الجمعة - 11 أكتوبر 2024
الجمعة - 11 أكتوبر 2024

تجارة السيارات المستعملة من فلل سكنية غير مرخصة للنشاط.. يهدد السوق

عدة عوامل تسببت في تراجع مبيعات السيارات المستعملة بنسبة 80% في صدارتها ظاهرة البيع العشوائي عبر عشرات من الفلل السكنية يديرها تجار من جنسية محددة يقومون باستئجار فلل سكنية والقيام بنشاط البيع والشراء والتقييم بدون الحصول على رخصة تجارية لممارسة النشاط، وقيام بعض ورش إصلاح السيارات بعمليات البيع والشراء، إضافة إلى المستجدات الناجمة عن كورونا، فضلاً عن قيام البعض بالإعلان عبر وسائل التواصل الاجتماعي في فيسبوك وإنستغرام وسناب شات لممارسة النشاط دون الحصول على رخصة مختصة بالقطاع، بحسب ما أفاد به لـ«الرؤية» رئيس مجموعة عمل تجارة السيارات المستعملة في غرفة تجارة وصناعة دبي، سعيد بالرقاد الكتبي.

وقال الكتبي: سوق السيارات المستعملة في دبي لا يزال يعاني من تداعيات كوفيد1-19 التي تسببت في تراجع المبيعات بنسب تصل إلى 80% إلى جانب عدد من الأسباب الرئيسية التي تؤثر على أداء السوق مثل انتشار البيع العشوائي عبر أشخاص أو فئات غير مرخصة، وضغط منصات التجارة الإلكترونية على التجار التقليدين في سوق العوير.

وكشف الكتبي أن المجموعة بصدد عقد اجتماع مع اقتصادية دبي وغرفة صناعة وتجارة دبي والبلدية، يهدف إلى طرح التحديات التي يواجهها القطاع ومناقشتها بشفافية والإشارة إلى المشاكل والمخالفات التي تتم، وذلك بهدف التوصل إلى حلول حقيقية وتنشيط الجولات الرقابية من مختلف الجهات المسؤولة.

وأفاد الكتبي بأن جائحة كورونا تسببت في توقف أو تباطؤ في الرحلات الجوية في مختلف دول العالم وذلك نتيجة قرارات الإغلاق وجهود مكافحة الجائحة، ما حرم السوق المحلي من زيارات التجار الخارجيين للسوق سواء من السعودية والكويت والبحرين وألمانيا والعديد من دول العالم والتي كانت تنظر إلى سوق السيارات المستعملة في سوق العوير كمنصة رئيسية لاستيراد السيارات المستعملة.

وأضاف الكتبي أن الطرق البديلة لعملية شراء السيارات المستعملة غير فعالة والتي تتم عن بعد إلى جانب الصعوبات المتعلقة بتحويل الأموال التي تحتاج إلى مدة تصل إلى 10 أيام وبالتالي أصبح خيار البيع عن بعد غير فعال وغير مجدٍ على أرض الواقع.

وذكر الكتبي أن مبيعات سوق السيارات المستعملة تراجعت بفعل كورونا وأسباب رئيسية سابقة للجائحة ولا تزال متسمرة، وخاصة ظاهرة البيع العشوائي عبر فلل يديرها تجار من جنسية معينة يقومون باستئجار فلل سكنية والقيام بنشاط البيع والشراء والتقييم بدون الحصول على رخصة تجارية لممارسة النشاط، والقيام بعملية الإعلان عبر وسائل التواصل الاجتماعي في فيسبوك وإنستغرام وسناب شات.

وتابع الكتبي: هذه الفلل اليوم منتشرة في الإمارة وتعتبر منافسة غير متكافئة مع التجار التقليديين في سوق العوير والذين لديهم الخبرة والرخصة التجارة والنشاط المناسبة إلى جانب دفع الإيجارات والرسوم والرواتب للموظفين.

وقال الكتبي: إن أي زائر لسوق العوير يستطيع أن يلاحظ وجود عدد كبير من السيارات المستعملة خارج السوق بدون نمر، إذ يقوم أصحابها باقتناص العملاء خارج السوق والقيام بممارسة نشاط غير مصرح به، ما يؤذي بشكل كبير الطلب على السوق الرسمي.

وذكر الكتبي أن هناك بعض ورش التصليح أو غسيل السيارات تقوم بممارسة نشاط بيع وشراء السيارات المستعملة إلى جانب النشاط الرئيسي المرخص لديهم، وهذا الأمر غير قانوني إذ يجب على المستثمر أن يلتزم بالنشاط المرخص له فقط، وهذا بدوره له تأثيرات سلبية على السوق الرئيسي في دبي والتجار المرخصين في العوير.

