بالتوقف عن عمليات الشراء وبين المغامرة بالاستفادة من العروض الترويجية التي قدمتها الوكالات ليسجل السوق تباطؤاً كبيراً، مدفوعاً بتداعيات أزمة كورونا، مع تفاؤل حذر بأداء السوق للعام الجاري يرنو إلى سرعة وتيرة حملة التطعيم ورفع القيود وانطلاق إكسبو دبي في أكتوبر المقبل، وفق متعاملين في السوق ومديري وكالات سيارات.



وصرح الرئيس التنفيذي لشركة المسعود للسيارات، الوكيل الحصري لسيارات «نيسان» و«إنفينيتي» و«رينو» في أبوظبي والعين والمنطقة الغربية عرفان تانسل لـ«الرؤية»، قائلاً: "نظراً للتداعيات التي فرضتها أزمة تفشي فيروس كورونا حول العالم، شهد عام 2020 تباطؤاً في مبيعات الشركات العاملة ضمن قطاع السيارات، إلا أننا استطعنا في شركة المسعود للسيارات تجاوز الأزمة سريعاً، حيث بدأت مبيعاتنا تشهد تحسناً ملحوظاً مع نهاية الربع الثاني من العام، محققين معدل نمو يفوق نسبة المبيعات المستهدفة للعام 2020، فضلاً عن الإقبال المتزايد على خدمة تأجير السيارات، كما ونسعى إلى تحقيق المزيد من النتائج الإيجابية خلال عام 2021 الجاري.

تفاؤل وإيجابية

وأضاف: «نتطلع بتفاؤل وإيجابية حول مؤشرات الأداء خلال العام الجاري على الرغم من التحديات التي يواجهها السوق حالياً، في ظل الدعم الحكومي والمحفزات الاقتصادية للتخفيف من تداعيات الأزمة الصحية على الاقتصاد الوطني، كما نعمل على إطلاق المزيد من المبادرات وتقديم المنتجات الجديدة والعروض المميزة التي توفّر القيمة المضافة والقنوات الرقمية المبتكرة، بما يتماشى مع توجهات العملاء وتفضيلاتهم».

وتابع: «نواصل العمل على تعزيز خدماتنا الرقمية، حيث تُعد المسعود للسيارات من بين أولى الشركات التي تبنت نهج الخدمات الرقمية، وبدأت تطبيق استراتيجيات التحول الرقمي على مستوى خدماتها كافة، وذلك في خطوة استباقية قبل بدء الأزمة الصحية».

ولفت إلى تزايد الإقبال من قبل العملاء على استخدام عروضنا الرقمية المبتكرة والتي تشمل تطبيق المسعود للسيارات، وتجربة شراء سيارة نيسان المتكاملة عبر الإنترنت، وغيرها من الخدمات، حيث نتوقع أن تشهد الأشهر القليلة القادمة مزيداً من الإقبال على قنوات الخدمات الرقمية مثل منصة التجارة الإلكترونية وخدمة توصيل المركبات لضمان صحة وسلامة العملاء.



وقال المدير الإقليمي للتسويق في أستون مارتن رمزي الأتات: «نستطيع القول إن المبيعات تراجعت بنسب 30 إلى 40% خلال العام الماضي، وذلك نتيجة تداعيات جائحة كورونا، فالربع الثاني والثالث كانا الأسوأ وبدأت الأمور تعود إلى نصابها في الربع الأخير».

ويعتقد أن البداية كانت لا تزال بطيئة مع بداية العام الجاري في شهر يناير، وذلك يرتبط بشكل أساسي بالقيود المفروض على السوق وارتباطه بقطاع السياحة، ولكن يبقى الأمل معقوداً على جهود التطعيم التي تقوم بها الدولة على نطاق واسع وانعقاد معرض إكسبو مطلع أكتوبر القادم.

ووصف الأتات توقعات أداء العام الجاري بالتفاؤل الحذر، إذ أن السوق المحلي لا يزال مرتبطاً بالأسواق المجاورة ومدى نجاح أو التقدم في مسار عملية التطعيم، لا سيما أن السوق مرتبط بشكل أساسي بالحركة السياحية الدولية، وهي داعم أساسي للطلب المحلي.



