الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

حلول الدفع الرقمية تنهي سطوة النقد على مدفوعات البقالة والتوصيل إلى المنازل

حلول الدفع الرقمية تنهي سطوة النقد على مدفوعات البقالة والتوصيل إلى المنازل
قال متعاملون إنهم تخلو عن استخدام النقد بشكل شبه تام، حتى بالنسبة للمدفوعات البسيطة، وإنهم ومنذ نحو عام لم يجدوا أنفسهم مضطرين لحمل النقود، مشيرين إلى أنهم كانوا يبقون بحوزتهم على مبلغ معين لحالات الضرورة لا سيما عند الطلب من البقالة أو بعض المطاعم الصغيرة، لكن الوضع تغير، فأغلب البقالات والمطاعم حتى الصغيرة منها باتت تقبل البطاقات ليس فقط ضمن المتجر بل عند التوصيل إلى المنازل.

وأكد خبراء مصرفيون أن أغلب المؤسسات حتى الصغيرة منها حاولت تلبية متطلبات العملاء، واتجهت خلال الفترة الأخيرة لا سيما بعد انتشار جائحة كورونا إلى تبني حلول الدفع الإلكترونية، فبات العميل غير مضطر لحمل النقد من أجل بعض المعاملات البسيطة لدى البقالات على سبيل المثال.

وتفصيلاً، قالت المتعاملة زكية عجان: «قبل عام من الآن كنت أحاول أن أبقي بحوزتي على بعض «الكاش» للدفع مقابل بعض المشتريات البسيطة في البقالة، أو لسداد قيمة المشتريات عند طلب التوصيل إلى المنزل، لافتة إلى أن البقالات القريبة كانت تقبل البطاقة فقط عند الشراء المباشر وليس عند التوصيل، لكن الآن بات خيار الدفع عبر البطاقة متاحاً في جميع الأحوال».


ومن جهتها، أشارت لمياء ضاهر، إلى وجود بقالين يقومون بالتوصيل ضمن منطقتها، ولم يكونوا يقبلون البطاقة البنكية في السابق، لكن بعد انتشار جائحة كورونا بشهر أو شهرين باتوا يقبلون البطاقات عند التوصيل، وبالتالي لم تعد تجد نفسها مضطرة لحمل النقود.


ويقول سعد في تعليق على أحد المنشورات على تويتر، والتي تتحدث عن سطوة البطاقات البنكية وتراجع أهمية النقد: «لم يعد أغلب معارفه يستخدمون النقد لا سيما الشباب».

وأفاد المدير العام لاتحاد مصارف الإمارات جمال صالح، بأن التحوّل الرقمي في المؤسسات المصرفية والمالية يعتمد على عدة عوامل بالغة الأهمية، تقوم بداية على فهم احتياجات العملاء والتعامل معهم من منطلق الشراكة على المدى الطويل، وتطوير استراتيجية رقمية واضحة من أجل تحديد وقياس وتحديث بيانات العملاء بصورة ملائمة ومتوافقة مع الأهداف العامة للمؤسسات، بالإضافة لاستحداث بنية أساسية لتكنولوجيا المعلومات قابلة للتطوير والتوسع.

وأشار إلى أن التطورات التي شهدتها المرحلة الراهنة أدت إلى حدوث طفرة مفاجئة على صعيد التجارة الإلكترونية والمدفوعات الرقمية نتيجة لانتشار جائحة «كوفيد-19»، والتوجه إلى الاعتماد الواسع النطاق لتقنية الدفع غير التلامسي باستخدام بطاقات الائتمان أو الخصم في عمليات الدفع المختلفة، وكذلك إلى تبني جميع الشركات الصغيرة والمتوسطة أشكالاً جديدة من التكنولوجيا الرقمية لمواكبة سلوكيات المستهلكين المتغيرة.

وبدورها، قالت الخبيرة المصرفية عواطف الهرمودي: «التعاملات النقدية تراجعت بشكل كبير خلال السنوات الماضية، وشهدنا منذ انتشار جائحة كورونا إلى اليوم الطفرة الكبيرة في هذا المجال، فالعملاء باتوا أقل رغبة في حمل النقد وكان على المتاجر الصغيرة والبقالات والمطاعم الصغيرة تهيئة أوضاعهم بما يتناسب مع المتطلبات الجديدة للعملاء، وبالتالي تبني الحلول الرقمية التي تمكنهم من قبول المدفوعات بالبطاقات بدلاً من الاكتفاء بقبول النقد».

وأشارت إلى أنه في السابق كانت المدفوعات المتوسطة القيمة والكبيرة هي التي تتم بالبطاقات في العموم، بينما الكثير من المشتريات البسيطة من البقالة وبعض المتاجر تتم باستخدام النقد، لكن الآن الوضع تغير وباتت أغلب المشتريات من خلال البطاقات، لافتة إلى أنه حتى مصاريف الأطفال اليومية باتت في الكثير من الأحيان تتم عن طريق بطاقات مسبقة الدفع يمنحها الأهل لأولادهم الصغار ويعيدون تعبئتها بصورة دورية.

وفي السياق ذاته قال الخبير المصرفي حسن الريس: «إن جميع منافذ البيع حتى البقالات الصغيرة باتت تقبل البطاقات البنكية، وبالتالي لم يعد من يحمل بطاقة بنكية مضطراً لسحب النقد من أجل الدفع في بعض المنافذ، مشيراً إلى أن العام الماضي شهد ارتفاعاً في تبني حلول الدفع التي تقبل البطاقات من قبل البقالات والمحال الصغيرة».

ونوه مسؤول في إحدى المؤسسات المختصة في المدفوعات الإلكترونية، بأن العملاء كانوا في السابق يفضّلون إتمام المدفوعات البسيطة التي تقل عن 100 درهم على سبيل المثال نقداً، لكن هذا الاتجاه يتراجع لصالح البطاقات، لافتاً إلى أن إقبال التجار وأصحاب الأعمال كالبقالات شهد تزايداً في تبني حلول الدفع الذكية التي تتيح استخدام البطاقات بدلاً من الكاش في نقاط البيع، وكذلك تتيح الدفع بالبطاقة عند التوصيل.