وأشار الكتبي أن منصات التجارة الإلكترونية المخصصة للسيارات المستعملة، تجاوزت حدود النشاط المرخص لها، والتي يشمل الإعلان والعرض وإيجاد منصة للتبادل بين التاجر والعميل أو بين البائع والمشتري، ولكن أصبحت هذه المنصات نتيجة المعلومات والبيانات المتوفرة لديها عن الأسعار وطبيعة السوق ومستوى الطلب والعملاء، بالقيام بنشاط البيع والشراء والتقييم والفحص بنفسها، حتى إن البعض منها يقوم بعمليات زيارة للعميل لإبرام الصفقة وتقديم العروض المناسبة.

ولفت الكتبي أن جائحة كورونا أثرت بالفعل على سلوك العملاء، وخاصة مع انخفاض الإنفاق وتردد الكثيرين في شراء أو تبديل السيارات المستعملة التي لديه وتأجيل القرار إلى ظروف أفضل، وتراجع إقبال التجار من خارج الدولة نتيجة قيود السفر والإجراءات الاحترازية المتعلقة بكورونا.

وتوقع أن يستعيد القطاع نشاطه بعد زوال غيمة هذه الجائحة، إلى جانب الجهود المتوقعة من الجهات الحكومية لضبط أداء السوق، وتطبيق مزيد من الرقابة، ولا سيما أن سوق السيارات المستعملة في دبي ذو طلب عالٍ جداً ويستقطب التجار من كافة أنحاء العالم نظراً لما يوفره من أسعار تنافسية وسيارات ذات جودة عالية أيضاً وتنوع الخيارات الكثيرة أمام المشتري.

جولة ميدانية

وخلال جولة لـ«الرؤية» في سوق السيارات المستعملة في سوق العوير بدبي، أكد عدد من التجار أن السوق لا يزال يعاني بشكل رئيسي من تداعيات فيروس كورونا مما تسبب بتراجع المبيعات بنسب تتراوح بين 50 إلى 70%، وذلك إلى جانب عدد انتشار عدد من الممارسات السلبية التي لا تزال تضغط على أداء السوق.

وقال مدير المبيعات في متجر «محمد الكرك» في سوق العوير محمد ماهر: كورونا المسبب الرئيسي في عزوف التجار عن القدوم إلى من منطقة الخليج عادة والسعودية خاصة، والتي كانت جهة رئيسية لتصدير السيارات إليها، ولا سيما أن سوق التصدير وإعادة التصدير كان محوراً رئيسياً في عمل التجار في السوق.

وأضاف، أن هناك بعض الحلول المتعلقة بالتواصل عن بعد ولكن أثبتت التجربة أنها غير مجدية إلى حد كبير، وخاصة في عملية تنفيذ المعاملات والأوراق والتحويلات المالية ورفع العربون، إلى جانب ارتفاع قيمة الضرائب المطبقة في السوق السعودي من 5% إلى 20% ما تسبب في ضغط على التجار السعوديين الذي أصبحوا يطالبون بمزيد من تخفيض الأسعار خلال الظروف الحالية.

وذكر ماهر أن الممارسات غير المنضبطة وغير المرخصة هي من المسببات الرئيسية على تباطؤ أداء السوق، ولا سيما ورش التصليح التي تمارس نشاطات اقتصادية غير مرخص لها في الأصل، فالكثير من الورش اليوم باتت تقوم بعمليات البيع والشراء للسيارات المستعملة مضاربة على التجار الرئيسين المرخصين في هذا المجال.

كما تجدر الإشارة إلى منصات البيع الإلكتروني التي توسعت خلال السنوات الماضية في السوق المحلي وخرج نشاطها عن المعتاد، إلى جانب انتشار السيارات المضروبة ودخولها للسوق دون أي فحض حقيقي، أو يتم إدخالها على أنها ستباع كقطع غيار ولكن يقوم التجار بإصلاحها ثم تسجيلها ومن ثم بيعها بالسوق وتحقيق الربح وهذا الأمر يحتاج إلى مزيد من الرقابة والضغط.

وقال مدير المبيعات في متجر بن حميدان للسيارات أحمد فوزي: كورونا تعتبر السبب الرئيسي لتراجع أداء سوق السيارات المستعملة في دبي، واعتقد أن هذا الأمر ينسحب على جميع دول العالم وعلى أغلب القطاعات الاقتصادية.

وذكر فوزي أن السوق تراجع بأكثر من 50% منذ بداية جائحة كورونا، وتحسن بشكل طفيف منذ بداية العام الماضي، ولكن في المجمل لا يزال السوق يعاني من تبعات الجائحة.

وأكد فوزي أن غياب التجار الخارجيين عن السوق نتيجة تداعيات فيروس كورونا وعدم قدرتهم على السفر والتنقل حرم السوق الكثير من الصفقات، كما أن عدد زوار السوق انخفض سواء من المواطنين أو المقيمين وذلك بسبب تأجيل الكثير من العملاء لقرار اقتناء سيارة مستعملة أو تغيير الموجودة لديهم، ولكن أعتقد أن السوق سيستعيد نشاطه مع تراجع حدة أزمة كورونا في المستقبل القريب.