تباطؤ المبيعات

وقال رئيس شركة الماجد للسيارات الموزع الحصري لشركة «كيا موتورز» في الإمارات محمد خضر: «بالفعل كان هناك تباطؤ كبير في مبيعات السيارات خلال العام الماضي بسبب تداعيات جائحة كورونا، خاصة مع بداية الربع الثاني منذ شهر مارس، وأعتقد أن السوق لم يشهد تحسناً بالمجمل إلا في الربع الأخير. فعلى مستوى وكالة كيا نستطيع أن نقول: «استعدنا 80% من المبيعات خلال الربع الأخير من 2020 مقارنة بالربع الأخير من عام 2019».

وأضاف خضر: «وبالنسبة للعام الجاري فبطبيعة الأمر سيكون أفضل بكثير من العام الماضي، ولكن ما نأمله اليوم هو أن نستعيد مستويات عام 2019، وسيكون ذلك مرهوناً بعاملين رئيسيين وهما سرعة العودة إلى الحياة الطبيعية لما قبل الأزمة مدفوعاً بحملة التطعيم الوطنية التي تقودها الحكومة، وثانياً انطلاق حدث إكسبو والذي نعتقد أنه سيكون تتويجاً للفرح في العام الجاري وعودة السياحة ورفع قيود الحركة ليس محلياً فقط وإنما على مستوى المنطقة والعالم».

إلى ذلك، قال العضو المنتدب في Groupe PSA في دول مجلس التعاون الخليجي راكيش ناير: «بالنسبة لعام 2021، نتطلع إلى البناء على النمو مقارنة بالسنوات السابقة وتقديم مجموعة متجددة من المركبات بما في ذلك 508 GT و2008 و208 و3008 و5008، كما نتطلع إلى أن نكون لاعباً رئيسياً في سوق السيارات الكهربائية في المنطقة مع إطلاق أول هجين مزود بمكونات إضافية، وهو 3008 PHEV».



الحذر والمغامرة

وقال قتيبة ناصر: «بالفعل لقد اشتريت سيارة جديدة من ماركة جيب خلال العام الماضي، وهو أمر كنت قد أخرته لسنوات، ولكن كان الدافع الرئيسي هو العرض الاستثنائي الذي حصلت عليه من صالة العرض، والتي نظمت فعالية ضمت مجموعة من الموديلات وفق تخفيضات غير متوقعة، ولكن أعتقد بأنه لو لم أحصل على التخفيض الكبير لكنت أجلت الموضوع نتيجة ظروف كورونا الطارئة».

وقال محمد عبدالرحمن: «إن الظروف التي طرأت نتيجة تداعيات فيروس كورونا والتي لا تزال تداعياتها مستمرة حتى اليوم، جعلت الجميع يدخل في نوع من الحذر في الإنفاق وأعتقد أن قرار شراء سيارة جديدة فيه شيء من المخاطرة، ولكن ربما يستطيع الشخص شراء سيارة مستعملة في الظروف الراهنة».

وأشار عادل مصطفى إلى أنه كان يرغب بشراء سيارة العام الماضي إلا أن الجائحة دفعته للتوقف وألزمته الحذر في التوجه لشراء أي سلع استهلاكية رئيسية والاكتفاء بالسلع المتوفرة لديه ، لافتاً إلى استمرار هذا الحذر مع العام الجديد مع بارقة أمل بالتوجه للشراء حال انجلاء الجائحة أو التعايش معها بصورة آمنة.

وأفادت عائشة ناصر إلى أن العروض الترويجية التي قدمتها الوكالات حفزتها للشراء مطلع العام الجاري قائلة :" قررت ان أتعامل مع الظروف الجارية بنظام الاستفادة من العروض التي شكلت أنواعا مختلفة من الصيانة لمدة 5 سنوات وتأجيل القسط الأول ".

«فوكس تو موف»

وبحسب تقرير جديد لمؤسسة «فوكس تو موف» المتخصصة بدراسات وأبحاث سوق السيارات على مستوى العالم، انخفض سوق السيارات في الإمارات في عام 2020 بنسبة 29.1% مقارنة بعام 2019، حيث أثّر الوباء (جائحة كورونا) وانخفاض أسعار النفط على المبيعات. بلغت مبيعات العام بأكمله 171.252 سيارة جديدة

وكانت السيارة الأكثر مبيعاً خلال عام 2020 هي نيسان باترول (-7.6%) مع 14.162 وحدة مباعة، متجاوزة تويوتا لاند كروزر والتي سجلت 13.288 وحدة مباعة، ثم تويوتا هايلكس (-11.3%) والتي أعلنت بيع 9.451 وحدة جديدة.