الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

إكسبو 2020 دبي يبحث طرقاً مبتكرة لزيادة الإنتاجية وتقليل الأثر البيئي

إكسبو 2020 دبي يبحث طرقاً مبتكرة لزيادة الإنتاجية وتقليل الأثر البيئي

استضاف «إكسبو 2020 دبي» ضمن برنامج فعالياته في فترة ما قبل انعقاده، «محادثات إكسبو: الغذاء والزراعة وسبل العيش» بمشاركة ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي، المدير العام لإكسبو 2020 دبي، ومريم بنت محمد سعيد حارب المهيري وزيرة الدولة للأمن الغذائي والمائي، ويوجين ويليامسون الرئيس التنفيذي لشركة بيبسيكو في أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا، حيث تم مناقشة آليات وطرق مبتكرة لزيادة الإنتاجية مع تقليل الأثر البيئي.

وقالت وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي المدير العام لمكتب «إكسبو 2020 دبي»، ريم بنت إبراهيم الهاشمي: «لطالما كان الأمن الغذائي أولوية أساسية بالنسبة لدولة الإمارات بدءاً من القرون الماضية، حيث كانت الموارد شحيحة ومبعثرة وصعبة المنال وصولاً إلى رؤية والدنا المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه الذي قال: كانوا يقولون إن الزراعة ليس لها مستقبل في دولة الإمارات لكن بعون الله وتصميمنا نجحنا في تحويل هذه الصحراء إلى أرض خضراء».

وأضافت: «اليوم يمثل الأمن الغذائي عقيدة مقدسة لا تقبل الجدال، بعد أن خضعت قدرة جميع البلدان للامتحان في الأسابيع والأشهر الأولى من تفشي جائحة كوفيد-19 الأمر الذي فضح ضعف سلسلة القيمة الغذائية العالمية، ومع ذلك فإننا بعد هذا الامتحان القاسي نملك الفرصة الآن لنعيد تصور تلك السلسلة ونتعلم الأكل والكسب بطرق أكثر نظافة وذكاء واستدامة».

سوق الابتكار

وتابعت: «سيجمع إكسبو 2020 دبي الأطراف المعنية من مختلف حلقات هذه السلسلة من المنتجين إلى الموزعين والمستهلكين، وسيكون سوقاً للأفكار والابتكارات وفرصة لاكتساب أفضل الممارسات من أكثر من 190 دولة».

وأشارت إلى أن هناك فرصاً للتعلم على نطاق عالمي والتطبيق على نطاق محلي والتغلب على التحديات المشتركة باستخدام حلول ذكية قابلة للنقل، على سبيل المثال، في جناح الفرص سيكتشف الزوار مدى تأثيرهم على أساسيات الماء والغذاء والطاقة، حيث سيلاحظ زوار جناح هولندا الهيكل الحيوي الفريد المقام في وسطه، في استعراض لافت للعلاقة بين الماء والغذاء والطاقة التي ستكون عنصراً حاسماً في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

كما يمكن ملاحظة عمل الشركة البيلاروسية الناشئة «ون سويل» التي تستخدم منصة توظيف الذكاء الاصطناعي لمساعدة المزارعين على تحسين إنتاجهم أو نعرف المزيد عن تقاليد شيلي العريق في إنتاج الغذاء المستدام والموثوق مع التركيز على صحة الغذاء وسلامته، وفي الجناح الصيني سنشهد فوائد مراقبة المزارع وتنفيذ العمليات الزراعية بصورة لحظية، بداية من التحكم في درجة الحرارة والرطوبة وصولاً للتوظيف الأمثل للقوى العاملة، أما جمهورية التشيك فستستعرض تكاثر الأحياء الدقيقة ونظام موارد الأرض الشمسية والهوائية والمائية الذي يحول الأرض القاحلة الجافة إلى واحة، فيما سيبرز معرض مزرعة الواحة الذكية بجناح أوكرانيا الفوائد التي تقدمها مزرعة خضراء مستقلة مائية تعتمد في 80% من عملياتها الزراعية على الآلات والروبوتات.

طعام استثنائي

وقالت: «سيكون إكسبو تجربة طعام استثنائية، فبدءاً من نيران التخييم وصولاً إلى موائد كبار الطهاة، لطالما كان الطعام رفيقاً رائعاً لاجتماع الناس، وهو عنصر مميز لهويتنا الثقافية، وعندما نجتمع في إكسبو سوف نشارك ثقافتنا الغذائية ونتعرف بذلك على السياق الأوسع لهذه الثقافة، من التحديات البيئية إلى الاجتماعية والاقتصادية وغيرها، لقد انغمسنا في حاجتنا للغذاء بأي ثمن ومع ذلك، فإننا ندرك أننا نعجز عن تحمل أعباء مستقبل من هدر الطعام وإزالة الغابات بشكل عشوائي وتدهور الأراضي والتلوث، ولذا فإننا سنحمل على عاتقنا مسؤولية الحد من هدر الطعام».

وأضافت: «سننشط في البحث عن بدائل خصبة للممارسات القديمة التي تدمر مساحات أكبر فأكبر من الأراضي الصالحة للزراعة في ظل فوائدها الاقتصادية المتناقصة باستمرار لأننا ندفع بالفعل ثمن تعدينا بشراسة على العالم الطبيعي في شكل المرض حيواني المصدر كوفيد-19 الذي قضى على الأرواح والاقتصادات في شتى أنحاء العالم، وبينما نعيد تصور تلك الاقتصادات، فلنفعل ذلك لصالح مليارات الأشخاص الذين تعتمد نوعية حياتهم على إنشاء نظام عادل يكافئ الممارسات المسؤولة والمنتجة، بما يحمي المجتمعات فضلاً عن الأرض التي تتخذ منها تلك المجتمعات وطناً».

وأكدت أن هذه اللحظة يمكن فيها للتعاون الدولي الهادف والفعال أن يعيد بالكامل تشكيل الهياكل القديمة التي تأسست على اختلالات عمرها قرون، اختلالات لم يعد بإمكاننا تحملها ولن ننجح في ظلها أبداً.

منصة حيوية

ومن جانبها قالت وزيرة دولة للأمن الغذائي والمائي مريم بنت محمد المهيري: «إكسبو 2020 دبي ينعقد في ظل تداعيات الجائحة التي أثرت سلباً على المنظومات الغذائية في العالم، ومن هنا يكتسب الحدث الذي يرفع شعار (تواصل العقول وصنع المستقبل) أهمية مضاعفة باعتباره منصة حيوية للدول من أجل إعادة هندسة منظومة الغذاء العالمية لتسريع تحولها إلى منظومة أكثر استدامة».

وذكرت أنه بحلول عام 2050، سيحتاج العالم لإطعام 10 مليارات نسمة لكن في ظل الإمكانات الحالية يمكن إطعام نصف هذا العدد فقط، مشيرة إلى أن الممارسات الزراعية التي لا تتسم بالكفاءة والفعالية تؤثر سلباً على المناخ من خلال الانبعاثات الكربونية، ومن جانب آخر يؤثر التغير المناخ سلباً على الإنتاج الغذائي والزراعي، ومن هنا يجب إحداث تغيير جذري في آليات إنتاج وتوزيع الغذاء من أجل ضمان نظام غذائي مستدامة وتعزيز الأمن الغذائي العالمي.

وقالت: «من الضروري التركيز على التقنيات الزراعية التي تفتح آمالاً جديدة للعالم، إذ تظهر العديد من هذه التقنيات المبتكرة نتائج واعدة ما يساهم في تعزيز كفاءة المنظومات الغذائية».